لافروف: دول الغرب تتجاهل استخدام الإرهابيين سلاحاً كيميائياً في سورية.. والخارجية الكازاخستانية تكشف عن اجتماع أستانا المقبل في نيسان

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دول الغرب تتعمّد تجاهل استخدام التنظيمات الإرهابية سلاحاً كيميائياً في سورية، مشدداً على ضرورة مكافحة الإرهاب الكيميائي والجرائم المتعلقة باستخدامه في سورية.

وقال لافروف في كلمة خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف اليوم: «شهدنا في سورية أعمالاً إرهابية باستخدام السلاح الكيميائي ولكن من المؤسف جداً أن الدول الغربية تتجاهل هذه الحالات وقررت إدخال تعديلات في آلية عمل منظمة حظر السلاح الكيميائي من أجل تسييس عمل هذه المنظمة وعرقلة نشاطها».

ووجهت الحكومة السورية عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء مجلس الأمن المتعاقبين ولجنة القرار 1540 تحوي معلومات مفصلة وموثقة حول قيام بعض حكومات الدول الداعمة للإرهابيين وخاصة النظامين التركي والسعودي بتسهيل حصول التنظيمات الإرهابية على أسلحة ومواد كيميائية تم استخدامها من قبل هذه التنظيمات ضد المدنيين والجيش العربي السوري في مناطق عدة في سورية.

وفي سياق آخر أكد لافروف عدم صحة الاتهامات الأميركية لبلاده بخرق معاهدة حظر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، مشدداً على أن بلاده لن تنجر إلى سباق تسلح ولن تبادر إلى نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وقال لافروف: «الولايات المتحدة تتجاهل عمداً القرارات التي أعلناها من قبل.. وممارساتها تضطرنا للردّ، لكن سيتم تنظيم ردّنا بطريقة تمنع روسيا من الانخراط في سباق تسلّح بأهظ التكاليف».

وجدّد وزير الخارجية الروسي تأكيد أن بلاده تتحمّل مسؤولية الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين وتدعو للحوار محذراً من مخاطر نقل سباق التسلح إلى الفضاء الكوني.

ودعا لافروف إلى التوصل لاتفاق للحيلولة دون نشوء سباق كهذا، معتبراً أن الأمر بات ملحاً في ظل تخصيص واشنطن أموالاً باهظة للبدء بسباق تسلّح في الفضاء الكوني.

على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبردي أن اجتماع أستانا المقبل حول تسوية الأزمة في سورية سيعقد نهاية شهر نيسان المقبل في العاصمة الكازاخستانية.

وقال تليوبردي للصحافيين اليوم حول موعد اجتماع أستانا: تقدمت الدول الضامنة إلينا باقتراح يوم 20 نيسان موعداً لها ولكننا لم نتلق تأكيداً وتاريخاً محدداً بعد.

وأشار تليوبردي إلى أن اجتماع أستانا سيحتفظ باسمه على الرغم من إعادة تسمية عاصمة كازاخستان بـ «نور سلطان»، وقال: «لقد حصلت عملية أستانا على تسميتها لذا فإن صيغتها ستستمر بالتأكيد تحت التسمية نفسها، ولكن طبعاً في عاصمة كازاخستان مدينة نور سلطان».

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين اعلن يوم الجمعة الماضي عن عقد اجتماع رفيع المستوى في أستانا حول تسوية الأزمة في سورية في نيسان المقبل، مشيراً إلى أنه سيتم الاتفاق على الموعد المحدد لاحقاً.

وكان رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا «روسيا وإيران وتركيا» جددوا التأكيد في البيان الختامي لقمتهم في الرابع عشر من شباط الماضي على التزامهم الثابت بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة محاربة الإرهاب فيها.

وعقد أحد عشر اجتماعاً بصيغة أستانا أحدها في مدينة سوتشي الروسية فى تموز الماضي أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.

ميدانياً، في إطار ردها على خروقها المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد نفذت وحدات من الجيش السوري عمليات مركزة على محاور تحرك وتجمعات المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي.

وأفاد مصدر بأن وحدات من الجيش مرابطة بريف حماة وجّهت صباح اليوم رمايات دقيقة على تجمّعات وأوكار المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم جبهة النصرة في بلدة الحويجة وقريتي الصهرية وسحاب بالريف الشمالي.

وبين المصدر أن رمايات الجيش أسفرت عن تدمير أوكار عدة للإرهابيين وأسلحة وذخيرة وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.

وقضت وحدات من الجيش أول أمس، على العديد من الإرهابيين في بلدتي باب الطاقة ومورك بريف حماة الشمالي وفي صهيان وتلمنس بريف إدلب الجنوبي الشرقي ودمّرت لهم أوكاراً في عمق مناطق انتشارهم كانوا يتخذونها منطلقاً لأعمالهم الإرهابية.

إلى ذلك، زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أنه سيتم القضاء على آخر معاقل تنظيم «داعش» في سورية هذه الليلة أمس بحسب تعبيره.

وجاء إعلان الرئيس الأميركي في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض قبل توجّهه إلى ولاية أوهايو الأيركية.

وخلال تصريحاته حمل الرئيس خريطتين للصحافة إحداهما تمثل الوضع الحالي لتنظيم «داعش» والثانية قال إنها من ليلة الانتخابات، بحسب ما نقلته قناة «CBS news» الأميركية.

ويرى الكثير من التحليلات والتقارير السياسية التي تتحدث عن المعركة التي تقودها «قسد» ضد آخر معاقل تنظيم «داعش» في مخيم الباغوز شرق سورية، أن الأمر لا يتعدى مشاهد إعلامية يتم تسويقها للتغطية على عمليات نقل عناصر التنظيم إلى مناطق أخرى وبمسمّيات جديدة.

قال الدكتور حسام شعيب، الخبير السوري في شؤون التنظيمات المسلحة، إن تنظيم «داعش»، هو ورقة رابحة تستثمر فيها الولايات المتحدة الأميركية في كل أرجاء المنطقة، وما يجري الآن في مخيم الباغوز هو بطولات وهمية لإعطاء انطباع للرأي العام السوري أو الخارجي بأن «قسد» المدعومة أميركياً، قامت بالقضاء على التنظيم شرق سورية.

وأشار الخبير في شؤون التنظيمات المسلحة إلى أن أميركا قد وجدت بؤراً جديدة في العالم، وبشكل خاص في شمال أفريقيا والداخل الفلسطيني وفي شبه جزيرة سيناء، وزرع «داعش» في الداخل الفلسطيني ليس المقصود به الكيان الصهيوني، وإنما الإخلال بعدالة القضية الفلسطينية، كما يتم نقل بعض العناصر إلى بعض دول الاتحاد السوفياتي السابق، لاستخدامهم ورقة ضغط على الاتحاد الروسي.

وأوضح شعيب، أن أميركا لا تتخلى عن قيادات «داعش» التي أصبح لها خبرة كبيرة في الحروب والقيادة واستخدام التقنيات الحديثة، التي لا يمكن أن تتاح لأي تنظيم بتلك السهولة، بجانب توفير البيئة الملائمة لهم لإتقان استخدام تلك الأسلحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى