تيم حسن وسيرين عبد النور الثنائي الرمضاني المتألّق… و«الهيبة» نحو الجزء الرابع

هنادي عيسى

استطاع النجم تيم حسن بشخصية «بل شيخ الجبل» أن يصبح مثالاً للكبار والصغار في العالم العربي على مدار ثلاث سنوات من خلال مسلسل «الهيبة» الذي أضحى ظاهرة في الدراما العربية. لم يكن صنّاع هذا العمل يدركون أن «جبل» وكل تفاصيل حياته وتصرفاته سيصبح قدوة يحتذون به. في العام المنصرم نادى الكثيرون بتوقف «الهيبة» لأن الجزء الثاني منه لم يحقّق انتشاراً كبيراً كالجزء الأول منه. إلا أن شركة الإنتاج «الصبّاح للإعلام» لصاحبها المنتج صادق صباح أصرّت على تقديم جزء ثالث من المسلسل لإيقانها أن خبايا «الهيبة» لا تزال تجذب الناس، فكان هذا العام «الهيبة ـ الحصاد» الذي انضمت إليه مجموعة من الممثلين وأبرزهم سيرين عبد النور التي تؤدي شخصية الإعلامية «نور رحمة».

مع بدء عرض الحلقة الأولى شاهدنا «جبل» ينقل ابن عمه «شاهين» الذي يؤدي دوره الممثل عبدو شاهين، إلى المستشفى بعد التأكد أنه لم يمت وهنا يبدأ الصراع ببقاء «جبل» في بيروت ليطمئن على حياة «شاهين» الميت في نظر كل أهله وأهل الهيبة. وشاء القدر أن يسكن «جبل» في المبنى الذي تتواجد فيه «نور». ليجتمعا بالصدفة واذ بين ليلة وضحاها تنشأ بينهما قصة حب سريعة، رغم أن «نور» لديها علاقة سريّة مع رجل أعمال نافذ هو «ثروت» الذي يقوم بدوره الممثل جوزيف بو نصّار الذي ساهم في شهرتها، لكن حبها لـ»جبل» دون ان تعرفه ساهم بالقضاء على تاريخها المهني لأنها فضّلت الحبّ على العبودية، وللأسف فنموذج الرجل صاحب النفوذ الذي يشتري كل الناس بأمواله موجود بكثافة ليس فقط في مجال الإعلام بل في كل المجالات. سيرين عبد النور التي غُيبت عن الدراما اللبنانية والعربية لأسباب لا داعي لذكرها عادت بقوة من خلال «الهيبة ـ الحصاد»، خصوصاً أنها تمكّنت من تجسيد دور المرأة الولهانة بكل حواسها، فتعابير وجهها وتحديداً عيناها كانتا كفيلة بايصال قوة حبها السريع لرجل لا تعرف عنه شيئاً لكن ملامحها الأنثوية وأداءها السلس أثرا ايجاباً على المشاهدين الذين يتابعون تفاصيل قصة حبها وتحدّيها لكل النافذين الذين يريدون تحطيمها. اذاً، «الهيبة ـ الحصاد» يعتبر عودة قوية لسيرين عبد النور حيث عاد اسمها لينافس على الساحة الفنية بشدة، لكن السؤال هل ستطلّ في الجزء الرابع من هذا العمل أم أنها ستختار عملاً مميزاً يكون بمثابة تكملة للنجاح الذي تحصده حالياً.

أما اذا تطرقنا إلى أداء تيم حسن فلا يمكننا ألا أن نشيد بممثل مالك أدواته بكل تفاصيلها فهو العاشق الولهان والقوي والمسيطر والناقم على طفولته التي حرم منها. هذا الممثل بحسب رأيي ينبغي أن يخرج من عباءة «الهيبة» لأن إمكانياته كبيرة جداً، لكن شركة الإنتاج تريد أن تستثمر نجاحها وهذا حقّها. أما إذا أردنا ان نحكي عن براعة الممثلين في هذا المسلسل فنبدأ بالقديرة منى واصف التي تضفي بأدائها بقوة على الأحداث، كما أن ختام اللحام بدور «أم شاهين» تقدم دورها بإتقان وحرفية شديدة وكذلك الامر مع رزينة لاذقاني وباقي المشاركين، لكن أداء كل من عبده شاهين واويس مخلالاتي مبالغاً فيه ويطلق عليه «over acting» إذ لا يعني للشخص أن يصرخ ويفتح عينيه ويذرف دمعتين كي يوصل مشاعره.

نهايةً، لا بدّ من الإشادة بإيقاع المخرج سامر البرقاوي الذي يقدّم لنا جزءاً ناجحاً حتماً سيؤدي إلى تقديم الجزء الرابع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى