بغداد: الوضع الأمني في العراق مستقرّ للغاية

ردّت الخارجية العراقية على الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الخارجية الأميركية من خلال سحب عدد من موظفيها العاملين في العراق.

وأكدت وزارة الخارجية العراقية، أمس، أن الوضع الأمني في العراق مستقر، مشيرة إلى أنها تنسق مع الأطراف كافة وتلتزم خطاب الحوار وإمكانية البناء على فرص التوازن.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد الصحاف: «وزارة الخارجية العراقية تنسق مع الأطراف كافة، وتلتزم خطاب الحوار وإمكانية البناء على فرص التوازن في ضوء حاجة المنطقة لذلك». وأضاف أحمد الصحاف، أن «الوضع الأمني في العراق مستقرّ للغاية».

وأفاد بأن العراق بلد يحترم شركاءه وأصدقاءه ويتبادل معهم المصالح المشتركة، ويؤكد على سيادته وحماية مصالحه في الوقت نفسه.

من جهته، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب عمار طعمة أن قرارات واشنطن بسحب موظفيها من العراق، وتحذير مواطنيها من السفر إلى العراق، إجراءات احترازية متسقة مع التصعيد الأميركي العسكري ضد إيران، مشدداً على أن الوضع الحالي مقلق.

وقال طعمة، «الوضع الحالي مقلق، وغير مطمئن، ولا نتمنى هذا التصعيد والتوتر المتزايد الذي تلجأ إليه الإدارة الأميركية»، متابعاً «هذه الإجراءات احترازية نتيجة للخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة للتصعيد مع إيران، من خلال تشديد العقوبات، ومضاعفتها، ونشر بارجات أميركية في الخليج، وزيادة أهبة الاستعدادات العسكرية الأميركية في المنطقة».

وفي سياق متصل، أفاد مسؤولان أمنيان عراقيان بأن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو نقل إلى بغداد مؤخراً تحذيراً بعد أن رصدت واشنطن نشر الفصائل العراقية صواريخ قرب قواعدها العسكرية.

وذكر المسؤولان في حديث لوكالة أجنبية، حسب تقرير نشرته أمس، أن بومبيو طالب حكومة بغداد بكبح جماح فصائل الحشد الشعبي التي تعزز نفوذها في البلاد وتشكل جزءاً من الأجهزة الأمنية للدولة، وهدد بأنه، إذا لم تتمكن الحكومة من تحقيق ذلك فإن الولايات المتحدة سترد بالقوة.

وقال المصدر العسكري العراقي رفيع المستوى والمطلع على تفاصيل زيارة بومبيو إلى بغداد: «رسالة الأميركيين كانت واضحة تماماً، ومفادها أنهم يريدون ضمانات أن يوقف العراق تلك الجماعات التي تهدد المصالح الأميركية. وقالوا إن الولايات المتحدة إذا واجهت أي اعتداء في الأراضي العراقية فإنها ستتخذ إجراءات للدفاع عن نفسها دون تنسيق مع بغداد».

وأوضح المصدر الأمني العراقي الثاني أن اتصالات تنصتت عليها واشنطن كشفت إعادة انتشار بعض الفصائل المذكورة في مواقع قريبة من القواعد الأميركية، ورأت الولايات المتحدة في ذلك استفزازاً.

وذكر المسؤول أن المفاوضات الأميركية العراقية تناولت انتشار قوات «الحشد الشعبي» العراقي عند الحدود مع سورية، قرب منطقة نفوذ قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة حذرت السلطات العراقية من أن أي خطر على قواتها من قبل تلك الفصائل ستتعامل معه القوات الأميركية مباشرة بالقوة.

كما تطرّقت الوكالة المذكورة في تقريرها إلى حملة الضغط الاقتصادي التي شنتها واشنطن ضد إيران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إجبار بغداد على التخلي عن علاقاتها الاقتصادية مع طهران.

وأكد مسؤولان في مجال الطاقة أن بومبيو، حثّ السلطات العراقية على إبرام اتفاقيات في مجالات الطاقة والنفط يجري بحثها الآن مع شركتي General Electric وExxon Mobil الأميركيتين، واعتبر الباحث في معهد «تشاتام هاوس « اللندني، ريناد منصور، أن واشنطن تخير السلطات العراقية بين التعاون معها أو مع طهران.

ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي تأكيده أنه تلقى تحذيرات من احتمال تصعيد خطير، قائلاً: «الأجواء لم تعد ودية.. والبيت الأبيض لا يبدو مهتماً بإمكانية أن يصبح العراق ضحية جانبية».

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد أعلن الثلاثاء للصحافيين أن الجانب العراقي لم يرصد أي تحركات قد تشكل خطراً على أي طرف، وطمأن الأميركيين بأن حكومة بغداد تتحمل المسؤولية عن حماية جميع الأطراف.

وسبق أن أكد بومبيو أنه طالب حكومة بغداد بوضع قوات «الحشد الشعبي» تحت قيادة السلطات المركزية، لكن الفصائل المنضوية تحت راية «الحشد» شدّدت على التزامها بأوامر الحكومة وعدم نيتها مهاجمة القوات الأميركية.

وقال المتحدث باسم جماعة «عصائب أهل الحق» المنتمية إلى «الحشد»، ليث الأثري، إن ادعاءات الأميركيين لا أساس لها، مقارناً بينها وبين مزاعم واشنطن الخاطئة حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق، والتي أصبحت ذريعة لغزو العراق عام 2003.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى