حردان: ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي الحامي الحقيقي للبنان والجنوبيون من كفرشوبا وشبعا حتى الناقورة يعيشون في ظلها باطمئنان

اختتم أمس وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب جولته على امتداد المنطقة الحدودية من الناقورة حتى جبل الشيخ، بزيارة لرئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان في دارته براشيا الفخار.

وكان في استقبال الوزير بو صعب إلى جانب النائب حردان، عقيلته مارلين، مطران صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس كفوري، كاهن رعية جديدة مرجعيون المارونية حنا خوري، كاهن بلدة راشيا للروم الأرثوذكس فخري مراد، قائمقام مرجعيون وسام حايك، قائمقام حاصبيا أحمد كريدي، د. أمين شميس ممثلاً النائب أنور الخليل على رأس وفد، رئيس اتحاد بلديات العرقوب رئيس بلدية شبعا محمد صعب، ورؤساء بلديات حاصبيا لبيب الحمرا، الخيام د. علي نصرت عبد الله، كفرشوبا د. قاسم القادري، كفرحمام هيثم سويد، راشيا الفخار سليم يوسف، الهبارية أيمن شقير، الفرديس الشيخ بسام سليقا، ابل السقي سميح البقاعي، دير ميماس د. جورج نكد، برج الملوك ايلي سليمان، الماري يوسف فياض، القليعة حنا خوري، نائب رئيس بلدية كوكبا باسكال فارس، نائب رئيس بلدية جديدة مرجعيون ساري غلمية، المختار الشيخ أمين زويهد ممثلاً تجمع مخاتير حاصبيا مختار كوكبا، وجمع من المشايخ والفاعليات وممثلي الهيئات.

كما شارك في الاستقبال عدد من مسؤولي «القومي»، عميد الإعلام معن حمية، عضو المجلس الأعلى قاسم صالح، رئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل، نائب رئيس المؤتمر القومي العام سعيد معلاوي، رئيس هيئة المعتقلين والأسرى المحررين من سجون الاحتلال سمير خفاجة، عضو المجلس القومي الدكتور جورج جريج، المنفذون العامون لمنفذيات: الساحل الجنوبي غسان حسن، مرجعيون سامر نقفور، حاصبيا لبيب سليقا، وعدد من أعضاء هيئات المنفذيات ومسؤولو الوحدات.

حردان

وألقى النائب حردان كلمة قال فيها: نحن وهذه الوجوه والنخب الحاضرة اليوم بما تمثل من قوى ومراكز وبلديات وهيئات، نرحب بكم يا معالي الوزير في بيتكم وبين أهلكم في هذه المنطقة. لأننا ندرك بأنّ هذه المنطقة تسكن عقلكم ووجدانكم، وزيارتكم اليوم سبقتها بصمة سجلتمونها ابان العدوان «الاسرائيلي» عام 2006، من خلال وقوفكم الى جانبنا والى جانب جمعية نور حيث كانت لكم اليد الطولى إنسانياً وإغاثياً. وهذا يؤكد أنّ اهتمام معاليكم ليس مستجداً ولا طارئاً، بل هو التزام وطني وأخلاقي وإنساني.

أضاف: معالي الوزير هنا بعقله ووجدانه، وقد شرّفنا اليوم بزيارة شملت المناطق الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة، للاطلاع على الأوضاع، واستطلاع الرأي العام الشعبي، بدءاً من مواقع اليونيفل والجيش اللبناني، نغتنمها مناسبة لنوجّه من خلاله تحية كبيرة للجيش اللبناني، جيشنا الوطني، قائداً وضباطاً وأفراداً، وكلنا ثقة بأنّ هذا الجيش يمتلك الإرادة والتصميم للدفاع عن لبنان وعن جنوب لبنان على وجه الخصوص.

وتابع حردان: نحن في هذه المنطقة عانينا على مدى ربع قرن من غياب الدولة، حين كانت هذه المنطقة مخطوفة ومحتلة من قبل العدو، ولكن بصمود الناس هنا، وبمساهمة المقاومة كلّ المقاومة، والجيش اللبناني، وبالاحتضان الشعبي للجيش والمقاومة تأسّست وترسخت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبات الجنوبيون من كفرشوبا وشبعا حتى الناقورة يعيشون باطمئنان، لأنّ هذه الثلاثية الذهبية هي الحامي الحقيقي للبنان. لذلك نحن نعبّر عن اعتزازنا بالجيش والمقاومة على الدور والمهام، ونفتخر بأهلنا وأبناء شعبنا الذين من خلال التفافهم حول جيشهم ومقاومتهم.

وتوقف حردان عند الكلام عن الوضع المالي في البلد وما يترتب عليه، وقال: حرام أن يلامس هذا الوضع الجيش اللبناني في مخصّصاته وحاجاته التقنية. نحن نريد دولة قوية قادرة، وجيشاً قوياً فاعلاً وقادراَ، ولذلك فإنّ الدولة مسؤولة عن توفير كلّ الدعم للجيش اللبناني، لأنها من متطلبات الدفاع عن لبنان وعن جنوبه، ونقولها بصراحة، إنْ سقط جنوب لبنان لا سمح الله، سقط كلّ لبنان.

وتطرق حردان إلى حاجات المنطقة الإنمائية وقال: هذه المنطقة قوية بأهلها وجيشها ومقاومتها، وقوة هذه المنطقة بصمودها، والصمود هنا، يحمي لبنان من خطر العدوان والاحتلال. وكنا نتحدث اليوم مع رؤساء البلديات والفاعليات عن الأولويات والحاجات الإنمائية لهذه المنطقة. ونحن نرى أنه وبعد ربع قرن من الاحتلال كان لا بدّ أن تضع الدولة هذه المنطقة على رأس سلم الأولويات في الاهتمام والإنماء والرعاية، ولكن للأسف هذه المنطقة لم تنصف، ولذلك نحمّل معالي الوزير بو صعب ووزراء الجنوب، أمانة حمل هموم هذه المنطقة وإنصافها، لأننا أخذنا وأهلنا هنا خيار الصمود، وإنّ تعزيز هذا الصمود واحتضان الجنوب هو من مسؤوليات الدولة.

وقال حردان: أن نناقش ونطرح مطالب هذه المنطقة مع معالي الوزير الصديق الياس بو صعب، فللدور الوطني الذي يؤدّيه، ولكي تكون مطالب هذه المنطقة عنواناً أساسياً في مواقفه ومداخلاته ومتابعاته، خصوصاً أنّ للجنوب مكانة خاصة لدى معاليه.

وأشار حردان إلى أنّ المسؤولية الوطنية تقتضي اهتماماً خاصاً بهذه المنطقة، وهذا ما سنعمل جاهدين لأجل تحقيقه.

ونوّه حردان بمواقف بو صعب التي أعلنها قبل وخلال زيارته للجنوب، والتي أكد فيها على عناصر قوة لبنان، وعلى الإرادة الوطنية، والموقف الحاسم بالدفاع عن لبنان وسيادته.

أضاف حردان: إنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية والغجر والكثير من النقاط اللبنانية التي لا تزال تحت الاحتلال، هي حق للبنان، واللبنانيون متمسكون بهذا الحق وسينتزعونه من يد العدو «الإسرائيلي» الغاصب.

وفي خلال كلمته، لفت حردان إلى أنّ تعرّض أشجار الزيتون في المنطقة للمرض هو محلّ متابعة، وقد أثرنا هذا الأمر في المجلس النيابي ومع العديد من المعنيين، وسيظلّ هذا الأمر قيد المتابعة حتى إيجاد الحلّ الذي يحمي مواسم المزارعين.

بو صعب

وألقى وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب كلمة قال فيها: أودّ أن أشكر سعادة النائب أسعد حردان على استقباله، وأيضاً أشكر كلّ الحاضرين من أبناء وفاعليات هذه المنطقة الوطنية التي قدّمت التضحيات للبنان نيابة عن كلّ لبنان، ويسعدني أن التقي بكم في دارة معالي الوزير حردان الذي بدأ كلامه بالقول إنّ قلبي وعقلي هنا، وهذا صحيح، حيث أنّ كلّ إنسان وطني سيفكر أنّ عقله سيكون حيث الخطر والخطر هو العدو «الإسرائيلي» الطامع على الدوام بأرضنا ومياهنا، واليوم يطمع بنفطنا.

أضاف: بدأت جولتي في الصباح الباكر وكنت مصرّاً أن أصل إلى آخر نقطة ينتشر فيها الجيش اللبناني في الناقورة، وأقولها بصراحة وكما تطرق إليها معالي الوزير قبلي، نحن كنا نقف عند حائط يقف خلفه مباشرة جنود العدو، ولكن نحن وكلّ الإعلاميين الموجودين لم يشعر أيّ منا ولو للحظة بالخوف، لا بل أكثر من ذلك أكملنا المسير إلى النفق الذي كان يمرّ فيه القطار إلى فلسطين المحتلة، وحيث وقفنا على الشاطئ ظهرت بارجة وغواصة «إسرائيليتين»، وكان الجندي اللبناني يقف مقابلهما وقد التقط الإعلاميون صوراً له وهو يقف بثبات حاملاً سلاحه، وهذه الثقة مصدرها مقاومتكم وصمودكم وانتصاركم، والجيش اللبناني يقف معكم. صحيح أنّ الدولة اللبنانية كانت غائبة لفترة طويلة عن المنطقة ولكن الجيش اللبناني معكم ولن يترككم، وهو عاد وانتشر ولن يترك المنطقة، وقوته نابعة من كونه منكم ولكم، جنوده من أبنائكم، والذي حاول في الماضي التفريق بين الجيش والمنطقة فشل مشروعه لينتصر مشروعنا ومشروع الدولة.

وتابع بو صعب قائلاً: الجيش موجود هنا وسيعزّز وجوده أكثر وسيقدّم كلّ ما يمكنه ليبقى الاستقرار في المنطقة، البعض امتعض حين تكلمنا عن الانتصارات، وهذه الانتصارات تحققت بفضل المقاومة والمقاومين والشعب والجيش اللبناني وتحقق الانتصار والتوازن لذا واستكمالاً لهذه الانتصارات نحن اليوم في بناء الدولة سنعمل على تقوية جيشنا أكثر وتسليحه.

وقال بو صعب: يُحكى عن استراتيجية دفاع وطني، هذا صحيح وهو هدف كلّ اللبنانيين، حتى أنّ السيد نصر الله حين تكلم عن استراتيجية الدفاع الوطني قال أنه يريد تعزيزها لأنه ليس هاوياً أن يكون هناك من يقاتل كمقاومة في حال لم يكن هناك أيّ لزوم لوجود هذه المقاومة، وما قصده أنّ الجيش يجب أن يتسلح ويكون قادراً على ردع الخطر «الإسرائيلي»، ذلك أنّ الإطماع لدى هذا العدو لا تزال قائمة وموجودة.

اليوم حين وقفنا على الحدود وعلى بعد خمسة عشر متراً من الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة كانت الرسالة واضحة بأنّ كلّ شبر من أرضنا هو حق لنا، ويجب أن نسترجعه، وإذا كنت أتكلم على هذا النحو اليوم فذلك لأنّ القوة موجودة في لبنان والتوازن أيضاً، ولكي نعزز هذه القوة يجب أن نعزز بناء الدولة ونعمل على استراتيجية الدفاع كي نقوّي الجيش ونسلحه وهذا مطلب الجميع، ولكن البعض يريد منا أن نظهر كلّ نقاط القوة التي لدينا ثم نتخلى عنها لنذهب ونفاوض من موقع ضعف، هؤلاء لا يستحقون عناء الردّ عليهم، لأنه كلّ من لديه وطنية مثل أبناء هذه المنطقة يدرك معنى الصمود، وأنتم الذين عشتم هنا تدركون جيداً أنّ توازن القوى هو الذي فرض نفسه في مواجهة العدو.

أما من ناحية احتياجات المنطقة والإهمال الذي عانت منه، نعم نحن نسمع كلّ من يمثلها ويطالب بإنصافها، ونرى أنّ مطلبه محق، واليوم نسمع هذا الكلام في المجلس النيابي ومن سعادة النائب حردان الذي حمل ويحمل هذه الهموم إلى كلّ الوزراء، وسبق أن تكلموا معي عن موضوع مرض شجر الزيتون، وقيادة الجيش إذا ما طُلب منها أيّ شيء في هذا الإطار لم ولن تقصّر، حتى في مكافحة مرض الأشجار أول من ننظر إليه هو الجيش اللبناني، كما في كلّ المشكلات، ولكن هناك من يطعن هذا الجيش في ظهره وهذا الأمر لن نسمح به، الجيش مسؤول عن حماية الوطن في مختلف المواقع، وحتى من الناحية الاقتصادية، وحين يكون هناك ضرورة للتقشف من موازنة الجيش هو على استعداد لذلك، ولكن في الأماكن التي يراها مناسبة وليس في صلب الرواتب، هذه هي نقطة الخلاف والسجال الذي حصل في الأيام السابقة، إلا أنني أطمئنكم أنّ الجيش مستعدّ للتضحية في سبيل الوطن ولكن لن نقبل بالتضحية بأساس راتب العسكري الذي يضع قلبه على كفه ولا يعلم أن كان سيعود إلى بيته أو سيستشهد.

وختم: اليوم كنا في تلال كفرشوبا وسمعت أنّ هناك جنوداً من الجيش اللبناني حاصرتهم الثلوج، وهناك أيضاً في السلسلة الشرقية من لم تتمكن الطائرة المروحية من الوصول إليه لأخذه كي يكون حاضراً في جنازة والده، هؤلاء من نتكلم عنهم، ومن هنا أتوجه بالتحية إلى كلّ من ساعد ودعم الجيش وقد علمت أنّ رئيس بلدية جديدة مرجعيون الأستاذ أمل حوراني قد تبرّع بمليون دولار للجيش اللبناني وهو مشكور على ذلك، كما أتوجه بالشكر إلى السيدة مارلين حردان التي قدّمت وتقدّم الكثير إلى هذه المنطقة، حتى أنها خلال عدوان تموز لم تتركها وحضرت من خلال جمعية نور لتقديم المساعدات لأهلها، وأنا أعرف أنّ العمل لمصلحة المواطنين ليس أمراً غريباً عليها وعلى النائب أسعد حردان.

بعد ذلك، تسلّم بو صعب وحردان درعين تقديريتين من معلمي ومعلمات معهد ميمس الفني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى