المؤتمرات العربية الثلاثة: لمقاطعة عربية شاملة لورشة البحرين التطبيعية كخطوة على طريق إسقاط صفقة القرن

وصف المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، ربط السلام بالازدهار، بأنه مغالطة كبرى»، لافتين إلى أن الأمّة، عانت وما تزال، أصعب الظروف منذ أن اختار بعض حكامها ما يسمّى بطريق التسوية السياسية مع العدو الصهيوني»، ودعوا إلى مقاطعة عربية شاملة لورشة البحرين التطبيعية كخطوة ملموسة على طريق إسقاط صفقة القرن.

جاء ذلك في بيان مشترك للأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي مصر ، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي خالد السفياني المغرب والأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح لبنان ، حول ورشة البحرين تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار»، وجاء فيه إنّ «الدعوة الأميركية إلى ورشة في البحرين بعنوان «السلام من أجل الازدهار» والتي اعتبرها مستشار الرئيس الأميركي وصهره كوشنر مدخلاً لتنفيذ «صفقة القرن»، هي واحدة من المحاولات الأميركية المتكرّرة التي تسعى إلى تكريس الوجود الصهيوني في فلسطين والوطن العربي، وتصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية.

وتكشف هذه الدعوة المشبوهة الفهم الغربي المعكوس لواحدة من آخر قضايا التحرر الوطني في العالم، أو تصويرها كقضية اقتصادية ومالية تنحصر بجمع المليارات من الدولارات يتمّ من خلالها رشوة الشعب الفلسطيني والدول المعنية بالصراع للتنازل عن حقوق وطنية وقومية ودينية لا تسقط بتقادم الزمن، ولا تملك دولة أو قيادة أو حتى جيل بأكمله حق التصرف بها.

إنّ المؤتمرات العربية الثلاث المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية التي تضمّ في صفوفها المئات من الشخصيات والقوى الفاعلة في الساحة العربية، والتي رفضت منذ اللحظة الأولى ما يسمّى بصفقة القرن وكلّ تداعياتها، بدءاً من تهويد القدس إلى تصفية حق العودة، إلى إعلان «الدولة اليهودية» إلى تكريس السيادة «الإسرائيلية» على الجولان السوري، تندّد اليوم بورشة البحرين التطبيعية وتدعو كلّ المعنيين في فلسطين والأمّة العربية إلى مقاطعتها والتمسك بالحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني وللأمّة العربية، كما تدعو القوى الشعبية العربية، خصوصاً في البحرين الأبيّة الشامخة، وفي فلسطين الثائرة الصامدة، إلى إسقاط هذا الاجتماع بكلّ مدلولاته، تماماً كما جرى إسقاط العديد من المشاريع والأحلاف المماثلة، لا سيّما مؤتمرات «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» التي انعقدت في تسعينات القرن الماضي، والتي لم يستمرّ انعقادها عشية المؤتمر الرابع الذي كان مقرّراً عقده في الدوحة قطر في عام 1996.

إنها مغالطة كبرى تلك التي تحاول الإدارة الأميركية، وكلّ المروّجين لصفقة القرن، ترويجها، وهي ربط السلام بالازدهار، فيما الحقائق الملموسة تثبت أن الأمّة، عانت وما تزال، أصعب الظروف منذ أن اختار بعض حكامها ما يسمّى بطريق التسوية السياسية مع العدو الصهيوني. فهل جلب «سلام» كامب ديفيد الازدهار لمصر وهي التي تعاني ما تعانيه اليوم من ضيق اقتصادي واجتماعي؟ وهل حقق «سلام» أوسلو جزءاً ولو يسيراً من طموحات الشعب الفلسطيني الذي قدّم وما يزال الشهيد تلو الشهيد على طريق تحقيق أهدافه المعروفة؟ وهل حقق «سلام» وادي عربة الازدهار للشعب الأردني الأبي أم أنّ هذا الشعب يعاني ما يعانيه من جراء الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

لقد آن الأوان لأنّ يدرك أبناء الأمّة، أينما كانت مواقعهم، رسمية أو شعبية، أنّ السلام لا يقوم على مشاريع تسعى لتصفية الحقوق الثابتة للشعوب، ولا يقوم السلام على مبادرات تتجاهل حقائق الصراع. لذلك تدعو المؤتمرات الثلاث إلى:

1 ـ مقاطعة عربية شاملة لورشة البحرين التطبيعية كخطوة ملموسة على طريق إسقاط صفقة القرن الهادفة ليس فقط إلى تصفية القضية الفلسطينية، بل إلى تسعير الصراعات والحروب الداخلية في العديد من أقطار الأمّة وزرع الفوضى والتخريب والتفتيت في كل مجتمعاتنا.

2 ـ دعوة القيادات الفلسطينية جمعاء إلى التلاقي على مواجهة هذه الورشة كجزء من مواجهتها لصفقة القرن، التي كان ولا يزال، الاجماع الفلسطيني على رفضها أحد أهم أسباب تعثرها حتى الآن رغم ما تم من خطوات خطيرة على الأرض. كما كان ولا يزال الانقسام الفلسطيني أحد أهم الثغرات التي تحاول النفاذ منها.

3 ـ دعوة القوى الحيّة في البحرين إلى استئناف نضالها المشهود له بفعاليته ضد التطبيع مع العدو، من خلال وقفة شعبية عارمة لمنع انعقاد هذه الورشة على غرار ما جرى من منع لوزير الاقتصاد الصهيوني إيلي كوهين من المشاركة في «مؤتمر ريادة الأعمال» في المنامة قبل أسابيع.

4 ـ دعوة أعضاء المؤتمرات الثلاث، وما يمثلون من أوزان سياسية، وشعبية وثقافية ونقابية وإعلامية، داخل مجتمعاتهم، إلى إجراء الاتصالات اللازمة مع كل القوى والفاعليات الوطنية والقومية والإسلامية في بلادهم لتنظيم تحركات شعبية ضاغطة في العواصم العربية لمنع مشاركة أيّ حكومة أو شخصية عربية في ورشة هدفها ابتزازهم سياسياً ومالياً لخدمة المشروع الصهيوني.

5 ـ التأكيد مجدّداً أنّ الطريق الأفضل والأسلم لمواجهة الاحتلال وكل المشاريع الهادفة لتكريسه هو طريق المقاومة بكل أشكالها، لاسيّما المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية التي تشكل مسيرات العودة وكسر الحصار على تخوم غزّة، والاعتصامات والاعتكافات في رحاب الأقصى المبارك في القدس، والمواجهات البطولية على امتداد مدن الضفة الغربية علامات مميّزة لها.

6 ـ دعوة الحكومات العربية والإسلامية إلى تغليب التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني على كل تعارض آخر، والسعي لقيام تضامن عربي إسلامي يشكّل سداً حقيقياً بوجه المشروع الصهيوني وكلّ المشاريع الاستعمارية الهادفة إلى تكريسه، والسعي المشترك لإغلاق كلّ ثغرة يحاول العدو استغلالها للنفاذ إلى بنانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف تدميرها وتمزيقها، خصوصاً من خلال افتعال أعداء للأمّة العربية غير العدو الصهيوني الاستعماري.

7 ـ ردم الهوة القائمة بين النظام الرسمي العربي وبين الواقع الشعبي العربي وإعادة صياغة العلاقات بين الحكّام والشعوب على أسس من المصالحات الوطنية والحوار الداخلي والمشاركة الشعبية وتفعيل المؤسّسات الديمقراطية القائمة على احترام الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان لأنّ الأعداء طالما تسللوا وما يزالون من هذه الهوة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى