استنكار واسع لتأييد ترمب ضم الجولان إلى الكيان الصهيوني: عرّى سياسة أميركا القائمة على تشريع العدوان والاحتلال وانتهاك القرارات الدولية

أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأييده قرار حكومة العدو الصهيوني بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة، ردود فعل مستنكرةً للقرار ومعتبرةً أنه عرّى السياسة الأميركية القائمة على تشريع العدوان والاحتلال واغتصاب حقوق الشعوب وانتهاك القوانين والقرارات الدولية. ودعت إلى أوسع تحرك شعبي عربي ودولي لمواجهة هذه القرارات التي تعبّر عن نزعة استعمارية عنصرية.

ميقاتي

وفي هذا السباق، اثنى الرئيس نجيب ميقاتي عبر حسابه على» تويتر» «على البيان الصادر عن وزارة الخارجية البريطانية بشأن رفض الاعتراف باحتلال اسرائيل للجولان، وهو يشكل انتصاراً للحق».

وأكد ميقاتي «حق العرب بالقدس الشريف، بأقصاه وقيامته، عاصمةً لفلسطين».

مخزومي

بدوره حيّا رئيس «حزب الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي موقف الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي بشأن مرتفعات الجولان وقال»نحن مع القرارين 242 و338 الصادرين عن مجلس الأمن»، معتبراً «أن هذه القرارات ذات الصلة هي المرجعية في تقدير الموقف من قضايا الاحتلال الإسرائيلي، وإلا فإن الفوضى ستعم العالم، من جهة، وستذهب كل التوجهات لتحقيق السلام في المنطقة في مهب رياح التطرف التي يحاول الجميع شرقاً وغرباً لجمها، من جهة أخرى».

وأهاب بالجامعة العربية «أن تتخذ موقفاً صارماً، فالسكوت عن تصريحات ترامب تشبه التخلي عن القدس».

وأكد مخزومي «أن مرجعية مجلس الأمن والأمم المتحدة تنطبق أيضاً على مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا والغجر»، مشدداً على ضرورة «تحصين لبنان بوجه أي محاولة للاعتداء على سيادته، براً وبحراً وجواً».

إميل لحود

من جهته، طالب النائب السابق إميل إميل لحود بضم البلدات الأربعين التي تحمل إسم Lebanon في الولايات المتحدة الأميركية إلى الأراضي اللبنانية، عملا بالمنطق «العجيب» المعتمد من قبل ترامب.

ولفت لحود، في بيان، إلى «أن ترامب يواصل مسلسل هرطقاته، وآخرها ما يتصل بمنح الأراضي المحتلة في الجولان إلى «إسرائيل»، وهو يبدو معتاداً على منح الآخرين ما لا يملكه، وعلى الانتزاع من الآخرين ما هو ملك لهم، وقد درج على هذا الأسلوب منذ انتخابه، من الشرق الأوسط وصولاً إلى فنزويلا».

ورأى «أنّ على ترامب أن يمسح عنه وجهه الهوليودي الذي يجعله أشبه ببطل مسلسل يريد أن يشوق المشاهدين ليدفعهم إلى متابعة الحلقة المقبلة، خصوصاً أن مسلسله بات مملاً وأداءه رتيب، ولو كان إستعراضياً»، مشيراً إلى «أنه بعد الهرطقة في حلقة الأمس جاءت على شاكلتها الحلقة المخصّصة لوزير الخارجية مايك بومبيو في بيروت، ودروسه لنا في كيفية الحكم والتعامل مع الواقع المالي والنظام المصرفي وترسيم الحدود البحرية وحقوقنا في الثروة النفطية وملف النازحين، وهي كلها أمور لا تعنيه».

«أمل»

بدوره، رأى المكتب السياسي لحركة أمل في بيان أنه

«بعد القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب المحتلة إلى القدس المحتلة في ضرب واضح لمشاعر ملايين العرب والمسلمين، وإطاحة كلّ ما سوق له في عقود مديدة عن حلول للقضية الفلسطينية، يأتي اليوم الموقف الأميركي الذي يشرّع الاحتلال والاغتصاب الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية، معلناً التبنّي الكامل لمشاريع إسرائيل وتجاهل حقوق العرب ومصالحهم، واضعاً نفسه في موقع من يعطي ويهب، وهو لا يملك مستعيداً نهجاً استعمارياً تاريخياً عمل على تمكين الصهيونية من اغتصاب فلسطين».

واعتبرت الحركة أن «هذا الأمر يضع المنطقة أمام تحدي انهيارات سياسية وأمنية خطيرة، ويسرّع الوضع غير المستقر أساسا إلى حافة المجهول».

وأضافت «وعليه إنّ الظنّ بقدرة آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة اميركيا بفرض وقائع تلبي النزعة الصهيونية بالتوسع على حساب الحق العربي في المنطقة هو وهم أسقطته عشرات التجارب في هذا العالم حيث واجه أصحاب الحق مغتصبي حقوقهم. وهذا الأمر تؤكده وقائع المقاومة في فلسطين ومسيرات العودة على تخوم غزة».

«الاتحاد»

وأشار حزب الاتحاد، في بيان، إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن الاعتراف بضم مرتفعات الجولان إلى الكيان الصهيوني «ما هي إلا دليل آخر على أن الإدارة الأميركية هي إدارة متغطرسة لا تقيم وزناً للحق ولا تحترم العدل وهي عقلية الهيمنة الأميركية المعتادة التي تبني سياستها في المنطقة على أساس الدفاع عن المصالح الصهيونية ضاربةً بعرض الحائط الحقوق العربية وكل القوانين والمواثيق الدولية».

ورأى أنّ «في هذه التصريحات تطوّراً خطيراً عرّى أميركا وكشف عن خططها ونظرتها نحو الحقوق العربية وأثبت بالدليل القاطع أن أميركا ليست ولا يمكن لها أن تكون راعياً محايداً للسلام في المنطقة وأن هذا القرار يجب أن يضع العرب أمام مسؤولياتهم ويدفعهم لتجاوز خلافاتهم من أجل الحفاظ على الحقوق العربية ضد الانتهاكات الصهيونية والصلف والاستخفاف الأميركي فيها».

وأكد أنّ «الاعتراف الأميركي ليس له صفة شرعية أو قانونية والكيان الصهيوني سيبقى قوة احتلال في فلسطين والجولان ومزارع شبعا ولن يستطيع ترامب أو غيره، مهما علا شأنه، أن يغير هذه الحقيقة كما أنه لن يستطيع المجتمع الدولي أن يجاري ترامب في القفز فوق الحقوق لأن هذا الأمر من شأنه تحويل العالم أجمع إلى كرة نار قد تحرق الاستقرار العالمي وإلى غابة تحكم بشريعة الغاب وليس بالقوانين والمواثيق».

وحيّا أهلنا في الجولان المحتلّ الذين انتفضوا وأعلنوا صراحة رفضهم الاعتراف وتمسكهم بالهوية السورية ورفضهم للاحتلال الصهيوني، منبّهاً من أنّ «زيارة وزير الخارجية الاميركي بومبيو إلى بيروت تأتي في سياق فرض الإملاءات والشروط الصهيونية على الجانب اللبناني في محاولة مكشوفة لتطويعه وجعله يقبل بما يملى عليه، من توطين اللاجئين الفلسطيني ونسيان حق العودة وكذلك القبول بما يسمى خط هوف في التقاسم النفطي مع العدو الصهيوني، ومحاولة تمرير شرعية الجدار الذي يقيمه العدو الصهيوني قاضماً أجزاءً متحفظاً عليها من الأراضي اللبنانية».

«رابطة الشغيلة» و«تيار العروبة»

وأعربت قيادتا «رابطة الشغيلة»، و«تيار العروبة» للمقاومة والعدالة الاجتماعية في بيان عن إدانتهما وشجبهما موقف ترامب معتبرتين أنه «تجسيد جديد لطبيعة السياسة الأميركية القائمة على تشريع العدوان والاحتلال واغتصاب حقوق الشعوب، وانتهاك القوانين والقرارات الدولية».

ولفتتا إلى «أن توقيت قرار ترامب بدعم وتأييد القرار الصهيوني ضم الجولان المحتل إلى الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، يتزامن مع جولة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للبنان والمنطقة لتصعيد الضغوط ضد محور المقاومة، ودعم سياسات رئيس حكومة العدو ينيامين نتنياهو، وتعزيز موقفه في الانتخابات الإسرائيلية مقابل حصول ترامب على دعم اللوبي الإسرائيلي الأميركي في مواجهة خصومه ومعارضيه في الداخل الأميركي، تماماً كما جاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الكيان الصهيوني».

المعصراوي

ورأى الأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي أن تغريدة ترامب الداعية إلى الاعتراف بالسيادة «الإسرائيلية» على الجولان السوري، وترحيب نتنياهو بها، «خطوة أخرى في إطار ما يسمى بصفقة القرن الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإلى تمكين الكيان الصهيوني العنصري الغاصب من السيطرة على الأمّة، أرضاً وموارد وقراراً».

واعتبر أن «مجيء هذا الإعلان الجديد، عشية انعقاد قمة عربية في تونس، بغياب عضو مؤسس في جامعة الدول العربية، هو الجمهورية السورية، يشكل استفزازاً واضحاً للأمّة جمعاء على المستويين الرسمي والشعبي، وإدانة واضحة لكل من تورط في الحرب على سورية، منتهكاً ميثاق جامعة الدول العربية وسائر المعاهدات والاتفاقات المنبثقة عنه».

ودعا إلى «أوسع تحرك شعبي عربي ودولي لمواجهة هذه القرارات الترامبية الرعناء التي تعبّر عن نزعة استعمارية عنصرية استعلائية مرتبطة عضوياً بالمشروع الصهيوني»، كما دعا الدول العربية كافة،

ولاسيّما عشية انعقاد قمّة تونس في نهاية شهر آذار الحالي، إلى «احتضان المقاومة العربية للكيان الصهيوني ورفض كل الضغوط الأميركية والغربية والرجعية العربية الرامية إلى وصم مقاومتها في فلسطين ولبنان بالإرهاب. وإسقاط القرار المشؤوم الصادر عن اجتماعات مجلس وزراء خارجية الدول العربية في خريف 2011، بتعليق عضوية سورية في الجامعة واعتبار الصراع الرئيسي في المنطقة هو صراع بين الأمّة العربية والمشروع الصهيوني الاستعماري، وإعطاء متطلبات هذه الصراع الأولوية في الاستراتيجيات والبرامج المعتمدة، ورفض أي محاولة لحرف هذا الصراع عن وجهته الحقيقية، سواء من خلال سياسات التطبيع مع العدو أو من خلال تحويله إلى صراع بيني، بين الأمّة ودول جوارها، وداخل مكونات الأمّة كلها».

ذبيان

وأشار رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان إلى أن إعلان ترامب «يكشف فصلاً جديداً من فصول السياسة الأميركية التي تصب في خدمة مصالح العدو الإسرائيلي ومشروعه الإحتلالي في فلسطين والمنطقة العربية ككل، ولا سيما في سورية «.

ولفت إلى أن الرهان يبقى هو على أهل الجولان ومواقفهم المشرّفة من أجل إسقاط إعلان ترامب ورفض الخضوع للغطرسة الإسرائيلية، وتأكيد تمسكهم بهويتهم السورية، و«كلنا ثقة بأن أهل الجولان الذين رفضوا سابقاً التخلي عن هويتهم السورية، سيرفضون مجدداً الرضوخ لمشروع سلخهم عن سورية الوطن والبلد الأم، وسيقدمون الغالي والنفيس دفاعاً عن وجودهم وهويتهم، ولا سيما أن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد باتت أكثر مناعة وقوة، بعدما نجحت في إحباط المشروع الإرهابي الذي كان يستهدفها طيلة ثماني سنوات».

وانتقد ذبيان «الصمت العربي الرسمي إزاء القرار الأميركي، والذي يرتقي إلى مستوى الشراكة مع العدو الإسرائيلي، في محاولة شرعنة الإحتلال في الجولان السوري المحتل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى