الإفراج عن نزار زكا

ـ الأكيد أنّ الإفراج الإيراني عن اللبناني الأميركي نزار زكا جاء تلبية لمساع حثيثة مستمرّة قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل على مدى سنتين، وكان ظاهرها في التواصل مع السلطات الإيرانية وبرمجتها وتحضيراتها مع قيادة حزب الله والتنسيق لخطواتها مع اللواء عباس إبراهيم.

ـ الأكيد أيضاً أنّ مكانة السيد حسن نصرالله وتمنياته على القيادة الإيرانية بتلبية رغبة الرئيس ميشال عون والوزير باسيل كانت في أساس التجاوب الإيراني بمثل ما كانت متابعات اللواء إبراهيم سبب بقاء القضية فوق الطاولة.

ـ هذا يعني صدق ما قاله اللواء إبراهيم عن عدم وجود صفقة أو عملية تبادل ما وراء الإفراج عن زكا من إيران.

ـ يبقى أنّ تظهير التجاوب الإيراني بتوقيت محدّد ليتحوّل إلى قرار ليس لبنانياً إيرانياً صرفاً، فالأمر مطروح منذ مدة والإيجابية والوعود بتظهيره كذلك ودائماً كان الأمر ينتظر توقيتاً مناسباً.

ـ التوقيت المناسب هنا لا يمكن النظر إليه منفصلاً عن كلام قاله وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو من سويسرا التي تتولى الوساطة بين واشنطن وطهران عن مساع لإطلاق سراح أميركيين تحتجزهم طهران، كما لا ينفصل عن حسابات إيرانية في تأكيد إنفتاحها على حلول جزئية لمشاكل عالقة تخفف مناخات التوتر والتصعيد وتمهّد لتخفيض مستوى الإشتباك إذا توافرت نوايا متبادلة لدى الأطراف المعنيين ببدء النزول عن الشجرة.

ـ التعليق الرسمي الأميركي على إطلاق زكا والأمل بإفراج إيران عن أميركيين آخرين يذكّر بكلام لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف عن الاستعداد لحلّ قضايا السجناء الأميركيين في إيران والإيرانيين في أميركا.

ـ دائما كانت الطرق المسدودة للتصعيد تجد مخرجاً بدبلوماسية يكون عنوانها مرة ما عُرف بدبلوماسية الجنازات، ومرة بدبلوماسية مباريات كرة القدم، حيث يبدو اللقاء مصادفة بين قادة خصوم وتفرض اللياقات التي تجمعهم أن يتبادلوا الأحاديث وربما نكون أمام دبلوماسية المساجين اليوم دون أن تكون هناك صفقات وعمليات تبادل بل إعلانات نوايا متبادلة بالتهدئة والتمهيد لحلول سياسية جزئية او أوسع مدى وهذه هي مهمة الوسطاء…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى