بغداد.. كواليس لقاء بومبيو بالمسؤولين العراقيين

غادر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو العاصمة العراقية بغداد بعد زيارة مفاجئة التقى خلالها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح.

وقال بومبيو إنه توجه إلى العراق بسبب «التصعيد» الإيراني، مشيرًا إلى أنه تحدث مع المسؤولين العراقيين عن أهمية أن يضمن العراق القدرة على توفير الحماية المناسبة للأميركيين.

وكانت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، كشفت أمس، عن كواليس لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالمسؤولين العراقيين، فيما أكدت أن بومبيو بحث في بغداد «صفقات كبيرة في مجال الطاقة» لوقف اعتماد العراق على إيران.

ونقلت الوكالة عن بومبيو قوله، إنه «ناقش مع القيادة العراقية تصاعد تهديدات إيران في المنطقة، إلى جانب صفقات طاقة كبيرة للمساعدة على فصل الاقتصاد العراقي عن نفوذ طهران».

ولم يتم الكشف عن صفقات الطاقة التي تمّت مناقشتها، إلا أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قال إن العراق يقترب من توقيع اتفاق في مجال النفط مدته 30 عاماً بقيمة 53 مليار دولار مع شركتي الطاقة «إكسون موبيل» الأميركية و»بتروتشاينا» الصينية.

وذكر عبد المهدي، أن العراق يتوقع جني 400 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثين، التي سيسري فيها الاتفاق، ونفى في الوقت نفسه وجود علاقة بين هذا المشروع الضخم والتصريح الأميركي للعراق بإجراء معاملات مع إيران.

رئيس الوزراء العراقي قال من جهته إن الولايات المتحدة الأميركية شريك استراتيجي مهم للعراق، وخلال لقائه بومبيو أضاف عبد المهدي «نرغب بتطوير العلاقات مع أميركا ودول الجوار والأصدقاء».

وأشار عبد المهدي إلى أن العراق عاد للعب دوره الأساس في المنطقة ليعود مكاناً يلتقي فيه الجميع لا مكاناً للصراع.

وعلى صلة، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن «استراتيجية ترامب نحو إيران هي تصعيد أعمى وليس هناك من رابح في هذه اللعبة».

وأشار ميرفي الى أنه لا توجد استراتيجية بديلة ومخرج، وتابع أنها «تصعيد لأجل التصعيد فقط وبغباء غير مبرر».

وفي السياق، رأى النائب عن تحالف الفتح كريم عليوي، أمس، زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى بغداد بانها «غير موفقة»، فيما اكد أن العراق لن يكون جزءاً من المشروع الاميركي بالمنطقة، كما لن تكون اراضيه منطلقا للاعتداء على دول الجوار.

وقال عليوي، إن «زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى بغداد زيارة غير موفقة وغير مرحب بها»، مبينا ان «العراق لم يكن ولن يكون جزءاً من المشروع الاميركي بالمنطقة، كما لن تكون أراضينا منطلقاً للاعتداء على دول الجوار او تنفيذ اجندات واشنطن بالمنطقة».

وأضاف عليوي، أن «زيارات كهذه غير معلنة لا يعتمد عليها العراق في خدمة مصالحه ونعلم جيداً انها مقتصرة على خدمة اهداف ومخططات اميركا فقط»، لافتاً الى أن «العراق تربطه علاقات سياسية وجغرافية واقتصادية واجتماعية وثقافية مع إيران ولا يمكن أن نكون جزءاً من أدوات واشنطن للتأثير سلباً على دول الجوار».

وأكد عليوي، ان «العراق أعلن مراراً انه يريد علاقات متوازنة مع الجميع وأن يبني علاقات ايجابية مع دول الجوار لخدمة استقرار المنطقة ومصالح العراق، اما الذهاب خلف مصالح واشنطن فهو أمر غير منطقي ولن يصب بمصلحة البلد»، مشدداً على ان «هناك الاسبوع المقبل برنامج عمل للبرلمان سنناقش فيه تمركز القوات الاميركية على اراضينا وسنعمل على اتخاذ القرار المناسب بإخراج تلك القوات لكون تمركزها غير صحيح وفيه اعتداء على سيادة العراق».

إلى ذلك، شدد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أمس، على ضرورة إبعاد العراق عن أيّ صراع، لافتاً الى اهمية احترام سيادة العراق.

وقال مكتب المالكي في بيان، إن «رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي استقبل بمكتبه مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد»، مبيناً انه «تم استعراض علاقات الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة وآليات تعزيز التعاون المشترك، كما تطرق إلى القضايا والتحديات في المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى جهود الحرب على الإرهاب «.

واكد المالكي خلال البيان، «على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين»، مبينا أنَّ «العراق يتبنـَّى إقامة علاقات ثنائية مع دول العالم، تعمل على رعاية المصالح المُشترَكة فى المجالات المُختلِفة، ومُواجَهة التحديات المشتركة».

وشدّد رئيس ائتلاف دولة القانون على «أهميةَ إبعاد العراق عن أيّ صراع إقليمي أو دولي وضرورة احترام سيادته، واعتماد الحوار منهجاً لحلّ جميع الأزمات والصراعات»، لافتاً الى ضرورة «ان لا يكون العراق منطلقاً للاعتداء على الآخرين».

بدوره، أشاد ساترفيلد «بالعلاقات والعمل المشترك الذي أنجز خلال فترة وجود المالكي في رئاسة الوزراء»، مثمناً «دوره الكبير في تطوير العلاقات الثنائية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى