جزر الموازنة والضريبة التصاعدية

ـ لا يمكن الحديث في الدول القائمة على معايير مهنية صرفة عن توحيد معايير الرتب والرواتب والتعويضات والملحقات في وظائف الدولة عندما يدور البحث في التخفيض بل عندما يكون البحث في الزيادات، فكيف في دولة كلبنان يصعب فيها فصل الإدارة عن السايسية والسياسة عن الطائفية.

ـ الحديث عن اقتطاعات من واردات القطاع الوظيفي للعاملين يصيب بلد يعيش موظفوه حال الفورة بأزمة فكيف في بلد يعيش أغلب الموظفين في ظروف غير مريحة بسبب غياب الدولة عن قطاعات الإسكان وارتفاع اسعار الخدمات الطبية والتعليمية وأكلاف النقل والكهرباء والاتصالات… بحيث يمكن ببساطة تصنيف لبنان كأغلى دول منطقته وواحداً من أغلى بلدان العالم.

ـ في قطاع المصارف أيضاً يبدو الحديث عن ضرائب على الفوائد جرياً وراء نوع من التراضي مع أصحاب المصارف خشية خسارة المقايضة التي عرضتها المصارف باكتتاب مخفض الفائدة وبكميات وافرة من سندات الخزينة لسنوات مقبلة.

ـ الضريبة التصاعدية على الدخل تشكل في حال لبنان حلاً نموذجياً لمشاكل واردات الدولة وإعادة هيكلة المجتمع بحيث يمكن البدء من شريحة دنيا هي من يقلّ دخلهم عن خمسين مليون ليرة لبنانية سنوياً وتطبيق الحدّ الأدنى للضريبة عليهم بنسبة 7 مثلاً ووصولها الى 10 لمن يزيد دخلهم السنوي عن مئة مليون ليرة والبدء من هذه الشريحة صعوداً وصولاً الى شرائح المليارات حتى تبلغ الضريبة 70 و80 عن الشرائح العليا للدخل الذي يسمّى الأرباح في الشركات أو الأشخاص المعنويين، ويكفي أن نعلم أنّ ضريبة دخل تعادل 50 على الشريحة العليا لمن يزيد دخلهم عن المليار ليرة سنوياً سوف تجلب وحدها مليارين ونصف مليار دولار سنوياً لخزينة الدولة.

ـ ضريبة الـ 20 على الشريحة العليا من دخل يتراوح دخلهم بين المئة مليون والمئتين وخمسين مليون ليرة سنوياً أهمّ من تخفيض الدخل وإحداث الإقتطاعات فيه، وهي تطال شريحة الموظفين ذوي الرواتب العليا، وعندما تصل الضريبة الى 30 على الشريحة ما بين المئتين وخمسين مليون والخمسماية مليون سنوياً وإلى 40 بين الخمسماية مليون ومليار ليرة ستتحقق مداخيل عادلة للدولة تغني عن الاقتطاعات وتقطع الطريق على ايّ اعتراض، خصوصاً أنها تصيب موظفي الدولة والمهن الحرة ورجال الأعمال والشركات الكبرى والصغرى والمصارف وسواها…

ـ بدلاً من تحويل الموازنة الى جزر مالية بادروا الى الضريبة التصاعدية على الدخل…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى