الرفيق د. تيسير كوى يشرح كيف انتمى إلى الحزب

كنت عرفت الرفيق الدكتور تيسير كوى منذ بداية تولي لمسؤولية رئاسة مكتب عبر الحدود وتابعت التواصل معه عبر الرفيق الصديق المشترك رفعت عسيران 1 ، كما عبر متابعتي الحزبية لمديرية المملكة المتحدة، حيث كان للرفيق تيسير حضوره الحزبي فيها منذ الستينات إلى جانب رفقاء اذكر منهم د. غيث الارمنازي، صادق أسعد، ومحمد شبلي. في النبذة التي نشرتها عن كتيّب »انا عائد» 2 اوردت ان الرفيق د. تيسير قام بترجمة الكتيب الى اللغة الانكليزية انما لم يُطبع، واذكر ان »مديرية اوتاوا» كانت ابدت حماسها لطباعته، الا ان الازمات الحزبية الداخلية حالت دون متابعة الموضوع.

ل. ن.

» طلب مني الرفيق رفعت عسيران أن أكتب للأمين جزيل الاحترام لبيب ناصيف بعض ما أتذكره عن انتسابي الى الحركة القومية الاجتماعية .

كان انتمائي في نيسان 1949 وكان التوقيع على بطاقة العضوية للزعيم نفسه . أقسمت اليمين بحضور الرفيق بهيج حلبي 3 الذي أعتقد أنه اغترب الى أفريقيا والرفيق ميشال معلولي الذي أصبح فيما بعد نائب رئيس مجلس النواب في الجمهورية اللبنانية والرفيق جيمس مشعلاني 3 ابن شقيقة الأمين الراحل الدكتور جورج صليبي 4 ورفيق آخر ربما كان من آل رافع 5 .

رأيت سعادة وهو يمشي في منتصف ما كان يسمى شارع السادات في منطقة رأس بيروت وكان بحراسة حرس الزعيم . حييناه الرفيق مشعلاني وأنا ولحقنا بموكبه الى بيت الزعامة الذي كان قريبا من شارع عمر بن عبد العزيز ويملكه آل حمادة .

أذكر أن الرفيق الأمين لاحقا انعام رعد قدم لخطاب سعادة 6 لكن صوته بحّ فتوقف وأكمل عنه الأمين جزيل الاحترام عبد الله قبرصي الذي استهل تقديمه بأن قال اذا بحّ صوت في الحزب القومي الاجتماعي فتحل مكانه آلاف الأصوات . ثم وقف سعادة وخطب فكانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي رأيت فيها سعادة وأصغيت اليه. كان عمري وقتها خمسة عشر عاما. عضويتي في الحزب مرت بمراحل عديدة منها للأسف الشديد مرحلة الشك في نوايا سعادة والحزب بسبب قلة ما كنت قد قرأته حتى ذلك الوقت من الأدبيات الحزبية بالاضافة الى الدعاية الخسيسة اللئيمة التي كان يبثها رياض الصلح وزبانيته من يهود الداخل. أحرقت بطاقة عضويتي، وأنا لا أغفر لنفسي هذا العمل حتى الآن، رغم أنني بلغت الرابعة والثمانين من العمر. كان احراق البطاقة بناء على الحاح والدي الذي استاء كثيرا من انتمائي الى حزب يرأسه مسيحي وكان أيضا يخاف أن »يكبس» بيتنا واحد من ازلام رياض الصلح اذ كان منزلنا لا يبعد عن منزل ذلك المجرم أكثر من مئة متر. كان منزلنا يواجه منزل الرفيق مصطفى طوسون 7 الذي لم يكن ينتسب للحزب وقتها. بالمناسبة، قال والدي عام 1958 أي قبل وفاته بعام، مترحماً على سعادة بعدما رأى ما رأى لبنان كله في ذلك العام: ما بخلّص هلبلد يا ابني الا واحد متل أنطون سعادة» .

في التاسعة من عمري، أي عام 1943، شاركت في مظاهرة انطلقت من منزل رياض الصلح في شارع عمر بن الخطاب رأس النبع الى ما كان يُعرف بالسراي الصغير في ساحة البرج في بيروت 8 وأصغيت وقتها لخــطاب ألقاه هذا المجرم وصفقت وهتفت له حتى بحّ صوتي على اعتبار أنه »رياض بيك» الذي أهدى لبنان استقلاله وحريته بفضل جهوده وكان من أقرباء سعد الله الجابري الذي ترأس حكومة الجمهورية الشامية فترة من الزمن .

أنتمي الى أسرة محمدية متدينة كانت تقيم في حي الميدان الدمشقي . في العشرينات من القرن الماضي غادر جدي دمشق واستقرّ في بيروت فصرنا مع الوقت لبنانيين . أنا وأخواتي واخوتي ولدنا في بيروت بينما كانت دمشق مسقط رأس والدي ووالدتي . بقي في دمشق الأخ الأصغر لجدي الذي خلف أنثيين وذكرين صار واحد منهما لواء طبيب في الجيش الشامي والآخر مدير الريجي في المنطقة الجنوبية من الجمهورية الشامية . أتحــدث بلهجة دمشقية مخففة لا سيما وأن دمشق لا بــيروت كانــت ملعــب طفولتي اذ كنت أقضي جزءا كبيرا من هذه الطفولة مع أولاد أخوالي في دمشق .

لم يتعمق ايماني بسعادة الا بعد أن نلتُ شهادة الدكتوراه من جامعة »لندن» وعشت في »المملكة المتحدة» منذ عام 1960. في الثامن من تموز من كل عام أعاني من فترة اكتئاب عميقة على سعادة وفي اعتقادي أن خسارة سورية لسعادة أكبر وافدح بكثير مما نتصور. لقد استهل الغرب الاستعماري الصهيوني هجومه البربري الشرس اللئيم المدمر علينا بقتل سعادة ونجح في ذلك بسبب وجود مغالين في الغباء وانعدام الرؤيا والأنانية والغرور والارتباط بالخارج بينــنا، مثل رياض الصلح وغيره من الساسة و»الزعماء» في القــرن المــاضي، وســمير جعجع في القرن الحالي.

بعد انتمائي للحزب كنت أأنس بزيارة الرفيق ذوقان أبو كامل 9 والأمين عجاج المهتار وزوجته الرفيقة سوريةكرم شقيقة الشهيد الصدر عساف في مطعمهما. تعاقب على الادارة في مديريتي في الجامعة الأميركية عدد من الرفقاء أذكر منهم أنيس صايغ وميشيل معلولي ومنير بشور 10 وأذكر من المنفذين العامين وقتها الرفيق الأمين لاحقا فوزي المعلوف 11 .

من الذين عرفتهم ولا زلت أذكرهم من أعضاء الحزب : الراحل عفيف خضر من بعقلين، وأكرم دندشي، وجيمس مشعلاني الذي يقيم في الولايات المتحدة والراحل خليل حداد من بسكنتا والراحل أنيس صايغ ومنير بشور والمحامي ميشيل نعمة 12 وأبراهيم وأنطوان وسعد خير الله 13 ونديم شويري باني مؤسسة الكفاءات ومحمد جمل وسمير خير الله مصمم نصب سعادة في ضهور الشوير

جورج عطية ورفيق آخر من آل الاشقر 14 وآخر من آل حداد كانوا من شارك في تعليمي عندما كنت في اعدادية الجامعة الأميركية. وكان زكي النقاش ناظرا في مدرسة المقاصد الخيرية الاسلامية في حرج بيروت ثم مديراً لهذه المدرسة بعدما اعتزل أو أقيل.

من ذكرياتي في تلك الفترة أن قسم الفلسفة في الجامعة الأميركية دعا هشام شرابي لالقاء محاضرة علينا عن »كيركيغارد» الوجودي. ودعى منفذ بيروت وقت ذاك الرفيق سعيد تقي الدين هشام شرابي لالقاء محاضرة عن الفلسفة القومية الاجتماعية. أذكر أن القاعة غصت وقتها بالحاضرين من القوميين وأصدقائهم الذين صفقوا كثيرا للرفيق شرابي .

في عام 1979/ 80 منحتني الجامعة البريطانية التي كنتُ أدّرس فيها اجازة علمية لعام دراسي كامل. ذهبت الى الوطن بالاتفاق مع الرئاسة الموقرة بعدما كنت عرضت فكرة انشاء مؤسسة حزبية بحثية علمية. كانت الفكرة محط اعجاب الرئاسة الموقرة لكن التنفيذ اعترضته صعوبات جمة اذ كان التجاوب من مؤسسات الحزب المختلفة غير كاف.

نشاطي الحزبي كان ولا يزال محدوداً جداً لأسباب عديدة ربما أهمها أنني أقيم في قرية بريطانية نائية . كتبت أكثر من عشرين مقالاً حتى الآن منذ بدء الحرب المفتوحة على سورية بثَ بعضها موقع الفضائية السورية قبل أن يعرّفني الأمين أحمد أصفهاني على موقع الحزب الفضائي. كتبت للوزير علي حيدر أقترح أن تبدأ الجمهورية الشامية بتعليم اللغتين الأرمنية والكردية في جامعاتها على اعتبار أنهما من اللغات السورية. واقترحت تسمية الخليج العربي / الفارسي باسم جديد هو خليج القدس. وكنت قد اقترحت على وزير السياحة الشامي السابق انشاء شركة ضخمة مساهمة باسم »فنادق القلاع السورية» تحويل القلاع التاريخية السورية الى فنادق سياحية من الدرجة الأولى .

هوامش:

1 رفعت عسيران من الرفقاء الذين انتموا في الخمسينيات ونشطوا في منفذية بيروت، وكان اول رفيق ينتخب لنقابة المصارف وكنت نشرت عن ذلك ويمكن مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 كتيّب »انا عائد» للاطلاع على النبذة المعممة عنه، مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

3 بهيج الحلبي: من بشامون. شقيق الرفقاء رفيق، أنيس وبديع، تولى مسؤوليات في مديرية الجامعة الامريكيّة منفذية الطلبة الجامعيين، مقيم في منطقة رأس بيروت.

4 جورج صليبي: مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

5 نرجح انه الرفيق أنس أبو رافع. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

6 لم يورد الرفيق تيسير تفسيراً للمناسبة الّتي القى فيها سعادة خطاباً.

7 مصطفى طوسون: مراجعة ما نشرناه عنه في الموقع المذكور آنفاً.

8 جرى هدم السراي المذكور عندما تم توسيع ساحة الشهداء.

9 ذوقان أبو كامل: أحد أبطال الحزب وقد نشرت عنه نبذة تعريفية أولية آملاً، أن اتمكن من نشر نبذة

غنية تليق بمسيرته الحزبية.

10 الدكتور منير بشور: من اساتذة الجامعة الامريكية السابقين. مؤلف كتاب عن التربية في

»اسرائيل». ندعو له بدوام العافية.

11 الأمين فوزي معلوف: تولى مسؤوليات حزبية عديدة وانتخب رئيسا لجمعية خريجي الجامعة

الامريكية، للاطلاع على ما نشرت عنه مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

12 المحامي ميشيل نعمة من بلدة بحمدون الضيعة، منح رتبة الامانة وكان تولى في الحزب

مسؤوليات محلية ومركزية.

13 ابراهيم وانطون وسعد خيرالله. من بلدة بحمدون، كنت كتبت عن كل الرفيقين انطون خير الله

وسعد خير الله، مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

14 نرّجح أنه الرفيق وديع الأشقر الّذي كان تولى مسؤوليات مركزية، خاصة في عمدتيّ الاذاعة

والثقافة. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى