رئيسة إستونيا: مقاطعة روسيا وعدم التواصل معها أمر خاطئ

رفضت رئيسة إستونيا، كيرستي كالجوليد، انتقاد جيرانها لها على زيارتها روسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين، وهي أول مسؤول من دول البلطيق الثلاث يلتقي بوتين منذ ما يقارب عقداً من الزمن.

وقالت كالجوليد لصحيفة الغارديان البريطانية في مقابلة نشرت أمس: «التحدث إلى جميع الجيران أمر عادي، ولكن ليس من الطبيعي أن أشرح ذلك» للآخرين.

وزارت كالجوليد موسكو الشهر الماضي لافتتاح مقر جديد لسفارة إستونيا في العاصمة الروسية، وكانت زيارتها لقاءً طويلاً وغداء عمل مع بوتين في الكرملين.

يذكر أن العلاقات بين موسكو ودول البلطيق التي انضمت لحلف الناتو بعد خروجها من عباءة الاتحاد السوفياتي كانت محفوفة بالمخاطر منذ استعادت الدول الثلاث استقلالها في عام 1991.

لكن كالجوليد قالت إن «مقاطعة روسيا وعدم التواصل معها أمر غير مقبول». وأضافت: «لقد أجرينا نقاشاً مثمراً، حيث التزمت بمبادئي وتحدثنا عن جورجيا وأوكرانيا، ولكن أيضاً تحدثنا عن القضايا الثنائية… لدينا علاقات ثنائية، وليس كل التجارة تخضع للعقوبات، ولشعبينا علاقات وثيقة».

وقالت كالجوليد إنها «اقتربت من بوتين واقترحت عليه الاجتماع عندما تحدثا لفترة وجيزة في باريس في تشرين الثاني الماضي، وقد وافق بوتين».

وأثارت الزيارة موجة من الانتقادات من دولتي البلطيق الأخريين. وقال وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لينكفيتشيوس، إن إستونيا كان يجب أن تتشاور مع جارتيها لاتفيا وليتوانيا قبل سفر رئيستها إلى موسكو. وأضاف لوكالة أنباء محلية: «دائماً ما تكون هناك فاعلية أكثر عندما ننسق الأمور ونتصرف بطريقة أكثر اتحاداً… ستكون هناك دائمًا محاولات لتقسيمنا واختبار وحدة الدول الأوروبية أو دول البلطيق».

وأبدت لاتفيا أيضاً قلقها بشأن زيارة كالجوليد لموسكو. وقالت الرئيسة السابقة للاتفيا فيرا فيريبيراغا لصحيفة الغارديان: «لقد تمّت تجربة الحوار. الله يعلم، كم جربت المستشارة أنغيلا ميركل وحدها، لا أعرف عدد المرات التي بذلت فيها الرئيسة الألمانية جهوداً للتحدث مع بوتين». وتابعت: «يمكن أن يكون ساحراً ويمكنك إجراء حوار جميل معه إذا كان في مزاج طيّب، لكن هذا لا يؤدي إلى أي شيء».

واعتبرت كالجوليد في نهاية مقابلتها مع الصحيفة البريطانية أن «سياسة مقاطعة روسيا كانت في كثير من الأحيان عذراً مناسباً». وقالت: «من الصعب التحدث مع روسيا، لأن قيم البلدين مختلفة. ومع ذلك، فإن سياسة المقاطعة التي تتبعها دول البلطيق الأخرى خاطئة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى