نصرالله: لتعاون الجميع على حلّ الأزمة المالية وعدم المسّ بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلّ القوى السياسية إلى التعاون لإيجاد حلّ للأزمة الاقتصادية المالية، مشدّدا على أنّ «من ثوابتنا عدم المسّ بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود». واستبعد حرباً «إسرائيلية» على لبنان، جازماً «أنّ الزمن الذي كانت فيه «إسرائيل» تحسم الحرب من الجو قد انتهى».

ونفى الحديث عن قتال بين قوات إيرانية وروسية في سورية، مؤكداً أنّ «التعاون الميداني بين الحلفاء في سورية لا يزال كما كان في السابق».

كلام السيّد نصرالله جاء في كلمة له خلال احتفال لمناسبة العيد السنوي الرابع والثلاثين لـ»جمعية كشّافة الإمام المهدي»، أقيم في قاعة «رسالات» بالغبيري.

ودان السيد نصر الله الاعتداءات الأخيرة في سريلانكا، ووصفها بـ»الجريمة المروّعة»، داعياً إلى «مواجهة شاملة للإرهاب ولجذوره ولكلّ من يقف خلفه ويدعمه». وأشار إلى أن «الإرهاب المتنقل يمنع البسمة عن وجوه أصحاب الأعياد سواء في سريلانكا أو في اليمن وفلسطين».

للتمسك بالأمل ورفض الاستسلام

ورأى أنّ «المنطلق الأساس في المعركة التي تخاض اليوم يقوم، هو التمسك بالأمل ورفض الاستسلام والثقة بالقدرة الذاتية لشعوبنا»، منبّهاً إلى أنه «في حال شعر شعبنا الفلسطيني اليوم باليأس فإنّ صفقة القرن ستتحقق، أما إذا بقي لديه الأمل فسيتمّ إسقاطها»، لافتاً إلى أنه «لو يئس الشعب اللبناني من المقاومة لكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أعطى لبنان لإسرائيل».

وجزم السيد نصر الله أنّ «جميع طواغيت العالم لن يتمكّنوا من فرض إرادتهم على الفلسطينيين طالما يتمسّكون بالأمل».

وأشار إلى أنّ «العقوبات الأميركية على حزب الله لن تؤثر علينا طالما أنّ هناك عملاً تطوّعياً من قبل الشباب في كشافة الإمام المهدي».

عبور الأزمة ممكن

وفي الشأن اللبناني الداخلي، قال السيد نصر الله «هناك إجماع في لبنان على أنّ هناك أزمة مالية صعبة في ما يتعلق بالدولة وبما له من انعكاسات على الناس. هناك مطالبات بضرورة الحلّ لمنع الانهيار والبحث عن حلّ وكنا نتمنى لو انّ القادة السياسيين يذهبون بمحض إرادتهم إلى الحلّ لكن يبدو أننا ذاهبون إلى الحلّ رغماً عن ارادتنا».

وأشار إلى أنّ «هناك إجماعاً على أهمية توافق كلّ الأفرقاء على الحلّ بغضّ النظر عمن يتحمّل مسؤولية ما وصلنا إليه»، موضحاً «أنّ هناك إجماعاً على أنّ الحلّ ليس سهلاً وإنما يجب اتخاذ قرارات صعبة وإجراءات تقشف صعبة وهنا يجب أن نتحلى بالمسؤولية الوطنية عندما نجلس لنناقش لأنه إذا كان كلّ واحد يبحث عن مصالحه الشخصية والمناطقية والطائفية لن نجد حلاً بل يجب أن نتصرّف جميعاً لأنّ المشكلة تعني كلّ البلد ومستقبله ومستقبل أجيالنا».

وشدّد على «ضرورة التصرف بحكمة وشجاعة والحكمة تقضي أنه عندما تقدّم الاقتراحات يجب عدم رفضها أو قبولها بشكل سريع بدون نقاش ودراسة».

وقال السيد نصر الله «نحن في حزب الله سنكون إلى جانب القوى السياسية ونتحمّل جزءاً من المسؤولية في النقاش وفي التصويت في مجلس الوزراء، سنكون جزءاً من الدولة والقوى السياسية التي ستتحمّل مسؤولية بكلّ حكمة».

ورأى «أنّ ما يجري من نقاشات حول الموازنة العامة هو أول خطوة للإصلاح المالي وما يجري اليوم هو فرصة ذهبية للحدّ من الهدر المالي، أيّ أنّ اللبنانيين أصبحوا أمام الحائط ولا مجال أمامهم إلاّ مكافحة الفساد الإداري والمالي»، مؤكداً أننا «منفحتون على كلّ نقاش ولكن لدينا ثوابتنا القديمة وهي عدم المسّ بالطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود».

وقال «نحن في حزب الله جاهزون أن نجيب ونعلق في مجلس الوزراء وفي جلسات داخلية وليس في الإعلام للتعبير عن مواقفنا وآرائنا ونحن جاهزون أن نكون جزءاً لتحمّل المسؤولية بالقرارات الصعبة، وهذا يحتاج إلى صبر الناس ومن الممكن أن نعبر الأزمة».

«إسرائيل» عدو ماكر

وعن الحرب «الإسرائيلية»، اعتبر السيد نصر الله أنّ ما نُشر في إحدى الصحف الكويتية حول هذا الموضوع «خطأ بالكامل والتوقيت سيّئ جداً»، وأوضح أنه «بالمضمون أنا لم أقل في أيّ جلسة من الجلسات أنه في الصيف هناك حرب إسرائيلية على لبنان، لم أقل في يوم من الأيام أنا لن أكون بينكم لأنّ الأعمار بيد الله ولم أقل إنّ قادة الصف الأول أو الصف الثاني سيقتلون وكلّ ما ورد هو أمر خيالي لا صحة له على الإطلاق».

وقال «المقاومة تعمل وتبني على أسوأ الاحتمالات ولا ندخل في تحليل سياسي، نحن لا نقطع بشيء ولا نحسم أيّ شيء ولكن برأيي الشخصي أنا أميل الى استبعاد الحرب الإسرائيلية لعدم جهوز الجبهة الداخلية الإسرائيلية وكلّ ما يتغنى به الصهاينة عن القدرة على مواجهة الصواريخ غير صحيح وكل الإجراءات غير قادرة على ردّ الصواريخ»، لافتاً إلى أنه «انتهى الزمن الذي يستطيع فيه سلاح الجو المعركة وإسرائيل مضطرة لتحسم أي حرب للقيام إلى عملية برية والقوات البرية الإسرائيلية غير جاهزة لذلك».

وتابع «حتى أنّ هناك مواقف تقول لماذا يجب الذهاب إلى حرب ضدّ حزب الله بينما الإدارة الأميركية بقيادة ترامب معنا وتعمل لتجويع حزب الله، بكلّ الأحوال هذا الكلام لتبرير ما كُتب نتيجة ما اثاره من مخاوف».

أضاف «أقول لكم إسرائيل هذه عدو طمّاع وماكر ولا يجوز أن نركن إلى أيّ تحليل بل يجب أن نعدّ الجهوزية لأي مواجهة.

وأضاف «أما حول التوقيت السيّئ لما كُتب فهذا يتعلق بأننا أمام موسم اصطياف وهذا الأمر يسيء إلى البلد».

وشدّد السيد نصر الله على «ضرورة الحذر من كلّ ما يكتب أو ينشر»، مضيفاً «نحن في دائرة الاستهداف ولذلك ستكثر الإشاعات وتزوير الحقائق، كما حصل أخيراً، عند إجراء بعض المناقلات الداخلية للقول إنّ ذلك يأتي في إطار مكافحة الفساد».

وأوضح أنّ «الفاسد عندنا لا ينقل من مسؤولية إلى مسؤولية وإنما يخرج من حزب الله كلياً»، وقال «ما يُكتب خصوصاً في بعض وسائل الإعلام العربية والإقليمية، خصوصاً الخليجية اقرأوا ودققوا بما يكتب بسوء ظن».

ونبّه السيد نصر الله إلى أنّ «ما يجري هو جزء من حملة منظمة منسقة ضدنا والأمثلة على ذلك كثيرة»، مشيراً إلى «أن حديث قناة العربية عن قتال بين قوات إيرانية وروسية في سورية ليس له أيّ أساس من الصحة فالتعاون الميداني بين الحلفاء في سورية لا يزال كما كان في السابق».

طغيان أميركي على العالم

وعن الموقف الأميركي من تصدير النفط الإيراني، قال السيد نصر الله «وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن قبل قليل عن أنه لا تمديد للإعفاءات لبعض الدول حول استيراد النفط الإيراني، وعندما يقف تصدير النفط الإيراني سيؤدّي ذلك إلى ارتفاع سعر النفط وهذا أحد أهمّ التحديات أمام قرار ترامب وهناك من طرح هذا الإشكال في أميركا»، وأضاف «بومبيو قال لقد تلقينا وعوداً قاطعة من السعودية والإمارات بأنهما سيقومان بتغطية النقص الحاصل في الأسواق كي لا تتأثر أسعار النفط في السوق»، وتابع «نحن أمام مشهد جديد من مشاهد الطغيان الأميركي على دولة كبيرة ومهمة أيّ إيران بل هو عدوان على العالم كله لأنه يضرب بعرض الحائط كلّ المؤسسات الدولية ومصالح دول وحلفاء كبار»، وسأل «لماذا تعاقب إيران وفنزويلا وقبلها سورية واليوم يعدون عقوبات ضدّ سورية، ما يؤكد أنه في ظلّ الإدارة الأميركية هناك شريعة غاب فالأميركي يدعم الإرهاب ويقتل الآلاف ويدّعي أنه يحارب الإرهاب».

ولفت إلى أنه «من أجل شعوب العالم ودوله هذا العالم الذي يسكت على عدوان ترامب على إيران، هو عالم يفتح الباب أمام الاستباحة الأميركية للدول والشعوب، وهذا سياق شيطاني استكباري طغياني»، ودعا «شعوب ودول العالم إلى مواجهة ورفض القرارات الأميركية الاستعلائية الطغيانية».

موقف السعودية والإمارات معيب

وسأل السيد نصر الله «أليس الموقف السعودي والإماراتي حول أسعار النفط هو موقف معيب؟»، مشيراً إلى أنّ «الأميركي لا يهمه لا السعودي ولا الإماراتي إنما تهمّه مصالحه، والهدف هو محاصرة جيران السعودية والإمارات ولذلك يجب الإضاءة على حقيقة سياسة هاتين الدولتين أمام العالم العربي والإسلامي، حقيقة موقفهما في السودان وليبيا واليمن والجزائر والبحرين»، وسأل «ماذا تفعل السعودية والامارات بالعالم العربي والإسلامي ومنطقتنا؟».

وقال «نحن ننتمي إلى تاريخ وشعوب هذه الأمة والمنطقة وطوال هذه السنين شعوبنا هزمت كلّ المستبدين والغزاة ونحن اليوم نراهن على شعوبنا وعلى وعيها وعلى إخلاصها وصبرها واستعدادها بالتضحية لتصنف من هو المعتدي ومن الأداة بيد المستكبرين».

وأكد أننا «نواصل طريقنا ومقاومتنا وصنع انتصاراتنا ومنتصرون إن شاء الله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى