«معبد نبو»… آبدة تكشف الترابط بين تدمر وبلاد ما بين النهرين

عدنان الخطيب

معبد نبو الأثري أحد الأوابد المهمة في مدينة تدمر غير المعروفة للكثيرين والذي أخذ شكلاً معمارياً مختلفاً عن بقية المعابد الموجودة في عروس الصحراء.

المعبد الذي كرّس لإله الحكمة والكتابة والمعرفة عند البابليين والذي انتشرت عبادته في بلاد الشام يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي ويقع وسط الحرم الأثري أما اكتشافه فتأخر حتى عام 1960 عندما نقبت عنه بعثة أثرية فرنسية.

وأوضح رئيس شعبة الأدلاء السياحيين في اتحاد غرف السياحة السورية الدكتور عماد عساف في تصريح صحافي له أن الدراسات التي قامت بها البعثة بمشاركة خبراء آثار سوريين أظهرت أن المعبد بنتاه أسرتان تدمريتان هما عائلة ايلابل وعائلة نبو شوري.

وبناء المعبد بحسب عساف معاصر لفترة بناء معبد بل لكنه يختلف في طريقة بنائه عن جميع المعابد التدمرية التي تأخذ شكلاً مربعاً بينما معبد نبو يأخذ شكلاً منحرفاً مميزاً كما تم اكتشاف كتابات منقوشة على الحجر تذكر أهميته في حياة سكان المدينة وطقوسهم الاجتماعية.

ويمتاز المعبد بطرازه الشرقي وخصائص معمارية وثقافية لا تزال موجودة في الموقع حيث أشار عساف إلى وجود ثلاثة مداخل باتجاه الشارع الطويل ومدخل رئيسي بالجهة الجنوبية المقابلة تحيط به أروقة وأعمدة ذات تيجان كورنثية عليها زخارف وعلى جانبيها ثلاث غرف متصلة مباشرة بالأروقة الداخلية تفضي إلى باحة يتوسطها هيكل المعبد الذي يوجد في صدره محراب لتمثال الإله نبو.

وبيّن عساف أن باحة المعبد غير مبلطة لكنها مغطاة بتربة قاسية فيها خزان ماء فتحته عبارة عن حلقة من الحجر كانت تلك المياه تستخدم لتطهير الداخلين للمعبد كما يشاهد ضمن هذا المعبد بناء من الحجر الكلسي الأبيض له أفاريز مزخرفة ونقش لسبعة آلهة.

وأكّد عساف أن المعبد يكشف عن الصلة الوثيقة التي كانت قائمة ما بين حضارتَي تدمر وبلاد ما بين النهرين وتظهر فيه آثار بقايا لأشكال من المنحوتات المختلفة يمثّل بعضها رجال القوافل مع رحائلهم التي كانت تحمل بضاعتهم المنوعة عبر طريق الحرير الدولي.

ويوجد داخل المعبد ما يسمى «قدس الأقداس»، وهو مكان مخصّص لدخول الكهنة حيث لفت عساف إلى أن رمزيّة الحج في المعبد تتمثل بارتداء لباس وطقوس معينة وحمل تمثال الإله نبو اثناء عملية طواف الحجيج في أروقة المعبد الخارجية.

ولفت عساف إلى أن الإله نبو هو الكاتب الأمين لسر الإله بل «رب الأرباب» في تدمر وتبين من خلال الاكتشافات الأثرية الكثيرة أن اسم نبو كان يكتب دائماً إلى جانب اسم الإله بل وخاصة على بطاقات الدعوة الفخارية للمآدب الدينية لكونه كان محبوباً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى