المبدع سعد الله ونوس بذكرى غيابه الـ22.. الكلمة الأخيرة للإرادة

الكاتب المسرحي «سعد الله ونوس» وسم رحلة عمره بعشق أبو الفنون ليغدو أحد رواده العالميين في عصرنا الحديث وجسّده إبداعاً على الخشبة فاحتضنها حتى النهاية.

ربط ونوس 1941-1997 المسرح بالحياة وأسهم في تنشيط الحركة المسرحية في سورية ولم يقتصر نشاطه في وطنه وإنما عرضت مسرحياته منذ عام 1970 في كثير من الدول العربية وكرّم لنتاجه المسرحي مرات عديدة داخل سورية وخارجها وكان لمسرحه صدى عالمي فترجمت بعض مسرحياته إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والروسية والإسبانية والبولونية.

بدأ ونوس كتابة المسرح في ستينيات القرن الماضي فقدم وفق كتاب سيرته الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب نصه المسرحي الأول «ميدوزا تحدق في الحياة» سنة 1963 الذي جاء تجسيداً حياً للصراع بين العقل والعاطفة وبعدها مسرحيته «جثة على الرصيف» 1963 وفيها أثر من الوجودية العبثية ولامس ونوس في مسرحيته «فصد الدم» 1963 واقع الهم العربي الفلسطيني وكتب بعد ذلك «الجراد» ثم مسرحيته «مأساة بائع الدبس الفقير» 1964 وفيها تنديد بالخوف الإنساني.. وتتالت بعدها مسرحيات أخرى.

ومسرحية ونوس المشهورة «حفلة سمر من أجل 5 حزيران» تعتبر علامة فارقة في نتاجه المسرحي كتبها عام 1967 متأثراً بواقع النكسة وفتحت له آفاق الشهرة وكان همه فيها الوقوف على أبعاد الحدث الجلل. ثم رائعاته ومنها «الفيل يا ملك الزمان 1969 و«مغامرة رأس المملوك جابر 1970 و«سهرة مع أبي خليل القباني 1972»، وكذلك في مسرحياته «منمنمات تاريخية 1994 و«طقوس الإشارات والتحولات» 1993 و«ملحمة السراب» 1995.

كان ونوس ومسرحياته مادة للنقد فكتبت فيها المقالات والبحوث واختير عام 1996 لإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي في المعهد الدولي للمسرح التابع لليونيسكو حيث أطلق جملته الشهيرة «إننا محكومون بالأمل وما يحدث لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ». وولد ونوس في قرية حصين البحر في محافظة طرطوس وعمل في مجال الصحافة وكتب في عدد من الصحف والمجلات منها «المعرفة» و«الآداب»، و«السفير» وترأس تحرير مجلة «الحياة المسرحية» وعمل في المسرح القومي ودرس مادة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وتوفي في الخامس عشر من أيار لعام 1997 بعد صراعٍ مريرٍ مع سرطان الرئة.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى