لو حدث قبل 30 عاماً

ـ لتبسيط صورة التغييرات الهائلة التي فرضها زمن المقاومة وانتصاراتها على المشهد الإقليمي والدولي لنتخيّل أنّ الرئيس الأميركي جورج بوس الأب أقدم عام 1989 بالتزامن مع سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي على الاعتراف بـ «السيادة الإسرائيلية» على الجولان، وانّ رصاصاً فلسطينياً طائشاً أصاب مستوطنة قريبة من قطاع غزة فكيف كانت ستسير الأمور؟

ـ كان الرئيس الأميركي سيذهب إلى مجلس الأمن ويستصدر تصديقاً على قراره لأنّ مجلس الأمن فارغ من أيّ معارضة، وكان رئيس حكومة الإحتلال سيجرّد حملة عسكرية على قطاع غزة تسحق وتقتل وتدمّر، وسيبدأ في الجولان حملة تهجير أملاً بتحويل الصك الأميركي إلى أمر واقع.

ـ الذي حدث أنه بعد ثلاثين سنة وقع الرئيس الأميركي الصك المنتظر «إسرائيلياً» فسافر رئيس حكومة الإحتلال للاحتفال وعاجله صاروخ فلسطيني طائش على تل أبيب فقطع الإحتفال وعاد عاجزاً عن الذهاب للحرب، كما عجز الرئيس الأميركي عن ردّ الحملات التي تناولت قراره في مجلس الأمن واعتبرته باطلاً بلا قيمة.

ـ نتنياهو وترامب يتبادلان الهدايا في زمن العجز، فالزمن زمن المقاومة وما يجري يقول شيئاً واحداً إنّ زمن الحلول السياسية والتسويات والتفاوض ولّى إلى غير رجعة وزمن تأبيد الإحتلال استحال، فالطريق الوحيد السالك والآمن والمتاح هو طريق المقاومة والسلاح…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى