دمشق وبيونغ يانغ تعبّران عن تضامنهما في مواجهة واشنطن

أعرب وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم عن تقديره لمواقف بيونغ يانغ الداعمة لسورية في المحافل الدولية خلال لقائه باك ميونغ غوك نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي.

واستعرض المعلم أمس، علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها في كل المجالات، بالإضافة إلى التعاون بين البلدين في المنظمات والمحافل الدولية.

وأكد استمرار دعم دمشق لكوريا الشمالية وتضامنها مع شعبها في مواجهة «محاولات فرض سياسات عليها لا تتناسب ومصالح شعبها، وفي وجه الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية على كوريا».

بدوره، شدد نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي على استمرار دعم بيونغ يانغ لدمشق ووقوفها إلى جانبها «في وجه ما تتعرض له من حرب إرهابية شرسة ومن عقوبات اقتصادية جائرة».

وأعرب عن شكر حكومته لسورية «على مواقفها الداعمة لكوريا في وجه محاولات الهيمنة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، ومشدداً على أهمية تنسيق المواقف بين البلدين في المحافل الدولية».

أعلن كل من رئيس مقرّ التنسيق المشترك الروسي – السوري بشأن عودة اللاجئين، رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع، ميخائيل ميزينتسيف، ووزير الإدارة المحلية والبيئة السوري، حسين مخلوف، أن روسيا وسورية تدعوان للسماح لممثلي الأمم المتحدة والهلال الأحمر والسلطات السورية بدخول مخيم «الركبان» للتوزيع العادل للمساعدات الإنسانية.

وقال ميزينتسيف ومخلوف في إحاطة إعلامية: «لا يمكن ضمان الشفافية في توزيع المساعدات الإنسانية إلا من خلال الوصول المباشر لممثلي الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والحكومة السورية والهلال الأحمر السوري إلى المخيم، وهم الذين يمكنهم على الأرض تحديد الخطوات المستقبلية لإنقاذ قاطني المخيم». إن القسم الأكبر من منتجات القوافل الإنسانية للأمم المتحدة للاجئين في مخيم الركبان يقع في أيدي المسلحين وتطالبان بالتأثير على الولايات المتحدة لسحب قواتها من الأراضي السورية.

وأضاف: «صرّح الجانبان الروسي والسوري مراراً وتكراراً أنهما لا يعترضان على المساعدات الإنسانية إذا كان الحديث عن المواطنين السوريين العاديين.

ومع ذلك، فإن تجربة القوافل الإنسانية الأولى والثانية، اللتين تمتا تحت رعاية الأمم المتحدة، أظهرت أن قسماً كبيراً من الغذاء والضروريات الأساسية المخصصة للاجئين في مخيم الركبان يقع في أيدي المسلحين».

وفقاً لروسيا وسورية، يجب على المجتمع الدولي التأثير على الولايات المتحدة من أجل الانسحاب السريع لقوات الاحتلال، التي تدعم المسلحين، من أراضي المنطقة.

ميدانياً، دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لاستخدام الدرونات وغيرها من الوسائل التقنية الحديثة في مراقبة حدود ومناطق أفغانستان، التي صارت محجاً لفلول الإرهابيين الفارين من سورية والعراق.

وقال شويغو خلال مباحثات مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة القرغيزية اللواء رايم بردي دويشنبييف في بيشكيك أمس: «يجب إدراك حقيقة أننا نحتاج لبذل جهود مشتركة باستخدام التكنولوجيات الحديثة، وبينها الطائرات بدون طيار، لمراقبة الحدود ورصد تنقلات العصابات الإرهابية في أفغانستان».

وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أن هذه التدابير عند حدود بعض الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، تمليها ضرورة التصدي للمخاطر الإرهابية المتنامية في المنطقة، التي صارت محجاً للدواعش الفارين من سورية والعراق.

وشدّد الوزير، على أهمية القاعدة العسكرية الروسية «كانت» في قرغيزستان، ودورها الكبير في ضمان الأمن الإقليمي. وقال: «أود أن أؤكد من جديد موقفنا المشترك، المتمثل في نصب سد منيع في وجه الإرهاب الدولي… نحن هنا في «كانت» نحمل مهام متعددة الأبعاد».

وأكد شويغو، أن مكافحة التهديدات الإرهابية تتصدر أولويات الأمن الروسي، مشيداً بدور القاعدة الروسية في «كانت» القرغيزية.

إلى ذلك، تصدت وحدات الجيش، أمس، لهجوم نفذه مسلحو تنظيم «أنصار التوحيد» في ريف حماة الشمالي الغربي، وأوقع الجيش أكثر من عشرين مسلحاً من أتباع التنظيم بين قتيل ومصاب.

وقال مصدر في حماة: «إن وحدات الجيش السوري تمكّنت من إحباط محاولة تسلل وهجوم نفذها مسلحو أنصار التوحيد على محور مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي الغربي.

ونقل المصدر عن مصدر عسكري قوله إن قوات الرصد والاستطلاع في الجيش السوري تمكّنت من كشف محاولة مجموعات مسلحة التقدم باتجاه مواقع الجيش السوري على محور الآثار قلعة المضيق، حيث تصدّت وحدات الجيش لمحاولة الهجوم، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أجبر الجيش السوري خلالها المجموعات المهاجمة على الانسحاب بعدما أوقع أكثر من 20 مسلحاً بين قتيل ومصاب.

وأضاف المصدر أن وحدات الجيش أجبرت المجموعات الإرهابية المهاجمة على التراجع، حيث انسحبت باتجاه قلعة المضيق تحت وابل من نيران الطيران الحربي الروسي الذي نفّذ سلسلة غارات تركّزت على مواقع وتحرّكات المسلحين في الجنابرة وتل هواش ومحيط قلعة المضيق، ودمر مواقع عدة تابعة للمجموعات المسلحة على هذه المحاور.

وقام الجيش السوري الاثنين، بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال في ريف حماة الشمالي، وسط تأكيد مصادر عسكرية أن تطهير المنطقة المنزوعة السلاح من الإرهابيين بات ضرورة لا يمكن تأجيلها.

ونقل عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي يقوم الجيش السوري بإرسالها إلى محاور مختلفة من ريف حماة الشمالي المتاخم للمنطقة منزوعة السلاح، تأتي تمهيداً لعملية عسكرية يتم من خلالها تطهير هذه المنطقة من الوجود الإرهابي المسلح وتوسيع نطاق الأمان حول القرى والبلدات الواقعة الآمنة بمحاذاة المنطقة المنزوعة السلاح.

وأضاف المصدر أن الجيش السوري لن يبقى في موضع الردّ وأن عملية تطهير المنطقة منزوعة السلاح كمرحلة أولى باتت ضرورة لا يمكن تأجيلها، ومن شأن هذه العملية توسيع نطاق الأمان حول مدن وبلدات السقيلبية ومحردة والعزيزية والرصيف وقرى عدة أخرى متاخمة لخطوط التماس بين الجيش السوري وعدد من التنظيمات التكفيرية الموالية لتنظيم القاعدة المنتشرة في أجزاء من ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.

وقال المصدر إن التنظيمات الإرهابية المسلحة لم تتوقف منذ أسابيع عن تصعيدها المستمر وخروقها عبر استهداف نقاط الجيش السوري والبلدات والأحياء السكنية الآمنة.

ويعرف «أنصار التوحيد» على أنه الاسم الذي اتخذه مسلحو تنظيم «جند الأقصى» منذ 2016، وهذا التنظيم الأخير الذي لطالما أعلن بيعته لـ»داعش»، كان ينشط في ريف حماة الشمالي الشرقي المتاخم لبادية الرقة قبل هزيمته على يد الجيش السوري أثناء عملية تحرير «أبو الظهور» منذ أشهر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى