اعتصام أمام السفارة الأميركية في عوكر تنديداً بزيارة بومبيو ومواقف حذّرت من تداعياتها الخطيرة على لبنان ودعت إلى رفض الإملاءات

نُفذ أمس اعتصام في ساحة عوكر وعلى الطريق المؤدية إلى السفارة الأميركية احتجاجاً على زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى لبنان وتنديداً بسياسات الولايات المتحدة في العالم عموماً، ولبنان خصوصاً، وذلك وسط إجراءات أمنية مشدّدة، حيث أقفلت كلّ المداخل المؤدية إلى ساحة عوكر والسفارة الأميركية.

وألقى الأمين العام للحزب الشيوعي حنّا غريب كلمة قال فيها «نعتصم اليوم أمام السفارة الأميركية في عوكر لنعلن موقفاً وطنياً مقاوماً ضدّ زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للبنان، لما تحمله هذه الزيارة من أخطار عليه، من جرّاء التهديدات العدوانية والضغوط السياسية والاقتصادية التي يحاول فرضها على لبنان وتحت عناوين شتى، فهو يأتي ليفرض تعليماته بقبول توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تنفيذاً لصفقة القرن بمنع شعبنا الفلسطيني من حقه في العودة».

وتابع «كما يأتي ليفرض على لبنان ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني، بما يستجيب لمصالح الكيان الصهيوني أيضاً في نهب ثروتنا النفطية والغازية، والاعتراف بهذا الكيان. ويأتي كذلك لمنع عودة النازحين السوريين عودة آمنة بالتنسيق مع سورية ولمنع مشاركة لبنان في إعمارها تحت حجج لا تخدم إلا المشروع الأميركي في المنطقة ودعاته، بما في ذلك مواصلة ترسيخ الشرخ بين البلدين الشقيقين».

أضاف «ويأتي للتحريض على خيار المقاومة وحصارها، ورفض تسليح الجيش اللبناني إلاّ من خلالهم، وبالشروط التي يريدون، بما يخدم توفير أمن الكيان الصهيوني واستمرار اعتداءاته المتكررة على لبنان. ويأتي أيضاً لاستخدام الأزمة الاقتصادية الاجتماعية والمالية التي أوصلتنا إليها الحكومات المتعاقبة، لفرض المزيد من الضغوط والتهديدات للقبول بهذه الأوامر والتعليمات، التي تشكل تدخلاً سافراً في الشؤون اللبنانية الداخلية».

وأكد أنّ «من سمح ويسمح بهذا التدخل الأميركي والخارجي، وبهذا الشكل الفظ، هو هذا النظام الطائفي المذهبي، نظام المحاصصة والفساد».

من جهته، أكد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل أنّ «المقاومة الفلسطينية ستستمر وحق العودة سيبقى مطلباً رئيسياً لكلّ فلسطيني حتى العودة وجعل القدس عاصمة لفلسطين».

مواقف منتقدة للزيارة

وبموزاة ذلك، تواصلت أمس المواقف المنتقدة للزيارة، وفي هذا الإطار، دعت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان، الحكومة والمسؤولين الذين سيلتقون بومبيو «إلى رفض الضغوط والإملاءات التي يحملها في جعبته، ومطالبته باحترام سيادة واستقلال لبنان، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتعريض أمنه واستقراره ومصالحه الوطنية لأي ضرر أو أذى».

وأكدت أنّ «بومبيو لا يزور لبنان من أجل دعمه في حلّ أزماته الإقتصادية والخدماتية أو تمكينه من استعادة أرضه المحتلة، والحفاظ على ثرواته، إنما لأجل ممارسة الضغوط على المسؤولين اللبنانيين كي يقبلوا بما تريده واشنطن من تضييق وتشديد للحصار على حزب الله المقاوم، خدمةً لكيان العدو الصهيوني، وكذلك محاولة دفع لبنان إلى التخلي عن جزء من حقوقه في حدوده البرية والبحرية بما يمكّن العدو الصهيوني من تحقيق أطماعه في أراضي وثروات لبنان من نفط وغاز».

ولفتت إلى أنّ «الحرص على السيادة والإستقلال الوطني والحفاظ على حقوق لبنان إنما يتجسّد في رفض هذه الإملاءات الأميركية وإبلاغ بومبيو بأنّ المقاومة التي حرّرت الأرض من المحتلّ الصهيوني، وتحمي لبنان واللبنانيين من العدوانية والأطماع الصهيونية، إنما هي شرف وعزة وكرامة لبنان، وليس مسموحاً التعرّض لها أو مسّها بكلمة سوء من أيّ زائر يأتي إلى لبنان».

من جهته، رأى الأمين العام لـ«التيّار الأسعدي» المحامي الأسعد، أنّ أحد أهداف زيارة وزير الخارجية الأميركية إلى المنطقة ولبنان «ضرب إيران ومحور المقاومة وزيارته ليست فقط باعتباره وزيراً أميركياً بل ممثلاً للكيان الصهيوني، حاملاً معه شروطه ومطالبه وتهديداته».

وقال «إنّ زيارة بومبيو لمنع لبنان من إعادة النازحين إلى ديارهم وإستخدامهم ورقة ضغط وتهديد على سورية والمقاومة في لبنان ولمنعه أيضاً من الحصول على منظمة دفاع جوي روسي واستبدالها بتسليح الجيش بأسلحة خفيفة، لا تشكل خطراً على العدو الصهيوني، وعلى اللبنانيين عدم الاستجابة لطلبات وتهديدات بومبيو ومنع تنفيذها برفض لبنان لصفقة القرن أو توطين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين أو توقيع اتفاق ذلّ مع الكيان الصهيوني».

بدوره، أكد «تجمّع العلماء المسلمين» أنّ بومبيو «غير مرحب به في لبنان، خصوصاً بعد أن أكد أمام رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو التزام أميركا بالدفاع عن إسرائيل، وبالتالي فإنه ليس وسيطاً في النزاع مع العدو الصهيوني بل هو طرف ينفذ سياسات هذا العدو، وليعلم أنّ كلّ شبر من مياهنا وكلّ قطرة نفط هي حقنا ولن نتنازل عنها أبداً».

وأعلن التجمع ثقته الكاملة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري «في الوقوف بوجه الإملاءات الأميركية والتمسك بخيار الشعب اللبناني والحفاظ على مصالحه التي إئتمنهم عليها».

وطالب الدولة «بنقل كلام واضح لوزير الخارجية الأميركي بأننا مصرّون على عودة النازحين إلى بلادهم وأننا سنتعاون مع الحكومة السورية في هذا الأمر، ولن نرضى بأن نذعن للمطالب الأميركية والأوروبية بإبقائهم في لبنان كورقة يستعملونها في وجه الدولة السورية، فمصلحة بلدنا وشعبنا مقدمة على مصالح الدول الأخرى مهما كانت».

واعتبر مجلس أمناء «حركة التوحيد الاسلامي» أن زيارة بومبيو إلى لبنان ليست زيارة عادية بل هي بمجملها زيارة تحريضية تستهدف المقاومة وسلاحها بشكل رئيسي وتستهدف ثروة لبنان النفطية والغازية لمصلحة العدو الصهيوني الغاشم وتستهدف أيضاً الخط الوطني العروبي الداعم والمؤيد للمقاومة من كلّ الطوائف والمذاهب، بهدف سلخه عن محيطه والضغط عليه للقبول بالصفقات المشبوهة والمطبوخة التي تجعل من العدو صديقاً ومن الصديق عدواً».

وتمنّى «على الحكومة والدولة اللبنانية أن يتوجها إلى بومبيو بكلام واضح وموقف واحد موحد، وهو الرفض التام لكلّ الشروط والإملاءات والمطالب الصهيو- أميركية التي يحملها في جعبته».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى