الفنان لورنزو كوين يدشّن منحوتته الجديدة «بناء الجسور»

في أمسية فنية رائعة في مدينة البندقية، وبرفقة المغني المرموق أندريا بوتشيلي، وعازفة البيانو لولا أستانوفا، دشّن الفنان الإيطالي المعاصر والمشهور لورنزو كوين، مساء الخميس، منحوتته الفنية الرائعة «بناء الجسور»، بحضور حشد كبير من أنحاء العالم كافة.

وتُعتبر منحوتة لورنزو، «بناء الجسور»، ذروة أعماله الفنّية حتى الآن، وتم تركيبها في حوض أرسينالي الكائن في حيّ كاستيلو في مدينة البندقية. وتتألف التحفة الفنّية من 6 أزواج من الأيادي بعلو 15 متراً وعرض 20 متراً، لتخاطب الوجدان البشري الواحد، وتشدّد على جسر الخلافات في ميادين الحياة كافة، سواء أكانت جغرافية، وفلسفية، وثقافية أو عاطفية.

وفي هذه المناسبة، علق الفنان لورنزو قائلاً: أسعى من خلال «بناء الجسور» إلى إيصال رسالة لشعوب العالم كافة تدعو إلى السلام والعمل سويّة من أجل مستقبل مشرق للبشرية والعالم الذي نحيا فيه. نواجه اليوم تحدّيات جمّة لن نستطيع التغلّب عليها إذا لم نتمكّن من تجسيد القيم الإنسانية العالمية في تصرفاتنا وقراراتنا كلها.

وأضاف لورنزو: أنتج فنانو الشرق الأوسط كماً هائلاً من الفنون التي أثرت العالم في مجالات عديدة، الأمر الذي يؤكّد لنا إمكانية أن نعبّر عن أفكارنا ووجهات نظرنا في المكان والزمان نفسيهما بشكل يثري البشرية لا يدمّرها.

هذا وتربط الفنان لورنزو كوين علاقة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بالأخص، فوالده الممثل العالمي أنطوني كوين الحاصل على جائزة الأوسكار، كان أحد الممثلين الرئيسيين في فيلم «الرسالة»، كما أدّى دور عمر المختار في فيلم «أسد الصحراء».

ويعرض لورنزو كوين، الذي يستوحي أعماله من فنانين عظماء على غرار ميكيلانجلو، وبرنيني، ورودين، إبداعاته خلال الفترة 29 نيسان – 30 حزيران في غاليري «هالسيون» في مدينة لندن.

نبذة عن لورنزو كوين

وُلد لورنزو في 7 مايو 1966، للممثل المكسيكي – الأميركي أنطوني كوين وزوجته الثانية يولاندا أدولوري، مصمّمة الأزياء. وأمضى لورنزو طفولته بين إيطاليا والولايات المتحدة، وتأثر كثيراً بوالده الحائز جائزة الأوسكار، والذي اشتهر بمسيرته السينمائية اللامعة واهتمامه خلال سنّ مبكّرة بالرسم والفنّ المعماري.

تابع لورنزو دراساته في الأكاديمية الأميركية للفنون الجميلة في مدينة نيويورك، حيث كان يُخطط ليكون رسّاماً سوريالياً. ولكن، في عمر الحادي والعشرين، قرّر أن مستقبله يكمن في فنّ النحت، القادر على استيعاب طاقته وفرادته. وهو يتذكر بكلّ وضوح تلك اللحظة في عام 1989، عندما شعر بأنه قد أنشأ أول عمل فنّي حقيقي له، ويقول: «لقد صنعت جسداً استوحيته من رسم ميكيلانجلو لآدم.. عمل يدوي.. لقد كانت لديّ فكرة وقمت بنحتها، فخرجت حواء من جسد آدم. لقد بدأ الأمر بتدريب أكاديمي بحت، وانتهى بعمل فنّي».

تزوج لورنزو جوفانا تشيكوتو في عام 1988، وعند ولادة أول أطفالهما، قررا مغادرة نيويورك وهي مكان يقسو على القيم الإنسانية إلى إسبانيا. ويقول لورنزو: «لقد اخترنا إسبانيا نتيجة طابعها اللاتيني، وشغفها.. وتثمينها للبشر والقيم العائلية، فضلاً عن اتجاهها الفني الرائع».

خلال العشرينيات من عمره، اختبر لورنزو لوهلة فن التمثيل، حيث عمل مع والده في فيلم «ستراديفاري» عام 1989، وتقمص دور الرسام السوريالي سلفادور دالي. لكنه لم يحب تلك المهنة، وقرر بعدها التركيز كلياً على فن النحت.

يتميز لورنزو بشكل خاص باستخدامه المبدع والمعبّر للأيادي البشرية، وهو يقول: «لقد أردت نحت أصعب أعضاء جسم الإنسان وأكثرها تحدّياً من الناحية التقنية. فاليد تحمل الكثير من القوة، قوة الحب والكره، والقدرة على البناء والتدمير».

وتحتل البندقية مكانة خاصة في قلب لورنزو، كونها مسقط رأس والدته وزوجته في آن واحد، كما أنه يشعر تجاهها بروابط المحبة والعرفان. ومن هنا ينبع حماس لورنزو لعرض ثالث منحوتاته العامة خلال معرض بيانالي البندقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى