الفنان التشكيليّ العراقي كريم الدوسري ينسج «حكاية لون» في بيروت: المرأة هي الملهم لحكايتي اللونيّة… والمتلقي هو الناقد الحقيقي لأعمالي المستوحاة من الواقع

حاورته: عبير حمدان

اختار الفنان التشكيلي العراقي كريم الدوسري المرأة رمزاً للحياة وترجم رؤيته من خلال معرضه المنفرد الذي أقامه أخيراً في بيروت، وبدت ألوانه مفعمة بالفرح ولو أنه يستوحي أعماله من الواقع الذي يُصرّ أن يراه بصورة إيجابية.

ويرى الدوسري أن بيروت تحفّز الفنان على العطاء حيث أن المتلقي فيها مثقف إلى أبعد الحدود حسب تعبيره، ويؤكّد أنه في طور التعلّم على الدوام، مشيراً إلى أن المعرض الفردي فيه الكثير من المغامرة ولكنه تحدٍّ ضروري.

ويعتبر الدوسري أن النقد البنّاء يخدم الفنان التشكيلي لافتاً إلى أن الناقد الحقيقي هو المتلقي الذي يتفاعل مع اللوحات بشكل مباشر. «البناء» التقت الدوسري على هامش معرضه ننقل تفاصيله إليكم في ما يلي:

في البداية أشار الدوسري إلى أن «حكاية لون» هو معرضه الفردي الثاني، حيث يقول: هذا المعرض هو الثاني لي بإطار منفرد بعد أن معرضي الأول المنفرد في العراق عام 1997 والذي أسميته في حينه «تحدّي»، وذلك كان أيام الحصار على العراق، واليوم بعد أن نضجت الأفكار لديّ أكثر فاخترت أن أقدم رؤيتي بعنوان «حكاية لون» حيث إن كل لوحة تحكي لوناً.

ويضيف في إطار متصل: المرأة هي الملهم في حكايتي اللونيّة، بما تمثل من حياء ورقة وعطاء ومقدرة على الانتظار، وكما رأيت أنا أعتمد الأسلوب التعبيري، كما اتخذ من الفلكلور الشعبي بعض الأفكار حيث كان للريف حضوره في أعمالي من خلال الناي واللحن الحزين الذي يرافق العراقيين في مختلف أوقاتهم، مع العلم أني استوحي لوحاتي من الواقع الذي أسعى أن أجسده بشكل جميل، رغم كل ما نعيشه من سلبية».

أما لماذا يُعرض في بيروت، يجيب الدوسري: اخترت بيروت لأن المتلقي فيها لديه الحسّ الفنّي العالي، وقد لمست ذلك فعلياً، حيث إن كل الذين زاروا المعرض كان تفاعلهم مدهشاً ومفيداً لي كفنان وأسئلتهم شكّلت إضافة إلى تجربتي خصوصاَ أني لمست شعورهم بالفرح الذي حثّهم على السؤال.

ونسأل الدوسري إذا كان ضرورياً أن يكون جمهور الفنّ التشكيليّ نخبوي، يقول: ليس شرطاً، ولكن إذا كان نخبوياً، فهذا أمر مفيد، خصوصاً للفنان الذي يبحث عن لمسة جديدة، خاصة إذا كان من ضمن هؤلاء فنانون لديهم تجربة كبيرة في مجال الفنّ التشكيلي، لنقل إنه نوع من تبادل الأفكار والخبرات.

لكن هل يرى الدوسري أن المعرض المنفرد فيه شيء من المغامرة، يجيب: بالطبع هذه مغامرة ولكن الفكرة أتت كنوع من ردة فعل جراء تحفيز من إحدى الصديقات المثقفات، ولذا خضت المغامرة وتحديداً في بيروت.

ويؤكّد الدوسري أنه يستفيد من النقد، فيقول: النقد البنّاء يضيف إلى تجربة الفنان التشكيلي، مع العلم أن المتلقي هو الناقد الفعلي للفنان التشكيلي والنظرة الأولى إلى اللوحة من قبل المتلقي تحدد تطور أعمال الفنان وبرأيي حين يرتاح النظر إلى اللوحة يكون العمل جيداً وجميلاً. ومن هنا أقول لكل الفنانين أن لا يخشوا النقّاد حين يلتمسون تفاعل المتلقي».

ويختم الدوسري: بعد «حكاية لون» سيكون لي معرض منفرد في دبي، وقد تلقيت عرضاً من غاليري «زمان» الذي عرضت فيه هنا في بيروت بأن أعرض أعمالي عندهم سنوياً، وهذا دليل إضافي على أهمية العرض في بيروت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى