هانت بصدد الترشح لرئاسة الحزب وتوقعات باستلام جونسون المنصب وماي تعلن استقالتها

أعلن وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، أنه «بصدد الترشح لمنصب رئيس حزب المحافظين، بعد استقالة تيريزا ماي، ومغادرة المنصب في السابع من حزيران المقبل».

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، استقالتها من منصبها، أمس، وترك مهام وظيفتها في حزب المحافظين، في السابع من حزيران المقبل.

فيما أكد حزب المحافظين البريطاني الحاكم، أمس، أنه «سيختار رئيس الوزراء الجديد، بحلول منتصف تموز المقبل، قبل عطلة البرلمان الصيفية ليخلف رئيسة وزراء البلاد، تيريزا ماي»، التي أعلنت اعتزامها الاستقالة صباح أمس.

وفي بيان مشترك صدر عن رئيس حزب المحافظين، براندون ليوس، ونائبي رئيس لجنة 1922 التنفيذية في الحزب شيريل جيلان وتشارلز ووكر، حدّد الحزب مسار عملية اختيار من سيخلف ماي في رئاسة الحزب، وبالتالي في رئاسة الحكومة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية على موقعها الإلكتروني.

وقالت ماي التي بدا عليها التأثر خلال مؤتمر صحافي، عقدته صباح أمس، إنها أبلغت الملكة إليزابيث الثانية باستقالتها، وبقائها في منصبها لحين تشكيل حكومة جديدة.

وأضافت: «أصبح من الواضح لي الآن، أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس وزراء جديد ليقود هذه الجهود، لذا أعلن اليوم أنني سأستقيل من رئاسة حزب المحافظين، يوم الجمعة السابع من حزيران».

وقالت ماي: «حاولت التوصل إلى اتفاق، بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي بريكست ، ولكنني فشلت». وأوضحت أنه «يمكن الوصول إلى توافق حول بريكست إذا أبدى كل الأطراف استعدادهم لتقديم تنازلات».

أما وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون فقال إن «الوقت حان لإنجاز بريكست».

وأضاف جونسون وهو أحد قادة حملة بريكست «إن بريطانيا يمكنها إقامة علاقة تجارة حرة رائعة مع أوروبا بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي، بل ويمكنها أيضاً أن تكون مدافعة عن حرية التجارة العالمية».

وقال جونسون، الذي كان يتحدث في اجتماع في سويسرا، إن بلاده لديها «رأس المال الأكثر تنوّعاً في العالم إلى جانب قطاع للتكنولوجيا وجامعات على مستوى عالمي. لكن يجب على بريطانيا أن تركز أيضاً على الخروج من الاتحاد الأوروبي مع موافقة النواب على عدم إلغاء المادة 50 التي أطلقت عملية بريكست».

وأضاف جونسون، الذي يريد أن يخلف تيريزا ماي في منصب رئيس الوزراء «مهمة رئيسنا المقبل يجب أن تكون إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل صحيح وإتمام عملية بريكست بنجاح».

من جهته، قال رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن إنه «لا يمكن لماي ولا لحزبها المفكك والمنقسم حكم البلاد»، مؤكداً أنه «يجب إجراء انتخابات عامة بعد إعلان استقالة ماي».

وأشارت استطلاعات الرأي في بريطانيا إلى أن «بوريس جونسون هو الأوفر حظاً لخلافة ماي».

ووفقاً لمكاتب المراهنات البريطانية، فإن جونسون هو الأكثر حظاً لرئاسة وزراء بلاده بمتوسط معامل فوز 6/4 مقابل كل 4 جنيهات إسترلينية توضع على جونسون في حال فوزه، يمكن الحصول على ستة جنيهات فقط ، أي أن فرصة فوزه تبلغ 40 .

ووضعت مكاتب المراهنات الوزير السابق لبريكسيت دومينيك راب أقرب المنافسين لجونسون، بمعامل فوز 9/2 فرصة فوزه 18 .

وحل في المرتبة الثالثة وزير البيئة مايكل جوف بمعامل فوز 12/1 احتمال فوزه بمنصب رئاسة الوزراء 7.7 ، يليه وزير الخارجية جيريمي هانت.

وحصل الرئيس السابق لمجلس العموم أندريا ليدز، ووزير الداخلية ساجد جاويد على معامل فوز 20/1 احتمال فوزهم بالمنصب ضئيل وبلغ 4.7 .

ردود فعل دولية أولية على الاستقالة

وفي أول ردود الفعل الدولية على الاستقالة، قال الاتحاد الأوروبي إن «استقالة ماي لن تغير شيئاً في محادثات بريكست».

فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها «تحترم قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالاستقالة من منصبها»، مضيفة أن «برلين ستواصل العمل عن كثب مع لندن من أجل خروج منسق لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي».

وقالت ميركل للصحافيين في ميونيخ «عملت دوماً على نحو جيد للغاية مع رئيسة وزراء بريطانيا».

وأضافت «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تحوّل رئيسي وبغض النظر عما يحدث الآن في بريطانيا ستفعل الحكومة الألمانية كل ما بوسعها لتحقيق شراكة جيدة وانفصال منسق وتعاون جيد».

من جهته، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه من «المبكر جداً التكهن بنتائج قرار ماي الاستقالة»، داعياً إلى «توضيح سريع لملف بريكست بعد إعلان الاستقالة».

وأشار إلى أنه «سيستمر تنفيذ مبادئ الاتحاد الأوروبي وخصوصاً أولوية الحفاظ على حسن سير عمل الاتحاد».

بدوره، قال رئيس الوزراء الهولندي على موقعه على تويتر إن «الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن بريكست لا يزال على الطاولة».

من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون السياسية أنطوان شاربنتييه أن «اليمين المتطرف هو المستفيد الأول من التطورات في بريطانيا».

شاربنتييه أشار إلى أن «رئيسة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبان ستستخدم الورقة البريطانية للضغط على الرئيس الفرنسي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى