الراعي للنازحين واللاجئين في عيد الشعانين: الحَجَر يُعوَّض أما الهوية فلا

دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النازحين السوريين لأن لا يكونوا مع وطنهم ضحيّة حربين: الأولى، حرب الأسلحة التي دمّرت الحجر، والثانية، حرب السياسة وعدم العودة التي تدمر الهوية والثقافة والتاريخ الحي، مشيراً الى أن «الحجر يعوض أما الهوية فلا».

وخلال قداس أحد الشعانين في الصرح البطريركي في بكركي قال: «نلتمس هذا السلام لبلداننا المشرقية التي تعاني من الحروب والانقسامات، والنزوح والتهجير والهجرة، والأزمات السياسية والضيقات الاقتصادية والمعيشية».

أضاف: «نلتمس هذا السلام للعراق وسورية مع عودة جميع النازحين والمهجّرين إلى وطنهم ليواصلوا كتابة تاريخهم على أرضه، ويحافظوا على ثقافتهم وحضارتهم، فلا يكونوا عالة وعبئاً على البلدان التي استقبلتهم وفي مقدمها لبنان الرازح تحت عبء ثقيل يتهدد حياة شعبه وكيانه وسقوط اقتصاده وتعطيل إنمائه. عندما ننادي النازحين واللاجئين للعودة إلى أرضهم، بالرغم من عدم تشجيعهم من قبل الأسرة الدولية لأغراض سياسية، إنما لكي لا يكونوا مع وطنهم ضحية حربين: الأولى، حرب الأسلحة التي دمرت الحجر، والثانية، حرب السياسة وعدم العودة التي تدمر الهوية والثقافة والتاريخ الحي. الحجر يعوض أما الهوية فلا».

وتابع الراعي: «نلتمس هذا السلام للأرض المقدسة ولاسيما مدينة القدس، فمن أجل إحلال هذا السلام لا يمكن قبول الاعتداء على تلك الأرض، وتحويلها إلى وطن لليهود، وانتزاع هوية القدس المنفتحة على الديانات التوحيدية الثلاث وجعلها عاصمة لإسرائيل اليهودية. ولا يمكن قبول إلغاء الحضور المسيحي وتراثه الأساسي ودوره البناء ثقافياً واجتماعياً ووطنياً، وتجاوز ما للمسلمين من أماكن عبادة وحضور ودور. ومن أجل إحلال السلام لا يمكن القبول بحرمان الفلسطينيين من دولة خاصة بهم، ومن عودة اللاجئين إلى أراضيهم الأساسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى