الفنان التشكيلي حسين جمعة لـ«البناء»: أرسمُ الألوان المُفرحة في سبيل الوطن والإنسان

عبير حمدان

يُقدّم الفنان التشكيلي الدكتور حسين جمعة رؤية مُشبَعة بالحنين إلى كلّ ما في الذات الإنسانية من جمال رغم كلّ ما نعيشه من أزمات، وهو الذي يرى أنّ الإبداع يقودنا إلى عالم أفضل، لذلك اختار العزف على أوتار اللون في معرضه «ألحان لونيّة».

وأشار جمعة، في حديث لـ«البناء»، بعد افتتاح المعرض في المكتبة الوطنية ـ الصنائع، إلى «أنّ الألحان هي المناسبات التي تأتي مع إشراقة الربيع، ويمكن رؤيتها من خلال الأم والأرض والزمن الماضي بما فيه من جمال وألقٍ، وحين نتعاون في إطار إبداعي تصبح هذه الألوانُ لحناً حقيقياً». وقال: «أنا أرسمُ الألوان المُفرحة كمساهمة في سبيل الوطن والإنسان. هي دعوةٌ إلى الفرح رغم كلّ ما نعيشه من أزمات، والحنين يسكن تفاصيل لوحاتي من خلال البيوت القديمة التي تزيّنُها حيث إنها سلسلة مترابطة من الماضي إلى الحاضر ولاحقاً يأخذنا الخطّ اللونيّ إلى غدٍ أفضل».

وتوجّه جمعة إلى الجيل الشاب الذي يختار الفنّ ملاذاً له بالقول: «أقولُ لكلّ الفنانين الشباب إن التمهُّل أسلوب يمنح التميّز كي تكون المادة الفنية التي يقدّمها على قدر تطلُّعاته، وهناك جيل مبدع بالفعل لكونه يعشق الفنّ».

وكان المعرض افتُتح في المكتبة الوطنية، برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب رندة برّي وحضورها، وبدعوة من الحركة الثقافية في لبنان. كما حضر الافتتاح النائبان فادي علامة وإبراهيم عازار، نائب رئيس حركة أمل ـ المدير العام السابق للمغتربين هيثم جمعة، مدير كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الأول الدكتور أكرم قانصو، رئيس الحركة الثقافية بلال شرارة وحشد من المثقفين والفنانين وأصدقاء الفنان وإعلاميون.

قدّم الاحتفال أمين سرّ الحركة الثقافية حافظ الصايغ. ثم تحدّثت برّي التي توجّهت بالشكر إلى الفنان جمعة الذي يجمع الحضور في صرح ثقافي للاحتفاء بالفنّ. ورأت في كلمتها أنّ «الفنّ هو فنّ الحياة والتربية والعقل واستخدام العقل وفن الثقافة، وأودّ أن أشكر الفنان حسين جمعة الذي يجمعنا في هذا الموقع، في المكتبة الوطنية، ومن هنا أشكر كلّ الفنانين الذين يعطوننا أدوات المعرفة من خلال مشاعرهم وأحاسيسهم التي يقدّمونها على طبق يتفوّق على الفضّة ويساهمون في تعميم الجمال وانتشاره من لبنان إلى كل العالم».

ودعت برّي الفنانين والمثقفين «إلى إغناء بلادهم وبلاد الانتشار بفنّهم ليتم التكامل»، وأشادت «بدور الثقافة في إغناء تراثنا».

وتوجّهت بالشكر إلى كلّ الذين يدعمون أطفال ذوي الحاجات الخاصة للتربية المختصّة التابع للجمعية اللبنانية لرعاية المعوّقين، ودعتهم إلى المشاركة في الحلقات التدريبيّة التي تُقام لهؤلاء الأطفال «ليكونوا الحافز لهم وهم الذين خرجت منهم مئات اللوحات في أسمى نموذج للإنسانية».

وختمت بري بدعوة اللبنانيين «إلى أوسع مشاركة لإضاءة الشموع في ساحة النجمة في 16 نيسان المقبل «كي لا ننسى».

من جهته، شكر الفنان جمعة برّي، معتبراً أنّ رعايتها معرضه «ما هي إلا لفتة كريمة منها لدعم الثقافة والجمال والإبداع»، وتوجّه بالشكر إلى وزير الثقافة والقيّمين على المكتبة العامة ورئيس الحركة الثقافية بلال شرارة.

كما توجّه بالتحية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: «ويبقى الملهم الأول للفنّ والإبداع دولة الرئيس نبيه برّي وصمام الأمان لجميع اللبنانيين».

وألقى رئيس الحركة الثقافية بلال شرارة كلمة جاء فيها: «أودّ أن أعبّر عن سعادتي بجهوزية هذا الصرح الوطني الثقافي، المكتبة الوطنية لاستقبال الأنشطة الثقافية، وبانطلاق فعالياتها. إنّ هذا الألق الثقافي يقع في مكان إحدى كليات الحقوق في الجامعة اللبنانية، وهذه الجامعة الوطنية بحق تجمع الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وتزداد قيمة ووزناً رغم انتشار عشرات الجامعات والمعاهد الخاصة».

وأضاف: «نجتمع اليوم في معرض الفنان حسين جمعة الذي يمزج في أعماله مدارس فنية عديدة، وتراكمات فنية تعود جذورها إلى عصور التاريخ الفنّي وصولاً إلى العصر الحديث، وهو كما يصفه عدد من زملائه وحشيّ الألوان، فطريّ المسطّحات، انطباعيّ المساحات. تشعّ أعماله بنور الانطباعيّة، فنكاد نعتقد أنّ أشجاره، منازله، التي تقيم على القماش تنبض بالحياة وتعزف سيمفونية بصرية تألفها الروح بتناغم وانسجام».

وتابع: «إنّ اختياري حضور معرض الدكتور حسين جمعة هو لتأكيد حرصنا، دولة الرئيس برّي وأنا، على تشجيع ودعم كل الطاقات الإبداعية في ميادين شتى، خصوصاً الفنون التشكيلية على أنواعها، متمنين التوفيق لصاحب هذا المعرض، وبأن يفتح باباً في المكان لمعارض لأجيال مختلفة وأفكار وأعمال متنوّعة».

وختم شرارة: «يسرّني أن تكون المناسبة مكاناً لإعلان نيتنا في اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى شهداء قانا بالتعاون مع كلية الفنون في الجامعة اللبنانية وجمعية الفنانين التشكيليين على تجديد معرض الفنون المقام لتخليد ذكرى شهدائنا، وأنا أدعو من هذا المكان إلى أوسع مشاركة في المناسبة».

وفي الختام، قدّم جمعة لوحة تذكارية لبرّي ترمز إلى شجرة الزيتون التي تعطي من دون مقابل.

يذكر أنّ المعرض مستمرٌّ حتى الخامس من نيسان الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى