دمشق: مصر أوقفت شحنات النفط إلى سورية عبر قناة السويس منذ 6 أشهر

قال رئيس مجلس الوزراء السوري، المهندس عماد خميس، إن حكومته أجرت العديد من الوساطات مع جمهورية مصر العربية للسماح بمرور شحنات النفط إلى سورية عبر قناة السويس، ولكن دون جدوى.

وأشارت مصادر، كانت قد حضرت اجتماعاً لرئيس مجلس الوزراء السوري مع وسائل الإعلام الخاصة السبت الماضي، أن المهندس خميس أكد في سياق الإجابة عن التساؤلات الكثيرة حول الأزمة الشديدة التي يعانيها قطاع المشتقات النفطية، أن مصر رفضت بشكل قاطع تمرير الشحنات النفطية الواردة من إيران إلى المصبّات السورية «رغم العديد من الوساطات التي قمنا بها» في هذا الجانب.

وأكدت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن جميع الحاضرين في الجلسة التي تعقد دورياً، لمسوا الخذلان والمرارة الذي يشعر بهما خميس إزاء الموقف المصري المتشدّد في التزامه بالموقف الأميركي المعلن حول منع تمرير احتياجات سورية من المشتقات النفطية عبر قناة السويس وغيرها، وخاصة في ظل شح المصادر المحلية وامتناع معظم دول العالم عن توريد النفط إلى سورية، ومحاصرة المصادر التي كانت متاحة سابقاً إن كان في فنزويلا أم الجزائر أم غيرهما.

وبينت المصادر أن خميس تحدّث عن طروحات عديدة قدّمتها الحكومة السورية لشقيقتها المصرية في محاولة منها لثنيها عن موقفها الرافض لتمرير ولو دفعات جزئية من النفط تكفي الاستهلاك المحلي السوري في حدوده الدنيا، إلا أن الأمر لم يفلح، رغم تقديم سيناريوات تجنّب مصر أية تبعات اقتصادية.

وذهبت المصادر إلى التأكيد بأنه ومنذ 6 أشهر لم تسمح إدارة قناة السويس بعبور أية ناقلة نفط متجهة إلى سورية، وقد فشلت كل المحاولات والاتصالات في إقناع الجانب المصري بتمرير ولو ناقلة واحدة، وفق ما دار في الاجتماع.

وقالت مصادر مواكبة للاجتماع أن القوات الأميركية قامت في شباط الماضي بتدمير ناقلة نفط تركية تحمل النفط الإيراني إلى سورية قبالة شواطئ اللاذقية، ما تسبّب في مصرع جميع أفراد طاقمها، وتشكل أمواج سوداء هائلة في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن هذا الهجوم ينسجم مع ما أعلنت القوات الأميركية المتمركزة في البحر المتوسط قبل أشهر من أن كل ناقلة نفط متجهة الى سورية هي هدف لنيرانها على التوازي مع منع ومراقبة ومعاقبة طواقم السفن الناقلة والتشدد في منع التحويلات وغير ذلك من الإجراءات التي جعلت من وصول الشحنات النفطية إلى سورية أمراً بالغ الصعوبة.

وتؤكد تلك المصادر تأثير الحصار المتزايد على سورية في ظل انعدام القدرة على استغلال الاحتياطيات الهيدركربونية السورية راهناً، الأمر الذي يتكامل مع سعي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لتنفيذ استراتيجيتها الحازمة لتخريب أية وسيلة من شأنها تزويد سورية بالطاقة.

وتعاني سورية حالياً أزمة مشتقات نفطية خانقة اضطرت الحكومة إلى تخفيض الاستجرار اليومي للسيارات الخاصة من المحطّات إلى 20 ليتراً يومياً، وفق ما أعلنت وزارة النفط قبل أيام، مشيرة إلى أن هذا الإجراء مؤقت بسبب تراجع الواردات الوطنية من المشتقات النفطية.

وضمن سياق دوري، التقى رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس ممثلي وسائل الإعلام الخاصة في بلاده السبت الماضي، مستعرضا أبرز تطورات الحالة الاقتصادية والخدمية بالترافق مع ظروف الحرب على سورية، مبيناً أن مخازين البنزين الوطنية لم تكن تكفي في العام 2016 لأكثر من 6 ساعات تشغيل، وأن مخزون القمح لم يكن يكفي لأكثر من 16 يوماً، وبأن تقنين الكهرباء كان شديداً 4 ساعات في اليوم ، إلى جانب قلّة في الموارد المالية وسعر الصرف عند 560 ليرة للدولار.

واستعرض خميس التحسن النسبي للبيانات الاقتصادية الكلية، رغم المعاناة الكبيرة التي لا زالت تخيم على حياة السواد الأعظم من السوريين، مشيراً إلى اشتداد الحرب الاقتصادية على سورية مؤخراً، ومن آثارها صعوبة تأمين المشتقات النفطية، منوّهاً بأن ملف الطاقة مفتوح لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين بشتى السبل.

وكانت وزارة النفط والثروة المعدنية أعلنت في بيان لها أنه تم التوجيه بتعديل الكمية اليومية من البنزين المسموح تعبئتها من محطات الوقود للسيارات الخاصة العاملة على مادة البنزين من 40 لتراً يومياً لتصبح 20 لتراً يومياً كإجراء احترازي بسبب الازدحام على محطات الوقود.

ميدانياً، كشف مصدر عسكري، أمس، إن الجيش السوري أحبط محاولة اعتداء إرهابي على نقطة عسكرية تابعة للجيش السوري في ريف حماة الشمالي.

وقال المصدر العسكري لوكالة «ناسا» السورية إن مجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء، بواسطة أحزمة ناسفة على إحدى النقاط العسكرية التابعة للجيش السوري في اتجاه طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي.

وتابع المصدر: «تمّ على الفور اكتشاف المجموعة الإرهابية من قبل حراس النقطة، والتعامل معهم بالنار، وإفشال الهجوم على الرغم من إقدام بعض الانتحاريين على تفجير أنفسهم بالتزامن مع رمايات كثيفة بقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة والثقيلة».

وأوضح المصدر أن محاولة الاعتداء الإرهابي أسفرت عن استشهاد 3 جنود من الجيش السوري، وتصفية جميع العناصر الإرهابية، وتدمير دبابة كانت تقدم الدعم لتلك المجموعة الإرهابية.

إلى ذلك، استهدفت سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري، دورية للتحالف الدولي على الطريق الواصل بين ناحية الشدادي وبلدة الـ 47 الواقعة جنوب مدينة الحسكة في سورية.

وأفادت وكالة هاوار الكردية بأن التفجير الذي وقع حوالي أمس، كان بشاحنة صغيرة من نوع «كيا 2700».

وفي السياق، أفيد عن استشهاد ومقتل 13 شخصاً جراء انفجار مزدوج هزّ أمس، مدينة الرقة في الشمال السوري التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية».

وأوضح المرصد، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، أن الانفجار وقع ظهر اليوم ونجم عن عبوة ناسفة وعربة مفخّخة، وضرب شارع النور الذي يكتظ بالمارة وتتمركز فيه نقطة عسكرية لـ»قوات سورية الديمقراطية»، وعدد الضحايا مرشح للارتفاع لوجود كثير من الجرحى وبينهم حالات خطرة.

كما تعرضت دوريات لقسد لإطلاق نار في محاقظة دير الزور من سيارات مجهولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى