موسكو: لا صفقات مع واشنطن حول سورية ونحترم سيادتها.. وسيناتور أميركي يرى نهاية للحرب فور انسحاب قوات بلاده

أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، عدم وجود أي صفقة مع واشنطن وتل أبيب حول سورية، لأن ذلك هو متاجرة.

وقال فيرشينين: «لا يدور الحديث عن أي صفقة. إنها متاجرة»، مضيفا «إننا نعمل من أجل تحقيق الاستقرار والتسوية في سورية، كما هو الحال في هذه المنطقة بأكملها، على أساس احترامنا لسيادة جميع بلدان المنطقة واستقلالها السياسي ووحدة أراضيها. ليس لدينا أي أساس آخر. لذلك ، نحن لا نقبل أي صفقات».

وكان المبعوث الأميركي الخاص للشؤون السورية، جيمس جيفري، أعلن الثلاثاء، أن التقارير الإعلامية التي تداولتها وسائل الإعلام السعودية حول اعتراف الولايات المتحدة بالرئيس السوري بشار الأسد، مقابل ضغوط روسية على إيران غير صحيحة.

وقال جيفري في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: «سيعقد اجتماع حول الشرق الأوسط، ونعمل على التفاصيل». وأضاف: «بطبيعة الحال، حتى الآن، لا يوجد مثل اتفاق كهذا، لا أثق بما تم التداول به».

وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية قد أفادت، نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية أن الولايات المتحدة تنوي، تقديم اقتراح لروسيا بالاعتراف بشرعية الرئيس السوري، بشار الأسد، ورفع العقوبات عن السلطات السورية، إذا وافقت موسكو على كبح النفوذ الإيراني في هذه الدولة.

هذا وفي وقت سابق، أعلن المكتب الصحافي للبيت الأبيض، أن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون يخطط للقاء نظيريه الروسي، نيكولاي باتروشيف في حزيران/ يونيو في القدس لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي على نطاق شامل.

من جهة أخرى، اعتبر السيناتور الأميركي عن ولاية فرجينيا ريتشارد بلاك، أن الحرب في سورية ستنتهي بسرعة كبيرة إذا سحبت الولايات المتحدة قواتها من هناك.

وقال بلاك لوكالة «نوفوستي» الروسية: «إذا غادرنا، أعتقد أن الحرب ستنتهي بسرعة كبيرة، وستتم إعادة توحيد سورية واستقرارها، وسيكون بمقدور الناس هناك الانتعاش حقاً».

وأضاف أنه كان من الممكن أن تنتهي الحرب في سورية باكراً لو لم تتدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها فيها، ولم يبنوا قواعد لهم في شمال شرقي سورية وفي التنف جنوبيها.

كما انتقد بلاك المفاوضات المقترحة لمراجعة الدستور السوري، مؤكدا أن دستور سورية الحالي يضمن حرية الدين وحقوق المرأة وسيادة القانون.

وأشاد بدور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المفاوضات، واصفاً إياه بـ»الرجل الراقي».

وبحجة تنفيذ الولايات المتحدة وحلفائها عملية ضد «داعش» في سورية والعراق، نشرت في سورية منذ عام 2014 قوة من آلاف الجنود دون موافقة دمشق.

وفي ديسمبر الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته سحب قوات بلاده من سورية، وقدر عددها الإجمالي بنحو ألفي شخص، لكن البنتاغون أعلن في وقت لاحق أن حوالي 400 عسكري أميركي سيبقون في سورية، حيث استخدمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى النزاع في سورية لنشر قواتها هناك دون أي مسوّغ قانوني أو شرعي لذلك.

ميدانياً، شنّ الجيش السوري صباح أمس هجوماً مضاداً على مواقع مسلحي «جبهة النصرة» في قرى، كانوا قد تقدموا إليها ليل أول أمس في ريف حماة الشمالي، واسترجعها بعد تصفية العشرات منهم.

وذكرت وكالة «سانا» أن وحدات الجيش قضت في حماة على مجموعات إرهابيّة هاجمت النقاط العسكرية على محور تل الجبين وتل ملح بالريف الشمالي الغربي بالتوازي مع ضربات مركزة على إمداداتها القادمة من ريف إدلب الجنوبي.

وقال مصدر في حماة: إنه مع استمرار الاشتباكات العنيفة التي تخوضها وحدات الجيش السوري مع مقاتلي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على محور بلدة الجبين شمال حماة، عملت المجموعات المسلحة على فتح جبهة جديدة من خلال مهاجمة مواقع الجيش على محور الحماميات – كرناز بريف حماة الشمالي الغربي.

ومع إفشال محاولة الهجوم للمسلحين تم استعادة السيطرة على كامل النقاط، بعد إلقاء القبض على عدد من إرهابيي «النصرة» في محوري كرناز وتل الملح، من خلال كمين محكم نفذه جنود في الجيش السوري.

وقالت الوكالة إن وحدات الجيش اشتبكت مع إرهابيين تسللوا الليلة قبل الماضية إلى محيط قريتي كفرهود وتل ملح بريف محردة الشمالي الغربي.

وأكدت أنه بنتيجة الاشتباكات استعادت وحدات الجيش عدداً من النقاط بعد إيقاع العديد من القتلى بين صفوف الإرهابيين وتدمير آلياتهم وبدأت بملاحقة فلولهم في المنطقة.

ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الجيش بدأ عملية التقدم البري باتجاه بلدة كفرهود وتل الملح بريف حماة الشمالي، وتمكّن من استعادة السيطرة عليهما بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة التي كبّدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

كما ذكر المصدر أن العمل جار على تطهير المزارع الفاصلة بين تل ملح وقرية الجبين، وبذلك يكون الجيش قد حرر جميع المواقع التي أخلاها أمس.

وقال مصدر: أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك نفذ سلسلة من الغارات الجوية، مستهدفاً مواقع الإرهابيين في اللطامنة وكفرزيتا والزكاة والأربعين، ومحيط مورك وخان شيخون وبلدة الصياد بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، قاطعاً خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية المسلحة من ريف إدلب باتجاه ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.

الى ذلك، دمّر الجيش السوري بضربات مركزة رتل آليات لتنظيم «النصرة» الإرهابي كان متجهاً من خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي إلى بلدة حصرايا في ريف حماة الشمالي.

أفادت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش السوري ردّت على الخروق والاعتداءات التي يقوم بها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي لاتفاق منطقة خفض التصعيد في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

وقالت الوكالة إن وحدات من الجيش السوري دمرت الأربعاء « 7 آليات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة بينها 3 مصفحات برمايات مكثفة على تحرك آليات لهم كانت متجهة من بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي باتجاه بلدة حصرايا بريف حماة الشمالي».

واستهدف الجيش السوري الخميس بضربات صاروخية مكثفة مقار قيادة لتنظيم «جبهة النصرة» في بلدة معرتحرمة مما أوقع خسائر كبيرة في التنظيم الذي يضم المئات من الأجانب.

وذكر موقع «الوطن أون لاين» الخميس، أن سلاح الجو «دمر 10 سيارات بيك آب بمن فيها من إرهابيين كانوا يرفعون شعارات ميليشيات جيش العزة في محبط كفر زيتا في ريف حماة الشمالي».

واعتدت المجموعات المسلحة المنتشرة في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي بالقذائف الصاروخية على منازل المواطنين وممتلكاتهم في مدينة محردة وبلدتي جبين وتل ملح بالريف الشمالي.

فيما ردّت وحدات الجيش السوري على مصادر الاعتداءات وقصف برمايات مدفعية وصليات صاروخية دمّرت خلالها عدداً من منصات الإطلاق وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى