الناتو: عمليّتنا في يوغوسلافيا كانت «ضرورية ومشروعة» يوفانوفيتش: العدوان على بلادي كان هدفه التوسّع باتجاه روسيا

اعتبر وزير خارجية يوغوسلافيا قبل تفككها، أنه «لم يكن من الممكن تجنب غارات الناتو الجوية على بلاده عام 1999، ولم يكن هناك مفر من الحرب آنذاك بسبب خطط حلف الأطلسي للتوسع نحو روسيا».

وقال لزيفادن يوفانوفيتش، الذي شغل منصب وزير خارجية يوغوسلافيا في الفترة من 1998 إلى 2000، بأن قصف الناتو لبلاده عام 1999 كان لا مفر منه، ليس بسبب مواقفها ومشكلتها مع ألبان كوسوفو، بل بسبب خطط الحلف للتوسع شرقاً والاقتراب أكثر فأكثر من الحدود الروسية.

وقاد يوفانوفيتش وزارة الخارجية الصربية خلال مفاوضات فاشلة مع ألبان كوسوفو بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا في ربيع عام 1999 في قلعة رامبوييه في فرنسا، أعقبتها غارات مكثفة لقاذفات الناتو شملت مختلف أرجاء جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية.

وأعلن يوفانوفيتش: «لم تكن هناك طريقة لتجنب عدوان الناتو، لأنه كانت له أهمية جيوسياسية عالمية بالنسبة للمعتدين. لقد أرادوا إظهار قوتهم ضد القانون الدولي والأمم المتحدة، للحصول على مساحة مفتوحة لتطبيق استراتيجية التوسّع العسكري في الجنوب الشرقي».

وأضاف: «من ناحية أخرى، احتاجوا إلى سابقة حتى يتمكنوا من عولمة التدخل خارج منظومة الأمم المتحدة، دون التشاور مع مجلس الأمن. لقد كانت محاولة لإنشاء قاعدة في البلقان، كما يقولون، من أجل تصحيح خطأ الرئيس الأميركي السابق، دوايت أيزنهاور، الذي كان القائد الأعلى لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ليقتربوا بقواعدهم من الحدود الغربية لروسيا».

وتابع الوزير يوفانوفيتش قائلاً: «كانت هذه هي الحلقة الأولى في سلسلة من القواعد الأميركية الجديدة. ثم تم افتتاح أربع قواعد عسكرية أميركية في بلغاريا، وأربع في رومانيا، وعدد قليل آخر على بحر البلطيق، وما إلى ذلك. لن ترضيهم أي تنازلات مقارنة بالأهداف الجيوسياسية للولايات المتحدة الأميركية والتحالف الغربي. العدوان كان من المستحيل تجنبه»، حسبما يعتقد الوزير اليوغوسلافي السابق.

ووفقًا ليوفانوفيتش ، فإن «يوغوسلافيا لم تهدد أحداً في تلك اللحظة، ولم تتوقع بلغراد الرسمية هزيمة الناتو لكنها حاولت حماية نفسها بأي ثمن من العدوان».

بدوره، جدّد حلف شمال الأطلسي، أمس، تبريره للغارات الجوية التي شنها ضد يوغوسلافيا السابقة في 1999، خارج إطار مجلس الأمن الدولي، بذريعة حماية السكان الألبان في إقليم كوسوفو الصربي.

وقال مصدر في مكتب الناتو الإعلامي لوكالة «تاس» الروسية، إن الحلف بدأ عمليته، في آذار 1999، «بهدف وقف الكارثة الإنسانية التي كان يشهدها إقليم كوسوفو آنذاك. وكان هذا القرار اتخذ بعد محاولات فاشلة عدة للأمم المتحدة وفريق الاتصال الدولي بشأن يوغوسلافيا السابقة الذي كانت روسيا جزءاً منه، لإيجاد حل سلمي دبلوماسي لهذه الأزمة. كان استخدام القوة من قبل الناتو ضرورياً ومشروعاً».

وفي 1999، أدت المواجهات في إقليم كوسوفو بين الانفصاليين الألبان من عناصر «جيش تحرير كوسوفو» من جهة، والجيش والشرطة الصربيين من جهة أخرى، إلى قصف جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية السابقة المكونة حينذاك من صربيا والجبل الأسود من قبل طيران حلف الناتو، تنفيذاً لقرار اتخذه الحلف خارج إطار مجلس الأمن الدولي.

ولا يزال العدد الدقيق لضحايا غارات الناتو التي استمرت من 24 آذار حتى 10 حزيران 1999، مجهولاً. ووفقا للسلطات الصربية، فقد أسفرت ضربات الناتو عن مقتل حوالي 2500 شخص، بينهم 89 طفلا، وإصابة 12500 آخرين بجروح، فيما تقدَّر الأضرار المادية بمبلغ يتراوح ما بين 30 و100 مليار دولار.

ووصفت الخارجية الروسية، في بيان، أول أمس، قصف الناتو الوحشي ليوغوسلافيا عام 1999 بأنه «وصمة عار ستبقى ملتصقة إلى الأبد بجبين وسمعة الحلف».

واتخذ الناتو من المواجهة المسلحة بين الانفصاليين الألبان من جيش تحرير كوسوفو والجيش والشرطة الصربية في عام 1999 حجة لقصف جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية في ذلك الوقت من صربيا والجبل الأسود .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى