اللبناني يتغنّى بالحرية والديمقراطية فهل تُتَرجَمان على أرض الواقع؟

خلود الوتّار قاسم

في الحقيقة «النظام الديمقراطي» الذي نعيش في ظله لا يشبه الأنظمة الديمقراطية لا من قريب ولا من بعيد… نحن نعيش في ظلّ فوضى قد تكون حيناً مُنَظّمة وأحياناً أخرى مُشَتتة… نحن نعيش في ظلّ عناوين وايديولوجيات نَعتبر انها تأخذنا إلى الحداثة ولكنها سيف مُسلط على المواطن والمواطنة وليست في خدمتنا…

نحن بحاجة إلى أن نفكر ببديل علمي وحقيقي يناسب مجتمعنا المُشتّت… كفانا نستعمل مقولة زياد بأننا «أرطة ناس مجموعين»!

نحن بحاجة إلى قرار جريء يخرجنا من هذا الضياع لأننا سنبقى كلنا على هذه الأرض نتشارك فيها، ولذا علينا أن نتعلّم كيف نخرج من هذا الظلام…

ربما قد يكون الحلّ هو التالي… فلقد قرأت هذا المقطع عن التنشئة السياسية في بلادنا وفي البلاد الحضارية، ورأيت من المفيد جداً أن أورده في هذه العجالة…

«لقد اهتمّ المفكّرون عبر الزمن بكيفية خلق المواطن السياسي الذي يساهم في الحياة السياسية، واهتمّوا في هذا السياق بعملية التعليم والتلقين للتراث السياسي من جيل إلى جيل، واعتبروا هذه الوظيفة من صميم وظائف الدولة. فعن طريق التعليم والتلقين للتراث السياسي يحصل انسجام وتجانس بين ثقافة المجتمع ومؤسساته القائمة، ويخلق المواطن الصالح المدرك لحقوقه وواجباته.

إنّ التنشئة السياسية هي حصيلة الإجابة عن التساؤلات التالية: كيف تتشكل الثقافة السياسية في المجتمع؟ كيف تتبلور ثقافة سياسية متميّزة لكلّ مجتمع؟ وكيف يتكوّن الإنسان السياسي او يتبلور سلوك سياسي معيّن للفرد داخل المجتمع؟

تتقاطع الأنظمة السياسية رغم اختلافها حول النظرة الإيجابية لأهمية التنشئة السياسية لأنّ كلّ نظام يسعى من خلال التنشئة السياسية إلى تأمين استمراريته وديمومته للحفاظ على استقرار النسق السياسي وإضفاء طابع المشروعية على نفوذه وسلطته.

في نظام الحزب الواحد يمنح النظام السياسي عملية التنشئة السياسية أهمّية خاصة جداً. ويعمد الحزب – النظام إلى التنشئة السياسية كإطار لتشكيل جيل جديد من أجل «خلق» المجتمع المنشود، فتغدو أيديولوجية الحزب هي الأساس والمحرك والإطار المرجعي الذي على ضوئه يتمّ ممارسة النشاط السياسي.

من هنا يعتبر نظام الحزب الواحد أنّ عملية التنشئة السياسية هي على درجة عالية من الأهمية والخطورة، وبالتالي لا يمكن تركها دون تنظيم وضبط وتوجيه ومراقبة، حتى لا تتسلل إلى المجتمع الأفكار المعادية للنظام السياسي. وعليه فإنّ نظام الحزب الواحد يتدخل مباشرة في عملية التعليم وتوجيه الإعلام للمصلحة الجامعة للوطن ومراقبته وتحديد أطر لتوجيه الشباب، فالتنشئة السياسية في إطار نظام الحزب الواحد هي جزء أو فرع من النسق الإجتماعي العام في الدولة، الأمر الذي يجعل كلّ أفراد المجتمع خاضعين لعملية تنشئة سياسية موجّهة ومحدّدة، مما يجعل هذه العملية وكأنها جزء متمّم وملازم لعملية التنشئة الاجتماعية…»

أعتقد أننا في حاجة لنظام حكم واحد لكي يُنشئ الأجيال على محبة الوطن الواحد الغير مُجزّأ ويكون الدستور وكأنه دين مقدس لا يخرق ولا يُمسّ! هذا رأيي… ولا مشكلة إذا كان البعض يختلف معي، فليعرض الكلّ آراءهم حتى نتنوّر ونتعلّم جميعاً…

رئيسة جمعية «لبنانيات نحو مراكز القرار»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى