مواقف تشيد بالثلاثية الذهبية وتتطلع إلى تحرير ما تبقى من أرض محتلة

فيما يحتفل لبنان اليوم ككلّ عام في 25 أيار بعيد المقاومة والتحرير، صدرت أمس عشية الذكرى مواقف أجمعت على أهمية المعادلة الثلاثية المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة وضرورة التمسك بأوراق القوة في ظلّ تنامي الأطماع مؤكدة أنّ المقاومة ما زالت على جهوزية كاملة تغلب التراب الوطني المحتلّ على ايّ مسألة أخرى، متطلعة الى تحرير ما تبقى من أرض محتلة.

وفي السياق، قال النائب جميل السيد عبر حسابه على «تويتر»: «25 أيار 2000 المقاومة انتصرت على الإحتلال. الإنتقام 14 شباط 2005 مؤامرة اغتيال الحريري لضرب المقاومة. تموز 2006 اجتياح لبنان للقضاء على المقاومة. 2011 – 2018 حرب على سورية لتطويق المقاومة. 2019 عقوبات أميركية لخنق المقاومة. النتيجة: أحوال الزمان عليها شتى وحالها واحد في كلّ حال».

وقال رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن: «في عيد المقاومة والتحرير تعاودنا ذكرى التضحيات الكبيرة التي قدّمتها المقاومة لإقتلاع الإحتلال الإسرائيلي من أرضنا، بعدما جثم على تراب الجنوب الغالي أكثر من ثلث قرن، لم تفلح خلاله القرارات الدولية في إخراجه طوعا وإلتزاما بالمواثيق».

وقال في بيان: الذكرى عبرة سنوية ما زالت تتردّد أصداؤها في الأرجاء العربية عن انتصار المقاومة على إسرائيل في تاريخ حافل بالحروب العربية الخاسرة». وتابع: أنّ ما من حق يستمات من أجله إلا واستجاب له القدر، مهما غلت تضحيات النفس والروح في سبيله، وهي لا تزال تذكّر الجيش الإسرائيلي بنكسة جنوده وسلاحه في مواجهتها والعجز عن تحقيق أيّ مكسب سياسي أو هدف من لبنان، وبأنها ستظلّ بمآثرها الوطنية مهمازاً له في أيّ مغامرة جديدة يمكن أن يتجرأ ويقدم عليها على رغم قناعتنا بأنه بات يخشى على البقية الباقية من أسطورة معروفة بأنه جيش لا يُقهر».

وقال حزب الاتحاد في بيان إنّ «25 أيار هو نتاج جهد، تغلبت فيه نزعة الحرية على نزعة الاستسلام والخنوع خلافاً لكلّ ما هو سائد، لفرض إرادات خارجية على الإرادة الوطنية والتي كان من نتائجها الاحتلال وهتك السيادة، فالمقاومون الأبطال هم من سطروا بدمائهم ملاحم البطولة وكسروا جبروت الاحتلال، وأصبح معهم العدو بكلّ ما يمتلكه من ترسانة عسكرية ودعم أميركي وغربي أوهن من بيت العنكبوت الذي مزقته قبضات المقاومين وحطمت أساطيره وحكاياته المزعومة في إعلان واضح بانّ الإرادة الوطنية الحرة هي أقوى من عدوانية الاحتلال». وتابع: «نحن نحتفل بعيد المقاومة والتحرير، نستذكر الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحت الاحتلال بدءاً من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر، بالإضافة الى ما اقتطع في عملية الترسيم من أراض لبنانية هي حق وطني خالص للسيادة اللبنانية، لن تمحوها قرارات ترامب ولا عدوانية الاحتلال، لأنّ المقاومة ما زالت على جهوزية كاملة تغلب التراب الوطني المحتلّ على ايّ مسألة أخرى». واكد الحزب «أنّ الظروف الراهنة، التي تشهد اتساع الإرهاب والعدوانية الصهيونية وتصاعد التآمر الأميركي – الصهيوني على استمراره في احتلال أراض لبنانية وادعائه بسيادته على المنطقة البحرية الخالصة للبنان، وقضايا المنطقة، لا سيما على القضية المركزية فلسطين من خلال ما يسمّى بصفقة القرن، باتت تستدعي وقفة عزّ من قبل كلّ قوى المقاومة في المنطقة، ويؤكد على انّ المقاومة كانت وما زالت وستبقى الخيار الاستراتيجي لمواجهة العدو الصهيوني الذي يمثل تهديداً مصيرياً للبنان والأمة، ويدعو اللبنانيين الى وعي الدروس والعبر لأهمية المقاومة والتخلي عن سياسات إضعافها او محاصرتها بالفتن والانقسامات بعدما عجز الاحتلال من غلبتها ميدانياً».

وقالت قيادة إقليم الجنوب في حركة «أمل من جهتها ان المقاومة نهجاً وسلوكاً وثقافة وسلاحاً لا تزال في هذه المرحلة وأكثر من ايّ وقت مضى تمثل حاجة وضرورة وطنية بالتكامل مع الجيش اللبناني والشعب من أجل الدفاع عن لبنان وصون سيادته وكبح جماح العدوانية الاسرائيلية».

ودعت الحركة جماهيرها الى المشاركة الواسعة في الاحتفال الذي سيقام بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، عند الخامسة عصر السبت في 25 الحالي، في بلدة انصار مقابل مدينة الشهيد القائد زهير شحادي الكشفية – معتقل انصار سابقاً.

واكدت قيادتا «رابطة الشغيلة» و»تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية»، خلال اجتماع مشترك برئاسة الأمين العام النائب والوزير السابق زاهر الخطيب، أنّ «الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير يجب أن يشكل محطة دائمة لاستخلاص الدروس والعبر التي أكدت إمكان تحطيم أسطورة الجيش الصهيوني وإلحاق الهزيمة به، عندما تتوافر مقاومة شعبية ومسلحة على رأسها قيادة ثورية شجاعة تملك مشروعاً استراتيجياً، وتتحلى بقدرة على إدارة الصراع، وخوض النضال والكفاح بلا هوادة في مواجهة عدو متغطرس لا يفهم سوى لغة القوة سبيلاً لإجباره على الرحيل عن الأرض التي احتلها». وشدّد المجتمعون على أنه «بفضل هذا النصر، واستمرار المقاومة في جهوزها الدائم وبفضل قوتها الردعية والمعادلة الثلاثية، الشعب والجيش والمقاومة: ينعم لبنان واللبنانيون بالأمن والاستقرار، وتتمّ حماية أراضي لبنان وثرواته النفطية والمائية وصونها من الأطماع والتهديدات الإسرائيلية».

وأكدت القيادتان انّ «الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير، هذا العام، يترافق مع نجاح محور المقاومة في المنطقة في تحقيق المزيد من الانتصارات والإنجازات في مواجهة الحلف الأميركي – الصهيوني وأدواته الإرهابية التكفيرية، في سورية، والعراق، واليمن، وقطاع غزة، فيما يتفاقم مأزق الإمبراطورية الأميركية الاستعمارية نتيجة عدم قدرتها على إجبار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الرضوخ لشروطها واضطرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سلوك طريق التهدئة مع إيران وعدم الاستجابة لدعاة الحرب في واشنطن. واكدت القيادتان «الاستمرار في التزام نهج المقاومة الشعبية والمسلحة سبيلا لتحرير الأرض من المحتلّ الصهيوني الاستيطاني العنصري، والتحرر من الهيمنة الاستعمارية الأميركية والغربية بكل أشكالها العسكرية والاقتصادية والسياسية».

ورأى رئيس ندوة العمل الوطني وجيه فانوس في بيان لمناسبة عيد التحرير، أنّ «الاحتفاء بعيد التحرير اليوم يشكل رسالة وطنية صادقة إلى أهلنا وأخوتنا في الأرض الفلسطينية المغتصبة والمنهوبة من قبل الإجرام الصهيوني، خاصة أنّ ذكرى الغصب الصهيوني للأرض الفلسطينية مرت منذ أيام قليلة، وفحوى هذه الرسالة أن لا مندوحة من التمثل بالوحدة الشعبية التي مارسها اللبنانيون، وما برحوا يمارسونها، في مقاومتهم للغصب الصهيوني للأراضي اللبنانية.

وأصدرت الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بيانا جاء فيه: «بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في لبنان والانتصار الساحق والمدوي على العدو الصهيوني الذي لم يذق طعم الهزيمة منذ قيام الكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين عام 1948. هذا الانتصار الذي سطرته المقاومة اللبنانية غير المسار، وجاء رداً على النكبة الفلسطينية عام 48 ونكسة حزيران 67، ووفاء لدماء شهداء مجازر كفرياسين وصبرا وشاتيلا وقانا». وأضاف البيان: «تسعة عشر عاماً على تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وانسحابه خائباً ذليلاً يجرّ خلفه الهزيمة وفلول المرتزقة العملاء الفارين من امام ضربات المقاومين الاحرار. لقد حققت المقاومة اللبنانية في الخامس والعشرين من أيار عام 2000 نصراً مدوياً أذهل العالم، واستعادت فيه ارضا محتلة من دون الرضوخ والقبول بمعاهدات الاستسلام واتفاقيات الإذعان وصفقات عصر الغدر والتفريط بالقضية الفلسطينية والتطبيع مع العدو الإسرائيلي والخضوع للشروط الصهيونية الأميركية التي تنتقص من السيادة الوطنية والكرامة القومية. بل للمرة الأولى انتصر الحق وزهق الباطل وقاومت العين المخرز وانكسر الجيش الذي لا يقهر بعد أن صرعته ارادة المقاومة الأبية وعشق الحرية وحب الحياة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى