أوقفوا مهزلة البيئة الشاميّة..!

بسام موسى

تعتبر مسلسلات البيئة الشامية السورية مغرية لشركات الإنتاج الخاصة لذا برزت كثيراً في آخر عشرين سنة ولاقت إقبالاً لدى المشاهدين والقنوات الفضائية العربية. هذه الأعمال الشامية توثّق حياة دمشق أيام الاحتلال العثمانيّ لسورية وبعدها بداية مرحلة الانتداب الفرنسي تقدم حياة أهل الشام بدءًا بالمسكن والملبس والمأكل والمشرب وانتهاءً بالعادات والتقاليد ونمط الحياة العامة، وعرفت هذه الأعمال في بداية عرضها على الشاشة نجاحًا كبيرًا وقدّمت لنا تراثًا قد انقرض أو كاد أن ينسى. يعدّ مسلسل أيام شامية أول عمل تحدّث عن البيئة الشامية وعرض للمرة الأولى عام 1992 بعدها كرت السبحة وصار هناك عشرات الاعمال تتحدث عن هذه البيئة، فكان مسلسل «الخوالي» ومسلسل «ليالي الصالحية» مسلسل «أهل الراية» ومسلسل «باب الحارة» الذي حقق جماهيرية واسعة في العالم العربي دفعت صحيفة «الواشنطن بوست «الأميركية اعتباره أحد الأعمال التلفزيونية العشرة الأكثر متابعة حول العالم رغم ذلك، فإنّ هذه النوعية من الدراما لاقت انتقادات واسعة لا سيّما من ناحية رفضها الحداثة وحقوق المرأة وغياب الأطر الزمنيّة والتاريخيّة عن أحداثها، وذهب عدد من النقّاد لاعتبارها لا تنقل واقع دمشق أقدم عاصمة في التاريخ بل أصبحت هذه الموضة قديمة وعفا عليها الزمان وصار عند المشاهدين ملل منها، لأنها تحكي المضمون نفسه وعن الزعيم ومشاكل الحارات والطعام والشراب وثرثرة النساء والحبّ والغرام واضطهاد المرأه وعدم منحها حقوقها بالتعلم والتحرّر من القيود والعقلية المتحجّرة لبعض الرجال.

من أبرز الفنانين الذين برعوا في الأدوار الشامية: ناجي جبر الذي عرف بدور القبضاي والزكرتي الذي لا يخاف أحداً، عدنان بركات وخالد تاجا وسليم كلاس وحسن دكاك ومحمد العقاد والكبير رفيق السبيعي أبو صياح، وعباس النوري وسامر المصري. ومن الممثلات اللواتي عرفن بأدوار الشرّ والمشاكل وفاء موصللي وامارت رزق. أما أبرز النجمات التى بصمت في تاريخ المسلسلات الشامية فكل من سحر فوزي وصباح الجزائري وهدى شعراوي، صباح بركات وغيرهن الكثيرات من الجيل الجديد. أما من أبراز مسلسلات البيئة الشامية فهي «أيام شامية» و«بيت جدي» و«الدبور»، و«طوق البنات» و«عطر الشام» و«باب الحارة» و«زمن البرغوت» و«شوارع الشام العتيقة» و«طالع الفضة» و«وردة شامية».

أخيراً، نطلب من الشركات الخاصة والتابعة للقطاع العام الرجاء التوقف عن تقديم أعمال البيئة الشاميّة لأن الناس قد كرهتها ويا ريت تقديم دراما اجتماعية فيها قصص من الواقع والحياة اليوميّة عن هموم الناس والشباب والمستقبل. كفى! أوقفوا مهازل دراما الطبخ والشوارب والقبضاي، فقد ولّى زمانها وسوف تنقرض قريباً.

قدّموا للمشاهد أعمال الكوميديا والابتسامة في الدنيا أجمل من نقطة الدم والعنف. الرجاء، ارحمونا كرهنا الأعمال الشاميّة جرّبوا غيرها من المسلسلات. ونسأل اذا قدم شهر رمضان ولم يحضر الناس عملاً شامياً، هذا ليس كارثة، بل قد يكون افضل لهم. نأمل من أصحاب القرار في وزارة الإعلام السورية أن لا تمنح ترخيصاً لشركات الإنتاج التى تريد تقديم أعمال شامية في الموسم الرمضاني المقبل.

كاتب سوري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى