الجعفريّ: الإدارة الأميركيّة لا تمتلك حق تقرير مصير الجولان المحتل

أدان المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الاعتراف بـ»سيادة» الاحتلال على الجولان السوري، وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بإدانة هذه التصريحات.

وقال الجعفري في مؤتمر صحافي في نيويورك، أمس، «حكومة سورية تدين بشدة هذا التصريح اللامسؤول حول الوضع القانوني للجولان السوري المحتل»، مؤكداً «تصريح ترامب يؤكد مجدداً انحياز الولايات المتحدة الأعمى للكيان الصهيوني المحتل». وأضاف «نؤكد أن الإدارة الأميركية لا تمتلك أي حق أن تقرر مصير الجولان السوري المحتل».

وطالب الجعفري نطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن «بإدانة تصريحات ترامب واتخاذ خطوات فعلية للحفاظ على مبادئ الأمم المتحدة والقرارات الدولية».

ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول تصريحات ترامب بخصوص الجولان السوري المحتل.

وأفادت وكالة «سانا» أن وزارة الخارجية والمغتربين ذكرت في بيان لها أنها وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول التصريحات غير المسؤولة والخطيرة لرئيس الإدارة الأميركية دونالد ترامب حول الجولان العربي السوري المحتل.

وأضافت «سورية تطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إصدار موقف رسمي لا لبس فيه يؤكد من خلاله على الموقف الراسخ للمنظمة الدولية تجاه قضية الاحتلال الصهيوني للجولان العربي السوري». ودعت الخارجية السورية «مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية تكفل ممارسته لدوره وولايته المباشرين في تنفيذ القرارات التي تنص على إلزام كيان الاحتلال الصهيوني بالانسحاب من كامل الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967 ولا سيما القرارات رقم 242 و 338 و 497».

من جهته، أعلن نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أمس، أن وضع مرتفعات الجولان باقٍ كما هو دون تغيير.

وقال حق للصحافيين «الموقف مذكور بوضوح في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة، وضع مرتفعات الجولان لم يتغير».

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن قرار ترامب بشأن الاعتراف بمرتفعات الجولان كأراضٍ إسرائيلية، هو دليل آخر على تجاهل واشنطن للقانون الدولي.

كما صرّحت أن موقف روسيا بشأن مرتفعات الجولان ثابت، وأن الجولان منطقة محتلة منذ حرب 1967.

وجاء في بيان للوزارة «هذه التصريحات هي دليل آخر على تجاهل واشنطن للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، الذي تم وضعه خلال مؤتمر مدريد للسلام برعاية مشتركة من روسيا والولايات المتحدة، ومبادرة السلام العربية. إنها التصريحات استمرار لخط الإدارة الأميركية الحالية ».

وكانت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أعلنت، أن موسكو تعتبر تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول مرتفعات الجولان غير مسؤول، ويمكن أن يزعزع استقرار الوضع.

وقالت زاخاروفا في لقاء مع قناة «روسيا 24»، في إجابة عن سؤال عمّا إذا كان من المتوقع تصعيد الوضع في الشرق الأوسط: «نعم، للأسف». وأضافت قائلة: «مثل هذه التصريحات، وليس هذا التصريح فقط، بل العديد من التصريحات التي يتم الإدلاء بها، في رأينا، بطريقة غير مسؤولة، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي حقًا. في الواقع، يمكن أن تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في المنطقة».

وفي السياق، أدان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول دعوته للاعتراف بـ»سيادة إسرائيل» على هضبة الجولان.

وقال ظريف في تغريدة على تويتر، خلال مشاركة في اجتماع وزراء منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول حول حادث نيوزيلندا: «أجتمع اليوم مع وزراء منظمه التعاون الإسلامي في تركيا جميعهم ينددون بالهجوم الإرهابي البربري ضد المسلمين في مسجد كرايست تشيرش، ويسعون إلى الاتحاد مقابل المد الخطير للعنصرية وكراهية الإسلام في الغرب». وأضاف: «الجميع هنا صدموا بتصريحات ترامب وإعطائه ما ليس له لـ «إسرائيل» العنصريّة أولاً القدس والآن الجولان».

وكان متحدث أممي، أعلن الخميس، أن الأمم المتحدة «ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة «التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل «إسرائيل» هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي».

هذا، استنكر أهلنا في الجولان السوري المحتل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الجولان مؤكدين أنها تشويه لعروبة الجولان وتشجع سلطات الاحتلال الصهيوني على التمادي في مخططاتها التوسعية والعدوانية بحق الجولان المحتل ومشددين على انتمائهم لوطنهم الأم سورية وتمسكهم بالهوية العربية السورية وأن الجولان أرضاً وشعباً وتاريخاً عربي سوري.

كما شجبوا هذه التصريحات غير المسؤولة التي تنم عن الدعم الأميركي المطلق لسلطات الاحتلال وتضرب عرض الحائط بالمعاهدات والقوانين الدولية وتعرضها للخطر نتيجة سياسة الاستكبار والعنجهية التي يتبعها ترامب.

وغرد ترامب الخميس، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «بعد 52 عاماً حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة اعترافاً كاملاً بسيادة «إسرائيل» على هضبة الجولان السوري المحتل التي تتميز بأهمية استراتيجية وأمنية حيوية بالنسبة لـ دولة «إسرائيل» واستقرار المنطقة»، بحسب تعبيره.

واحتل الكيان الصهيوني هضبة الجولان منذ الخامس من حزيران/ يونيو 1967، ويرفض الانسحاب منها رغم قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، اللذين يطالبانه بالانسحاب منها.

وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر 1981، أعلن الكيان الصهيوني «ضمّ الجولان» من خلال قانون تبنّاه الكنيست تحت اسم «قانون الجولان» ويعني «فرض القانون والقضاء والإدارة الصهيونية على الهضبة السورية المحتلة».

وفي سياق متصل، قال عمار الأسد، النائب في البرلمان السوري، إن السياسة الأميركية في المنطقة تستهدف تدمير الدول وتقسيمها، وخلق الفتن وزعزعة استقرار أي دولة ذات سيادة.

وأضاف، أن الخطوة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس، لم تغيّر وضعيتها بأنها عاصمة فلسطين، وأنّها لجأت لتصريحات حول الجولان السوري بعدما فقدت كل أذرعها الإرهابية التي دربتها وسلحتها في الداخل السوري.

وأشار إلى أن ترامب لجأ إلى مخيم الركبان وجمع فيه كل الفئات لينطلق منه نحو دعم المجموعات الإرهابية المتبقية، وأن المخيم يضم قيادات من عناصر «داعش» الإرهابي، إذ يحاول ترامب إبعاد النظر عن الركبان بقضية الجولان.

وشدّد عمار الأسد على أن الدولة السورية ستتخذ الخطوات القانونية والدبلوماسية كافة لاستعادة أرضها المحتلة، حسب الطريقة التي تمكنها من ذلك، سلمياً أو عسكرياً.

وأشار إلى أن ترامب يستغلّ الأوراق السياسيّة بعد فشله في تحقيق أهدافه من خلال الإرهاب، وأن الأوراق التي يستخدمها تهدف للضغط من أجل تمرير صفقة القرن.

وطالب عمار الأسد بضرورة اتخاذ مواقف عربية واضحة لرفض سياسة ترامب في المنطقة، التي تهدف لخلق النزاعات والتوترات الدائمة.

وشدد على أن ترامب يخشى توجه الجيش السوري نحو تحرير الجولان، بعد بسط السيطرة الأمنية على كافة الأراضي السورية، وأنه يسعى لحصار سورية اقتصادياً وسياسياً لضمان أمن الكيان الصهيوني.

من ناحيته، قال نزار اسكيف، نقيب المحامين السوريين، إن على مجلس الأمن أن يدافع ويحصن قراراته التي أقرها بشأن الجولان السوري، وعلى رأسها ما أقر في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1981، القرار رقم «497» الذي يرفض القرار الصهيوني جملة وتفصيلاً، ويؤكد هوية الجولان السورية، ويعتبر جميع الإجراءات والتدابير الصهيونية لتغيير طابع الجولان السوري لاغية وباطلة.

وأضاف، أن كافة القوانين والقرارات الدولية تؤكد أن هوية الجولان عربية سورية، وغير قابلة للنقاش أو أي تحركات فردية.

وأشار نزار اسكيف إلى أن الأمم المتحدة يجب أن تتخذ خطوات ضد الدولة التي تتحدى الشرعية الدولية، إلا أن أميركا لا تحترم القوانين استناداً إلى هيمنتها على الوضع العالمي.

وأكد أنه يمكن طرح القضية من خلال الدول أصحاب العضوية الدائمة في مجلس الأمن، ومنها روسيا والصين، خاصة أن مثل هذه الخطوات تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى