حسين مرتضى: لا بدّ من تسلّيط الضوء على كل مقاوم في وجه العدو «الإسرائيلي»… و«العميد» نتاج روحيّة مقاومة بحتة

رانيا مشوِّح

بمناسبة «يوم الأسير العربي» أقامت وزارة الثقافة السورية – مديرية الثقافة احتفالاً لإطلاق فيلم وثائقي بعنوان «العميد» عن حياة الشهيد وعميد الأسرى في سجون الاحتلال سمير القنطار من إخراج وإنتاج قناة «العالم». وأقيمت ندوة بمشاركة الإعلامي حسين مرتضى والناقد عمر محمد جمعة في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ـ دمشق.

مرتضى

خلال حديثه قال مدير مكتب قناة «العالم» في دمشق حسين مرتضى عن الفيلم والرسالة المبتغاة منه: الفيلم يحكي عن قصة قائد مقاوم، أُسر وهو ينفّذ عملية ضدّ الكيان «الإسرائيلي» وعاد واستشهد على يد العدو «الإسرائيلي». في الفيلم حاولنا أن نجسّد شيئاً من البطولات التي نفّذها سمير القنطار ورفاقه انطلاقاً من حياته التي كانت تعتبر نموذجاً مختلفاً جداً، وانطلاقاً من مدة الاعتقال والعمليات التي جرت بعدها والتبادل والفشل والتعّنت «الإسرائيلي» نظراً لرمزيّة سمير القنطار وصولاً للوعد الصادق الذي قد نفّذ، كان لا بدّ أن نسلّط الضوء على حياة سمير القنطار. وأضاف: سمير القنطار قُدّم له كل شيء يرغبه المرء. وهذا قليل عليه، لكنه خرج من الأسر متحفّزاً للجهاد أكثر من ذي قبل، فهو لم يكتف بما قدّمه للمقاومة لكنه أبى، وأذكر أنه كان يقول علينا البدء بالمقاومة وهذا بعد أسبوع واحد من تحريره عندما التقيته، كان جلّ همه مقارعة العدو «الإسرائيلي» ومقاومته. كان يخطّط ويفكّر منذ اليوم الأول لعمليات ضدّ العدو الصهيوني، وفعلياً خضع لدورات عسكرية ولأنه طلب وأصرّ على ذلك، خضع لدورات متطوّرة جداً أهّلته لأن يحوز صفة قائد ميداني ومدرّب مقاتلين مقاومين على كافّة نوعيات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وصولاً لأنواع الصواريخ .

وعن مقاومة القنطار في الحرب السورية قال مرتضى: الحرب السورية سرّعت بعض الأحداث وأجّلت أخرى وجعلته حاضراً بشكل مكثّف في سورية، في بلدة حضر القريبة من الجولان والتي بقيت خارج سيطرة المجموعات المسلّحة الموجودة عند مجدل شمس، أفشلت هذه البلدة مشروع المسلّحين، ووصل الأمر بوليد جنبلاط بالتواصل مع المشايخ يطلب منهم تسليمها للمسلّحين، شباب البلدة تدرّبوا على يد سمير القنطار. وهذا ما كوّن لديّ صورة لإلقاء الضوء على حياة سمير القنطار.

وعن مسيرة القنطار بعد التحرير تحدّث مرتضى وقال: بدأ سمير بالتأسيس لمقاومة في الجولان وبنى منظومات لها علاقة بالمقاومة ضدّ العدو الصهيوني. وبدأت هذه الحالة تكبر فهو يشكّل أرقاً ووصمة عار «للإسرائيليين». فكلّما كبرت هذه الحالة شكّلت عليهم خطراً، خصوصاً في الجولان. ومن هنا بدأت ملاحقته لكنه كان قد نفّذ منظومات عدة لا زالت تقاوم وتنفّذ عمليات أوجعت العدو «الإسرائيلي» الذي اعترف ببعضها ولم يعترف بالبعض الآخر، وليس من مصلحتنا التصريح عنها إذا لم يصرّح عنها العدو الصهيوني. إعلامياً هدفنا تسليط الضوء على قادة ومؤسسي المقاومة لنحافظ على روح المقاومة، سمير نفّذ عمليتين ضد العدو واعتُقل في الأردن وأُسر وعاد وبدأ يخطط للمقاومة من جديد ضدّ العدو. نتمنى أن تكبر هذه المقاومة لنحرّر الجولان العربي السوري المحتلّ والجنوب اللبناني وفلسطين المحتلّة.

جمعة

وتحدّث الناقد عمر محمد جمعة عن المناضل قائلاً: في ليلة واحدة تحوّلت المسافة بين صور ونهاريا إلى مساحة مشتعلة بالنار وقد استطاع سمير ورفاقه الثلاثة عبد المجيد أصلان وأحمد الأبرص ومهنا مؤيد اختراق الأسطول السادس والمنظومات الدفاعية التي كانت ترابط جانب كلية عسكرية تابعة للعدو الصهيوني، وحينما نفّذوا العملية كانت رسالتهم كباقي منفذي العمليات المقاومة ضدّ العدو الغاصب.

وأضاف: نتذكر اليوم أكثر من 6500 أسير في سجون المحتلّ بينهم أكثر من 105 نساء وأكثر من 300 طفل يعانون قسوة المعتقل ويعانون ما عاناه سمير القنطار لثلاثين عاماً. حياة سمير القنطار مختزلة في هذا الفيلم فهو قامة عاشت 53 عاماً، لكنه اختصر حياته في جملته «أنا لم أعد إلّا لأعود إلى فلسطين»، أوجّه تحيات لكل من شارك في هذا الفيلم ولكلّ الأسرى في الجولان السوري المحتلّ .

كما نوّه جمعة عن الخطوة التي قامت بها قناة العالم قائلاً: قناة العالم سبق أن أنتجت أفلاماً عن حياة قادة ومناضلين كبّار. وهذا إحياء وإيقاد لذاكرة الأجيال المقبلة التي اليوم فلسطين أبعد ما تكون عن وعيها نتيجة الأحداث السياسية، وأعتقد عندما تكون لدينا كهذه المقاومة سيكون لدينا نصر كنصر عام 2006.

حياة الشهيد

سمير القنطار أقدم سجين لبناني في كيان العدو الإسرائيلي، والمسؤول عن عملية نهاريا. في 22 نيسان 1979، عندما كان في السادسة عشرة والنصف من عمره، قاد مجموعة من عناصر جبهة التحرير الفلسطينية بالانطلاق بحراً بزورق مطاطي إلى مدينة نهاريا الساحلية شمال الكيان.

تم الإفراج عن سمير القنطار يوم الأربعاء 16 تموز 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله و»إسرائيل» تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أسرى حزب الله، تم القبض عليهم في حرب تموز 2006، وجثة 199 لبنانياً وفلسطينياً وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين «الإسرائيليين» الذين تمّ قتلهم في عملية الوعد الصادق في تموز 2006.

استشهد القنطار في عملية اغتيال شنّتها عليه قوات الكيان الصهيوني حيث استهدفت المبنى الذي يقيم فيه في مدينة جرمانا واستشهد عن عمر يناهز 53 عاماً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى