فشل الحرب الكونية الإرهابية على سورية… يتبعه فشل الحرب الاقتصادية

جودي يعقوب

ما من شك، أنّ سورية قطعت الشوط الأكبر على طريق الانتصار في وجه الحرب الكونية الإرهابية التي فرضت عليها، غير أنّ الولايات المتحدة الأميركية التي خططت لهذه الحرب واستخدمت دولاً ومنظمات إرهابية للقيام بها، تحاول تعويض فشلها في إسقاط الدولة السورية، بالعقوبات والحصار من خلال إجراءات أحادية وقوانين أممية ظالمة بغية تجويف النصر السوري من مضمونه السياسي.

سورية التي صمدت في وجه الحرب الكونية وانتصرت، تواجه اليوم حرباً اقتصادية، وتسعى واشنطن من وراء هذه الحرب إلى إنهاك سورية بمزيد من العقوبات والحصار، وهذا إرهاب يوازي بخطره الحرب العسكرية وما اقترفته وتقترفه المجموعات الإرهابية من جرائم وحشية بحق السوريين ومن تدمير ممنهج للبنى السورية.

المشهد العام لم يختلف، فكلّ الدول التي انخرطت في الحرب الكونية على سورية، دول غربية ـ أوروبية وتركيا وبعض الدول العربية، كلّ هذه الدول تتلاقى وتتوافق على محاصرة سورية بالحرب الاقتصادية، ذلك لأنّ انتصار سورية على كلّ المستويات يقضّ مضاجع دول العدوان ويهدّد أنظمتها، وفي المقدّمة النظام التركي الأردوغاني والممالك والإمارات العربية التي موّلت الحرب الإرهابية على سورية.

ولكن، في ظلّ فشل سياسة الحرب العسكرية على سورية، هل ستحقق سياسة الحصار والعقوبات أهداف واشنطن وحلفائها؟ بالتأكيد لا. فنهج العقوبات الأميركية لا يستخدم ضدّ سورية وحدها، فهناك الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وكوبا والعديد من الدول تتعرّض للعقوبات، وبإمكان هذه الدول مجتمعة أن ترسم معادلات اقتصادية جديدة، من شأنها أن تجعل من العقوبات الأميركية بلا أيّ تأثير. ولعلّ اللقاء الأخير بين الرئيسين الروسي والصيني وما صدر بعده من مواقف وتصريحات تشي بأنّ العالم مقبل على معادلة اقتصادية جديدة تخرجه من الهيمنة الاقتصادية الأميركية.

وعليه، فإنّ ما خططت له الولايات المتحدة الأميركية والمحور الذي تقوده، وما يتمّ التخطيط له من خلال العقوبات الاقتصادية، كلّ ذلك، لم ولن ينجح في النيل من دور سورية ومواقفها. فسورية موقعاً ودوراً ستظلّ على ثوابتها، ترفض الخضوع للسياسات الأميركية ـ الصهيونية. وهي عازمة على تحرير كلّ المناطق السورية التي لا تزال بيد الإرهاب ورعاته، وتحرير إدلب سيشكل خاتمة انكسار المشروع الإرهابي المعادي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى