«القومي»: حقنا راسخ ومتجذر ويُصان بالإرادة المصمّمة وبالتمسك بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً لإنجاز التحرير والعودة

أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي بمناسبة الخامس عشر من أيار هذا العام، ذكرى مرور 71 عاماً على إعلان قيام كيان الاغتصاب الصهيوني على أرض فلسطين. أنّ فلسطين لم تسقط من الوجدان الجمعي، وظلّت قضية حيّة مركزية لأمتنا وبوصلة لشعبنا، رغم كلّ ما اُلبست من مصطلحات «النكبة» و»المأساة» و»الكارثة» وغيرها…

وأصدرت عمدة الإعلام في الحزب بياناً بالمناسبة جاء فيه: 15 أيار ذكرى أليمة، تحكي عن احتلال ومجازر ارتكبها العدو اليهودي بحق الفلسطينيين، أطفالاً ونساءً وشيوخاً، وعن عمليات تهجير وتشريد لاقتلاعهم من قراهم ومناطقهم، وهي مستمرة إلى يومنا حيث الكيان الصهيوني يواصل إرهابه وعنصريته ويعيث قتلاً وإجراماً.

في هذه الذكرى، ليس خافياً، أنّ ما حلّ بفلسطين منذ سبعة عقود، تتكشف بعض أسبابه في أيامنا هذه. فصفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية، ليست صهيونية ـ أميركية ـ غربية وحسب، بل هي صفقة كلّ هؤلاء، مع أنظمة عربية تآمرت على فلسطين وباعت قضيتها بثلاثين من الفضة. ومشاركة هذه الأنظمة العربية في صفقة القرن، هي تآمر على فلسطين وقضيتنا وعلى كلّ القضايا العربية، ولذلك فإنّ الشعوب العربية مطالبة بالوقوف ضدّ الأنظمة المطبّعة والمهرولة نصرة لفلسطين. لأنّ صفقة القرن، ليست مشروعاً لتصفية المسألة الفلسطينية وحسب، بل هي مشروع هيمنة استعمارية صهيونية ـ أميركية يستهدف أمتنا كلها والعالم العربي برمّته.

إنّ الصفقات المشؤومة من «وعد بلفور» و»سايكس ـ بيكو» إلى «كامب ـ ديفيد» إلى «أوسلو» و»وادي عربة»، وصولاً إلى صفقة القرن التي تضع المسألة الفلسطينية على مقصلة التصفية، وتشطب حق العودة، وتضرب القانون الدولي والقرارات الدولية بعرض الحائط، كلها صفقات لا تغيّر في واقع الحق شيئاً، لأنّ الحق راسخ ومتجذر، يُصان بالإرادة المصمّمة وبالتمسك بخيار المقاومة الذي هو السبيل الوحيد للتحرير والعودة.

إنّ مواجهة صفقة القرن، هي مواجهة للمشروع الصهيوني ـ الأميركي ـ الاستعماري، وهي معركة على طريق تحرير فلسطين ولتثبيت وتأكيد هويتها وانتمائها إلى بيئتها القومية «سورية الطبيعية»…

ولذلك ندعو شعبنا في فلسطين المحلتة، إلى الصمود والثبات في الأرض، ومواصلة مسيرات العودة بزخم كبير، وممارسة كلّ أشكال الضغط على العدو ومواجهته، خصوصاً أنّ المقاومة الفلسطينية باتت تتمتع بكلّ عناصر القوة التي تمكّنها من الدفاع عن شعبنا. وهذه حقيقة ثابتة تكرّست وترسّخت بعد المواجهة الأخيرة مع قوات الاحتلال الصهيوني.

كما نجدّد الدعوة إلى تلاقي الفصائل والقوى الفلسطينية كافة ومن دون استثناء، واتفاقها على برنامج نضالي يرتكز على أهداف واضحة تكفل تحقيق التحرير والعودة وعلى قاعدة الالتزام التامّ بالمقاومة نهجاً وخياراً.

إنّ إنقاذ فلسطين، وإنقاذ المنطقة كلها من الاحتلال والإرهاب والهيمنة والاستعمار، يتطلب إلى صمود الفلسطينيين وتشبّثهم بأرضهم ومواجهتهم لمشاريع التهويد والاستيطان، يتطلب تنسيقاً بين كلّ دول وأحزاب المقاومة، وفي كلّ الجبهات، وهذا التنسيق يحقق النتائج المرجوة، على غرار ما تحقق في سورية والعراق انتصارات في معارك دحر الارهاب وإفشال مشاريع رعاته.

وانّ خيار المقاومة هو الوحيد المتاح الذي يحقق التحرير، فعلى الشعوب العربية المدافعة عن قضية فلسطين أن لا تستنزف جهودها وطاقاتها في معارك الحرية والديمقراطية الزائفة، بل أن تخوض معاركها باسم فلسطين، لأنّ كرامة الشعوب العربية وحرياتهم عندما تتحرّر فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

في ذكرى اغتصاب فلسطين، تحية إلى الشهداء الذين ارتقوا على طريق تحرير فلسطين، إلى المقاومين الذين قاوموا الاحتلال والإرهاب وهزموه، وتحية الى الأسرى والمعتقلين وإلى كلّ الأحرار الذي يكافحون في سبيل الحق والحرية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى