الأسد يوصي الحكومة بالشفافية وتعزيز التواصل مع المواطن

اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد مع أعضاء الحكومة السورية في مقر رئاسة الوزراء أمس، مؤكداً أن التواصل الفاعل مع المواطن يحتاج إلى الشفافية وتزويده بالمعلومة.

وذكرت وكالة «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد ترأس أمس اجتماعاً دورياً للحكومة تركز حول استراتيجية كيفية تعزيز التواصل بين الحكومة والمواطن السوري في المرحلة المقبلة.

وبحسب الوكالة، أشار الرئيس السوري خلال الاجتماع الذي عقد في مقر رئاسة الوزراء إلى أن «الخطوة الأهم على طريق بناء تواصل فاعل مع المواطن هي الشفافية وتزويده بالمعلومة إن كان حول الأزمات والحالات الطارئة التي تواجه الحكومة ولها تأثير مباشر على حياة الناس أو التي يمكن أن تساعد الناس على فهم عمل الحكومة والمؤسسات الرسمية».

وأكد الرئيس السوري على ضرورة وضع المواطن بصورة السياسات التي تنفذها الحكومة في مواجهة الأخبار المغلوطة أو غير الصحيحة، وبين أن «ضعف التواصل وعدم النجاح في التسويق الصحيح لعمل مؤسسات الدولة والعمل في إطار فردي أسهم في تضخم صورة الأزمات التي تسبب بها وخلقها أعداء الشعب السوري للعام الثامن على التوالي على الأصعدة كافة ولا سيما العسكرية والسياسية والاقتصادية. وهنا تكمن أهمية وضع آلية تواصل تسمح بوضع المواطن في صورة السياسات التي تنفذها المؤسسات الرسمية في مواجهة الأخبار المغلوطة أو غير الصحيحة».

وأردف الأسد أن الحوار مع المواطن ومعرفة كيفية مخاطبته وتوجيه الرسائل التي تلبي احتياجاته هو الطريق الأمثل لمعرفة التغيرات التي تطرأ على المجتمع وكيفية تطوره، وبالتالي التطور معه وبناء علاقة جيدة بين المواطن والحكومة قائمة على المصداقية.

واستمع الرئيس الأسد من الوزراء عن المعوقات التي تواجههم في عملهم والمقترحات التي يمكن أن تسهم في التغلب على هذه المعوقات وتطوير الأداء الحكومي بما ينعكس بشكل مباشر على المواطن.

ميدانياً، واصل الجيش السوري، أمس، تقدمه في ريف حماة الشمالي الغربي، ليحكم سيطرته على بلدة الحمرا والمطار الشراعي الزراعي في منطقة سهل الغاب.

وقال مصدر في حماة إن جنود الجيش السوري تقدموا إلى مواقعهم الجديدة بعد اشتباكات عنيفة انطلقت منذ صباح أمس مع مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» وحلفائه.

وتكمن أهمية سيطرة الجيش على بلدة الحمرا وعلى المطار الشراعي الزراعي القريب من بلدة الشريعة التي حرّرها الجيش السوري قبل يومين، في إطباق الحصار على المجموعات الإرهابية المسلحة في مجموعة من القرى والبلدات مثل الحويز والحويجة وجسر بيت الراس.

وقال علي طه، قائد إحدى مجموعات الاقتحام في «قوات النمر» إن عملية سيطرة الجيش السوري أول أمس على محاور استراتيجية كـ تل هواش الاستراتيجي وهواش ومزارع رسم الأحمر والجابرية والتوبة ومزارع رسم إدريس ، ساهم إلى حد كبير في سيطرة الجيش على المناطق المحررة بعد اشتباكات عنيفة وتمهيد جوي ومدفعي من قبل الطيران الحربي.

وأضاف طه أن عملية الجيش مستمرة حتى تطهير آخر معاقل المجموعات المسلحة على هذا المحور، مشيراً إلى أن قيام تنظيم جبهة النصرة أول أمس بتفجير جسر بيت الراس، لم يستطع وقف تقدم الجيش نحو بلدة الحمرا والمطار الشرعي.

ويذكر أن الجيش السوري كان قد وسع استهدافه لمواقع تنظيم «جبهة النصرة» والتنظيمات المتحالفة معه على محور بلدتي خان شيخون والهبيط في ريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد ساعات من صد هجوم شنه مقاتلو التنظيم على محاور عدة، ولكنه باء بالفشل بعد تكبيد المهاجمين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

وذكرت وكالة «سانا» أن «وحدات من الجيش السوري دمّرت بضربات مكثفة أوكاراً لإرهابيي «جبهة النصرة» في خان شيخون والهبيط بريف إدلب الجنوبي».

وكانت التنظيمات الإرهابية المسلحة شنت مساء الإثنين هجوماً عنيفاً على محور الحماميات – تل الملح شمال مدينة محردة بريف حماة الشمالي الغربي.

ونقل عن مصدر عسكري أن المجموعات الإرهابية المسلحة، وانطلاقاً من مواقعها في بلدات كفرزيتا والأربعين والزكاة، هاجمت مساء الاثنين نقاطاً عسكرية في الحماميات وتل الملح، مؤكداً قيام مضادات الدروع بتدمير عدة آليات للمسلحين المهاجمين بينها دبابات وعربات دفع مزودة برشاش.

وأشار المصدر إلى أن تصدي الوحدات البرية في الجيش يتزامن مع قيام الطيران الحربي بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية على مقار المسلحين وتحصيناتهم وخطوط إمدادهم في كل من اللطامنة وكفرزيتا والأربعين وحصرايا.

ونفى المصدر أن تكون المجموعات المسلحة قد سيطرت على أي نقطة على محور الهجوم المستمر حتى اللحظة، مؤكداً أنه لا تغير بخريطة السيطرة.

وأضاف المصدر أن المجموعات المسلحة المهاجمة تنتمي إلى تنظيمي «جيش العزة» وحليفه «جبهة النصرة»، وهي تحاول فتح جبهة جانبية مع الجيش السوري على هذا المحور بهدف تخفيف الضغط على المحور الشمالي الغربي الذي شهد تقدماً متسارعاً لقوات الجيش السوري في مقابل خسائر فادحة للتنظيمات الإرهابية في قرى ومناطق سهل الغاب عند الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي إدلب وحماة.

وكان وزيرالدفاع التركي، خلوصي أكار، بحث مع نظيره الروسي سيرغي شويغو هاتفياً أمس آخر التطورات في إدلب والتدابير التي يجب اتخاذها لخفض التوتر في المنطقة.

وحسب البيان، فإن أكار وشويغو بحثا خلال محادثة هاتفية «قضايا الأمن الإقليمي والتطورات الأخيرة في محافظة إدلب السورية، وكذلك الإجراءات الواجب اتخاذها لتخفيض حدة التوتر في هذه المنطقة في إطار الاتفاقات التي تم التوصل إليها في سوتشي».

وجاءت هذه المكالمة بعد يوم من اتصال هاتفي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، ركز على إدلب أيضا، وحذر خلاله أردوغان، حسب التقارير التركية، من أن التصعيد في إدلب يهدّد تشكيل اللجنة الدستورية السورية، ويضر بالتسوية السياسية، زاعماً ان الحكومة السورية تسعى لـ»إحباط» التعاون الروسي التركي في إدلب، بحسب تعبيره.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى