ذكرى الاغتصاب

يكتبها الياس عشّي

واحد وسبعون عاماً وما زال الشارع الفلسطيني يتصدّر المشهد الثوروي في العالم العربي، فلا تقادم الزمن أصابه بالترهّل، ولا قضم الأراضي وهدم البيوت وإقامة الجدران فتّتوا عزيمته، ولا الغارات والاغتيالات والسجون أوقفت ابتكاراته في مواجهة العدو: فكان الحجر، والمدية، والدهس، والحرائق.

واحد وسبعون عاماً وما زال بعض الحكام العرب غائبين عن الوعي بعضهم اعترف بـ «إسرائيل»، وآخرون طبّعوا معها «وتطبّعوا» بساديّتها، وفريق ما زال تحت الطاولة يطبخ على نار حامية صفقة العصر، ساكتاً حيناً عن ضمّ الجولان لمملكة «الإله يهوه»، وساكتاً، حيناً آخر، عن تهويد القدس، واعتراف الولايات المتحدة بأنها عاصمة للكيان الصهيوني.

واحد وسبعون عاماً مرّوا على اغتصاب فلسطين، وما زال السوريون في كياناتهم المتعدّدة يرون في فلسطين القضية المركزية لتكتمل جغرافية الأمة، ولا تبقى شوهاء، وما المشهد المليوني الذي رأيناه أمس في الضفة والقطاع، سوى علامة فارقة أخرى تضاف إلى بطولات هذا الشعب العظيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى