مواقف للبيع !!

قبل أيام قليلة، استطاعت «إسرائيل» استعادة رفات الجندي الإسرائيلي زخاري بوميل ، الرقيب أول، الذي قتل في جنوب لبنان عام 1982، ولا أحد يعلم السبب الحقيقي لدفنه في سورية. عملية البحث عن رفات الجندي الإسرائيلي بدأت قبل عامين حين أعلنت روسيا أنها تساعد قوات نخبوية في البحث عن رفات الجندي وبالفعل كان لهم ما أرادوا، وتمكنوا من استعادة رفات الجندي.. ونعود لنؤكد أنه لا شيء مستحيل في السياسة، ولا تصرف مستحيل عند من يملكون أوامر التنفيذ. كلّ يوم جديد يؤكد أنّ الدول الاستعمارية وعلى رأسها «إسرائيل» على استعداد للقيام بأيّ شيء خارق للعادة لتؤكد مجدها وسطوتها على المجتمع العربي. من أجل رفات جندي واحد صالوا وجالوا وخرقوا المستحيل للحصول عليه. ونحن السوريين نعاني في خضمّ حربنا الطويلة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء منهم من تغمّده رمس، ومنهم لا يعلم أحد أين تمّ دفنهم، لا يعني مصيرهم شيئاً لأحد في العالم كلّه أصلاً، كم من العائلات أرسلت أبناءها فكانوا وقوداً في حرب أحرقت الأخضر واليابس، كم من جثث الشهداء اختفت تماماً ولا أحد يعرف مصيرها، لهفتي على أمّ ما زالت تمسك صورة ولدها الذي أخبروها أنه ارتقى شهيداً في إحدى المعارك ولكنهم لم يعثروا على جثته. وما زالت حتّى اللحظة تعيش على أمل أنّ ابنها سيعود يوماً. لهفتي على شهيد كتبت عنه مقالاً وأسميناه الشهيد الحيّ وهو الآخر جاء خبر استشهاده ولم يحضروا جنازته وبعد سنتين استطاع الفرار من أحد المعتقلات الداعشية وعاد إلى أهله، ولكم كانت فرحتهم كبرى بعودته، لكنه هو تمنى لو أنّه لم يعد لأنّ أخاه تزوّج زوجته كي يقوم بتربية أولاد أخيه الشهيد، فذهب بنفسه ليحفر قبره بيده. ثمّة توابيت فارغة كانت تعود إلى القرى والبلدات السوريّة مكتوباً عليها أسماء أبنائهم الشهداء ويمنع عليهم فتحها، لأنها قد تكون خاوية إلا من رياح باردة أبت أن تفارق قلوب السوريين. تمّ تسليم جلّ مقدرات البلد في ظلّ غيبوبة شعبية لا يمكن وصفها! ويظلّ الدم العربي مسفوكاً على المقصلة ذاتها التي ركبها الداعشيون، وصمت دولي عن هذه الجرائم التي ترتكب بحقّ جيش عربي سوري استبسل في الدفاع عن أرضه وكرامته، وهمهم رفات جنديّ واحد يعادل نعل جندي سوري شريف! يداك أوكتا وفوك نفخ مقولة عربية شهيرة، أو كما تقول العرب في أمثالها: لا يمكن للعالم أن يجني العنب من مذابح ارتكبت ضدّ الجيش العربي السوري. هي من سنن الكون وليست من سنن السياسة ومختصرها يقول: العنف يولد العنف لا السلام.

صباح برجس العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى