محور الشرق للتكامل الاقتصادي والأمني الاستراتيجي

ـ يشكل الاجتماع المنعقد على مستوى رؤساء أركان الجيوش بين إيران والعراق وسورية أول خطوة جدية وغير استعراضية من نوعها لدول تمثل أهمية محورية في الأمن الإقليمي المتصل بساحات اشتباك مباشرة مع السياسات الأميركي والأمن «الإسرائيلي» على خلفية انتصارات هامة ونوعية حققها المجتمعون منفردون ومعاً على الإرهاب وخلفية ردع فرضوه على السياسات «الإسرائيلية» العدوانية وتوازن أقاموه مع الحضور العسكري الأميركي والسياسي وتعاون نجحوا بتثبيته مع القوتين العالميتين الآسيوتين العملاقتين في روسيا والصين.

ـ تأتي الخطوة بعد زيارة هامة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران وأخرى لا تقلّ أهمية قام بها الرئيس الإيراني إلى العراق، وبعد تثبيت قواعد راسخة تطال العلاقات الروسية بإيران وسورية وتثبيت مكانة روسيا العسكرية والسياسية في المواجهة الدائرة في سورية وإضطرار حلفاء واشنطن وفي مقدّمتهم تركيا لتعديل حساباتهم.

ـ في حالة التراجع الأميركي والردع الذي تواجهه «إسرائيل» خصوصاً بعد التجارب السيئة التي عرفتها مؤخراً على مستوى المعادلة العكسرية مع المقاومة الفلسطينية والتموضع التركي على خطوط تفادي الغضب الإيراني والروسي وفي ظلّ انهماك سعودي خليجي بهموم الفشل الداخلي والإقليمي، يصير هذا المحور الإيراني العراقي السوري الصاعد دون سواه، كتلة جغرافية اقتصادية وعسكرية قادرة على رسم معادلات وتوازنات جديدة خصوصاً في مجال التكامل الاقتصادي الذي تشكل عمليات ربط سكك الحديد وشبكات الكهرباء وأنابيب النفط والغاز العنصر الحاسم فيه جنباً إلى جنب مع التنسيق العسكري والصناعات العسكرية بصورة تبطل مفاعيل الكثير من تأثير العقوبات الأميركية.

ـ يكسب كثيراً من يقرأ مبكراً هذه التحوّلات ويخسر من يقرأ أخيراً، وأوّل المعنيين هم دول الجوار وهم بالتتابع لبنان والأردن والكويت وتركيا وباكستان.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى