سيمبوزيوم الخطّ العربي في فيينا… إضفاء لمسات جديدة ومعاصرة على الحرف

طلال مرتضى

«الجمعية النمساوية لفنّ الخطّ» في فيينا، بعد جمهرتها الأولى التي حظت بحضور لافت ومهم في نهاية العام المنصرم، والذي انتهى لقيام معرض لفنون الخطّ العالمي ولمدة شهر كامل وبمشاركة دولية تجاوز عددها لأكثر من ثلاثين دولة وقارّة بعيدة، وهو ما لفت انتباه القيّمين حول أهميّة ما تمّ طرحه من أفكار حيال الحفاظ على موروث الكتابة باليد بعد أن دهمت التقانة كل فلوات الكتابة..

الفنان العربي الأردني النمساوي عبد الوهاب مسعود استطاع وبفترة وجيزة تحويل الجمعية خلية فاعلة استقطابية، ليس فقط ضمن الحيز المتاح فيينا كعاصمة راعية للفنون إنما كانت انطلاقة أولى ونقطة ارتكاز للوصول في ما بعد إلى العالم العربي بعدما تداورت عواصم أوروبية وأسيوية وأميركية عدة على قيام فعاليات منتظمة بهذا المنحى.

العام الجديد 2019 ستكون انطلاقته أيضاً مختلفة تماماً، وذلك بعد الاتفاقية التي تمّ توقيعها بين الجمعية والمركز الدولي لأبحاث الخط التابع لجامعة «سندرلاند» البريطانية لتنظيم «سمبوزيم الخطّ الدولي 2019 في فيينا».

هذا وقد تمّ الاشتغال على هذه الفعالية والإعداد لهذا الحدث الدولي منذ أكثر من عامين، وقد كان اختيار مدينة فيينا من باب عراقتها التاريخية والثقافية..

يهدف سمبوزيم فيينا هذا إلى إضفاء لمسات جديدة ومعاصرة على الحرف بغض النظر عن اللغة التي يكتب بها، لكن بطرق مغايرة ومختلفة عما كانت عليه في السمبوزيومات السابقة التي دأبت لتسليط الضوء على الجانب الكلاسيكي للخطّ وجذوره الفنية. وقد أتت فكرة السمبوزيوم للاستفادة من خبرات وأفكار بعض الفنانين المعاصرين من «بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، والنمسا، الذين قطعوا شوطاً طويلاً في هذا المجال وذلك عبر محاضرات عمليّة وعلميّة..

من خلال الفنان مسعود، ولأول مرة في تاريخ السمبوزيوم العالمي سيتمّ تقديم اللغة العربية للمهتمين كمادة أساسية خلال النشاطات العملية التي ستدوم لأكثر من أسبوع..

حيث سيقدّم الفنان عبد الوهاب مسعود بهذا العام مادته للمشاركين بعنوان «الخطّ العربي بمنظور معاصر» وسيحاكي فيها الخطّ الكوفي الذي استخدمه في أعمال عدة خلال مسيرته الفنية، هذا ويأتي سبب اختياره كمحاضر لتقديم هذه المادة، بحكم عمله كرئيس «للجمعية النمساوية لفنّ الخطّ»، هذا ويُعدّ مسعود أول خطاط حاكى الخط العربي بمنظور معاصر عبر عرضه في إحدى الجمعيات المتخصصة في فنّ الخطّ الأوروبي في النمسا..

جديد سمبوزيم فيينا الذي سيذهب نحو تجيير وتطويع آلات كاتبة غير تقليدية ابتكرها المشاركون لتصبح أدوات أساسية في كتابة الخطّ الحديث.

هذا وتبدأ الورشات المشاركة عملها ما بين الفترة الواقعة من 15 حتى 19 من أيلول لهذا العام، وسوف تتكلل الجهود في نهاية المطاف، لتنظيم معرض جماعي للمشاركين اعتبار من يوم 19/ 7/ 2019 وسيتمّ عرضه في قاعة مركز فيينا الدولي لفن الخط وبرعاية كريمة من رئيسة الحي الثاني عشر في مدينة فيينا غابريلة فوتوفا، وسيلقي بهذه المناسبة الكلمة الفنية «قوميصور السمبوزيوم» الدكتور ماني لينغ مدير المركز الدولي لأبحاث الخط في جامعة سندرلاند البريطانية، ويمكن للمهتمين متابعة فعاليات السمبوزيوم من خلال الموقع الإلكتروني لجمعية فيينا لفنّ الخط:

«www.calligraphy-vienna.org/en».

كاتب سوري/ فيينا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى