في ذكرى رحيل العظيم حافظ الأسد

ـ بمعايير المقارنة العلمية سيظهر ببساطة أنّ القرن العشرين شهد ولادة دولة عربية وحيدة نجحت ببناء سياسة كاملة الاستقلال، واقتصاداً مبنياً على المصلحة الوطنية الخالصة نجح بتوفير الأمن الغذائي والخدمات الرئيسية بأسعار رمزية ودون الوقوع تحت أعباء الديون، ودولة تعدّد ديني تحفظ حرية المعتقد وتحكم بقانون مدني يساوي المواطنين، وجيشاً قادراً على حماية الأرض ومواجهة المخاطر، وسيظهر أنّ هذه الدولة هي سورية، وأنّ المشاريع الأخرى لبناء الدولة الوطنية في أي بلد عربي آخر قد أصيبت بانتكاسات أطاحت بالمكتسبات التي تحققت في مرحلة البناء على مستوى الاستقلال الوطني والعزة القومية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ـ سيظهر أيضاً أنّ المشروع القومي الذي تعدّدت نماذجه وأشكاله وعقائده والذي امتلك قادة وقواعد ارتكاز عديدة، لم يصمد إلا في سورية، فبقيت له حاضنة شعبية وحكومية وعسكرية وبقي ظهيراً داعماً لمشروع المقاومة بوجه المشروع الصهيوني كترجمة وحيدة لمفهوم الأمن القومي.

ـ سيظهر أنّ مؤسّس هذا المشروع التاريخي ومصمّم ومهندس تفاصيله وعناصر مناعته وصموده وصانع خصوصيته السورية والمشرقية والعربية والعالمية سياسياً وعقائدياً وعسكرياً هو القائد العظيم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وأنّ حفظ ذكراه بعض وفاء واجب على كلّ مؤمن بخيار المقاومة وبدولة تحفظ الكرامة وتنتصر على التفتيت والإرهاب وتصدّ العدوان وتبشر بزوال حدود سايكس بيكو وسقوط وعد بلفور.

ـ في العاشر من حزيران عام 2000 بعد أيام على تحرير جنوب لبنان غادرنا الرئيس حافظ الأسد، وقال فيه سيد المقاومة السيد حسن نصرالله، لولا سورية حافظ الأسد ما كان هذا التحرير، ومن بعده واصل وطوّر وقاتل الرئيس بشار الأسد فكان النصر في تموز 2006 وأعاد السيد نصرالله القول لولا سورية حافظ الأسد وسورية بشار الأسد لما كان هذا النصر، واليوم تنتصر سورية وتتفوق وتصنع معجزة القرن، فالتحية للرئيس حافظ الأسد باني سورية القوية والقادرة والمستقلة، والتحية للرئيس بشار الأسد صانع انتصار سورية التاريخي…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى