من يبرّر الإرهاب إرهابي…

عمر عبد القادر غندور

ليس هيّناً على مدينة طرابلس وجوارها ان توصم بالإرهاب بعد ان كثرت الجرائم الإرهابية فيها، وبعد ذهاب العديد من شبانها ومن عكار للمشاركة في القتال في سورية، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. وقد تبيّن لهم وللجميع في ما بعد أنّ الحرب على سورية كانت مؤامرة عالمية أممية في إطار تدمير البلاد العربية، وخصوصاً حول فلسطين المحتلة، كما في العراق والأردن وليبيا ومصر واليمن والسودان، «كُرمى لعيون إسرائيل».

وقد تعرّض لبنان لعمليات إرهابية وحشية قذرة حصدت المئات من الأبرياء قبل أن يقضي عليها الجيش اللبناني والمقاومة، كلّ ذلك حصل تحت عناوين «إسلامية» جرى تظهيرها بمسمّيات داعش وأخواتها وجمعيات على شاكلتها اتخذت من الإسلام رداء وما هي من الإسلام في شيء، لا بل انّ الإسلام نال منها ما لم ينَله من أذى اليهود التلموديين الصهاينة منذ فجر الإسلام.

وقد حمل مفتي طرابلس مالك الشعار خلال استقباله وزير الدفاع اللبناني يوم السبت الماضي على من يتهمون طرابلس بحضانة الإرهاب وهي المدينة التي عُرفت بمدينة التعايش، وبالفعل طرابلس هي كذلك على مرّ التاريخ، وكيف لا تكون وهي جارة الأرز.

ولذلك ينبغي التوسع في التحقيق في جريمة الإرهابي عبد الرحمن مبسوط الذي قتل أربعة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي صبيحة عيد الفطر السعيد وهم في عمر الورود، لا سيما أنّ الأخبار الأولى للعملية ذكرت انّ عدداً من المسلحين شاركوا في هذه المجزرة، ثم جرى التعتيم عليهم ليبقى الفعل محصوراً بالإرهابي عبد الرحمن مبسوط، وهو مسار التحقيق الحالي.

والمعيب ان يتعاطف بعض السياسيين المعروفين بتعاظم أحقادهم مع الإرهابيين ويسعود لإيجاد مبرّرات لإرهابهم كالفقر والمرض النفسي وغياب فرص العمل، والإيحاء بأنّ ملاحقتهم تتمّ على خلفية ممذهبة الإجرام في قالب إسلامي تعاطفي، وما كان الإسلام يوما إلا رحمة للعالمين، وما زالت كلمة الامام علي عليه السلام لعامله على مصر مالك الاشتر مدوية في طول التاريخ وعرضه، يحثه على محبة الناس قائلاً: «الإنسان إما أ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».

ولو حصل مثل هذا التعاطف المريب مع إرهابي قاتل للنفس التي حرّم الله قتلها في بلد غير لبنان لجرى اعتقال هذا «المتعاطف» الذي يحمل في عقله وداخله إرهاباً يبرّر مثل هذا التعاطف!

وهذا عيب…

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى