دبلوماسية أميركية سابقة: من حق سورية محاربة الإرهاب… وغزو العراق كان سبباً في استقالتي

أكدت آنّا رايت الدبلوماسية السابقة في وزارة الخارجية الأميركية أن سورية تواجه تنظيمات إرهابية مدعومة من الخارج ومن حقها محاربتها بشتى الوسائل داعية في الوقت ذاته إلى سحب قوات الاحتلال الأميركي من الأراضي السورية.

وفي مقابلة مع مراسل سانا في كوبا على هامش مشاركتها في الندوة الدولية من أجل السلام وإلغاء القواعد العسكرية الأجنبية في الخارج في محافظة غوانتانامو الكوبية أشارت رايت إلى أن تدخل الولايات المتحدة في سورية «عقد الوضع وزاد من نشاط التنظيمات الإرهابية»، مؤكدة أنه من حق الحكومة السورية محاربة الإرهاب بشتى الوسائل.

ودعمت الولايات المتحدة على مدى سنوات الحرب على سورية التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح تحت مسمى «معارضة معتدلة».

وأوضحت رايت أن الإدارة الأميركية تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير تدخلها وعدوانها على دول أخرى كمزاعم استخدام السلاح الكيميائي، لافتة إلى أن الغزو الأميركي للعراق عام 2003 كان سبباً في تقديم استقالتها من عملها في الخارجية الأميركية.

وفي مقابلة مماثلة أوضحت عضو منظمة المحاربين القدامى من أجل السلام في الولايات المتحدة مونيكا ريوس أن الإدارة الأميركية تعتمد الكذب وتزوير الحقائق للتدخل في البلدان الأخرى بهدف تنفيذ مخططاتها وفرض هيمنتها على الدول مؤكدة أن تدخل واشنطن في سورية جزء من هذا المخطط .

وأشارت ريوس إلى أن القاعدة الأميركية في غوانتانامو غير شرعية لأنها تتعارض مع إرادة الشعب الكوبي داعية بلادها إلى وقف تدخلاتها في الدول الأخرى والتي تجلب المعاناة للشعوب في هذه الدول.

واختتمت الندوة الدولية السادسة من أجل السلام وإلغاء القواعد العسكرية الأجنبية في الخارج أعمالها أمس، في محافظة غوانتانامو الكوبية بمشاركة وفود من أكثر من 35 بلداً بينها سورية.

على صعيد آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سورية ستعقد في نهاية مايو الحالي.

وقال فيرشينيين للصحافيين، أمس: «تجري الجلسات المماثلة بشكل نظامي، وتتم مناقشة الأوضاع في سورية في مجلس الأمن الدولي من وجهة النظر السياسية والوضع الإنساني على حد سواء. ومن المخطط أن تُعقد الجلسة الجديدة في نهاية الشهر الحالي».

وردا على سؤال صحافي حول وجود خطط لإجراء عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب أفاد الدبلوماسي الروسي بأن روسيا ستواصل بالتعاون مع القوات الحكومية في سورية استهداف الإرهابيين في إدلب، متابعاً: «يدور الحديث حاليا عن الرد على هجمات الإرهابيين. ونرد بالتعاون مع القوات الحكومية على الهجمات الإرهابية».

وذكر أن هذه الأعمال تجري بالتنسيق مع تركيا.

هذا وأشار أيضاً إلى وجود تقدم ملحوظ في ما يخص مسألة تشكيل اللجنة الدستورية في سورية.

ميدانياً، دخلت وحدات من الجيش السوري إلى مدينة قلعة المضيق وبلدتي الكركات والتوينة في ريف حماة الشمالي الغربي، وذلك إثر انسحاب مفاجئ لإرهابيي «جبهة النصرة» منها صباح أمس.

ودخلت وحدات الجيش السوري إلى مدينة قلعة المضيق الاستراتيجية كما سيطرت على بلدتي الكركات والتوينة شمالا، وعلى الفور بدأت وحدات الهندسة بتمشيط الأحياء والمزارع المحيطة بتلك المناطق.

وبين مصدر أن الجيش السوري كان قد استقطب التوقعات بنيته التقدم على محور بلدة الهبيط بسبب تركيز عمليات التمهيد الناري عليها ليلاً الأمر الذي ألمح إلى نيته اقتحامها، إلا أن وحداته النارية ما لبثت أن بدأت صباح اليوم بالتمهيد المدفعي والجوي الكثيف على قلعة المضيق وبلدات الكركات والتوينة، ليلي ذلك تحرك وحدات المشاة لمباغتة التنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة ما دفع التنظيمات الإرهابية بالانسحاب منها على الفور.

ورجّح أن هذه المباغتة قد تكون السبب الرئيسي في انهيار دفاعات «جبهة النصرة» في المدينة والبلدتين، مشيراً إلى أن التنظيم الإرهابي كان قد خصص عدداً كبيراً من مسلحيه لمواجهة الجيش في الهبيط على ما يبدو.

يذكر أن بقايا تنظيم «جبهة النصرة» تتمركز في منطقة إدلب، والتي يوجه متشددوها ضربات استفزازية ضد المناطق المجاورة ويهددون قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية.

وكانت وحدات الجيش دمّرت الأسبوع الحالي بضربات مركزة أوكاراً وتجمّعات ومنصات إطلاق قذائف وذخيرة لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة في أطراف بلدات كفر زيتا والأربعين وشهرناز وكفر نبودة شمال غرب مدينة حماة وذلك رداً على اعتداءاتهم المتكرّرة على النقاط العسكرية والقرى الآمنة، بحسب سانا.

وفي سياق متصل، تمكّنت الكمائن المتقدمة في الجيش السوري، من صد هجوم شنته مجموعة من انتحاري الحزب التركستاني من جنسيات صينية وأوزبكية باتجاه خطوط الاشتباك الأمامية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وبدأ الهجوم مع ساعات الفجر الأولى، واستهدف نقطة متقدمة للجيش السوري تبعد قرابة 2 كم عن محور كنسبا على تلة أبو أسعد، والتي تعدّ خط اشتباك مباشراً مع الإرهابيين المتحصنين قرب تلة حدادة وفي منطقة المداجن.

وقال مصدر ميداني، إن عدداً من الإنغماسيين فجروا أنفسهم بعدما فشلوا في التسلل والوصول إلى عمق نقاط الجيش السوري، مشيراً إلى أن المجموعة المهاجمة سلكت دروب الأحراج والجروف الوعرة في محاولة لإحداث فجوة ضمن خطوط الجيش، ما تسبب باستشهاد بعض الجنود الذين تصدّوا لهم وجهاً لوجه، وإصابة آخرين.

وأكد المصدر مقتل كامل أفراد المجموعة المهاجمة الذين بقيت جثثهم في المنطقة.

وأضاف المصدر أن الجيش السوري بدأ عملية حشد واستعدادات ميدانية، وفعّل كافة المحارس والمراصد المتقدمة كون المعركة في ريفي حماة وإدلب مرتبطة جغرافياً بريف اللاذقية، كما باشرت منذ أيام عدة المدفعية وسلاح الصواريخ، إضافة لتنفيذ سلاح الطيران الحربي السوري والروسي المشترك مجموعة من الضربات طالت تلة كباني ومحيطها وصولاً حتى مناطق الثقل الرئيسية للمسلحين الصينيين ومستوطناتهم في جسر الشغور والسرمانية الواقعتين بريف إدلب.

وتشهد جبهة ريف اللاذقية الشرقية القريبة من ريف إدلب حالة استنفار للمسلحين الآوزبك والتركستانيين والذين يقطنون في جسر الشغور خوفاً من عملية برية مفاجئة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى