أطفال «سورية للمسرح الراقص» ينثرون «حبق» سورية عطراً في المركز الثقافي بالمزة

دمشق ـ آمنة ملحم

بعرض مسرحي راقص حمل رائحة الحبق السوري لينثرها محبة وفنّاً وإبداعاً على مسرح المركز الثقافي العربي في المزة، ويوزّعها بأيدي أطفال سورية المفعمين بالموهبة والإحساس وحب الحياة، رغماً عن عثرات الحرب افتتحت فرقة سورية للمسرح الراقص بقيادة نورس برو عروضها لهذا العام مع جيل الأطفال عبر عرض «حبق».

خمس رقصات حملت الفكرة والرسالة على خطّ واحد مع التعبير الجسدي برقص الباليه الكلاسيكيّ والرقص المعاصر الخطّ الذي تعتمده وتتفرّد به الفرقة عن باقي الفرق الراقصة في البلد، فكانت رقصات مفعمة بالموهبة والتمسّك بالأرض وعشق الوطن الأم والبقاء فيه، معرّجة على الشهيد الذي لا ينسى والنزوح الذي طال كثراً في الحرب.

وفي حديث لـ»البناء» أشار مخرج العرض نورس برّو إلى أن عرض «حبق» هو العرض الرابع لجيل الأطفال في الفرقة والذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 15 عاماً، وبعد هذا العمر ينضمون لجيل الكبار، منوهاً بأن عروض الأطفال تستوحى من عروض الكبار وهدفها الأساسي كسر حاجز الوقوف على المسرح لدى الطفل ليصبح لاحقاً أكثر احترافية وتمكّناً، ليكون المستقبل الذي ستستمر معه حضارات سورية.

وأوضح برّو أن الأطفال يخضعون أسبوعياً لثلاث جلسات تدريبية وقبل العروض تصبح يومية، وتتضمن درس تكنيك مسرحي ودرس باليه كلاسيكي ليصلوا منه للرقص المعاصر، وتسعى الفرقة من خلال تمسكها بهذا الخط بعيداً عما تقدمه الفرق السورية الأخرى من فلكلور لإثبات مواكبة سورية لكل ما يجري في العالم رغم أن الحرب أثرت على التبادل الثقافي والسفر للعروض خارجاً إلا أنها لا زالت تحافظ على الشقّ الأكاديمي من خلال المتابعة والاعتماد على الخبرات.

ولفت برو إلى أن الفرقة تضم حوالي 40 شخصاً بين جيلي الكبار والصغار بدمشق، وهناك تواصل دائم ومطالبات ليكون لها حضور بالمحافظات، وهو مشروع مؤجل حالياً وربما يتحقق اذا استطاع المحافظة على عدم إدخال الشقّ التجاري للشقّ الفنّي.

وحول النشاطات المقبلة للفرقة أشار برو إلى التحضير لعرض للأطفال على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، وآخر ضمن فعاليات مسرح الطفل في معرض دمشق الدولي القادم بعنوان «وردة سورية».

وفي مسرح الكبار تستعد الفرقة لعرض «أفروديت» على مسرح الحمراء، والذي سيتوزع ما بين التمثيل والرقص، إضافة إلى المزج بين السينما والمسرح الراقص عبر تقنية «الفيديو غرافيك»، وكذلك لعرض «سيف العز» في معرض دمشق الدولي، والذي يُعرّج على ثقافات سورية المنوّعة مع لمسة طفيفة من المعاصر.

بدورها مديرة النشاط الثقافي في المركز وفاء شباط أكدت حرص المركز على استضافة الفعاليات المتميّزة، وأن عرض «حبق» جاء حاملاً اسم النبتة التي لا يخلو بيت سوري منها، فنشر أطفاله رائحتها الفواحة بمواهبهم المتميّزة في أرجاء المركز، متمنية لأطفال سورية العيش بسلام وأمان فهم جيل المستقبل الواعد، منوّهة بأن المركز سيقدّم عروضاً لاحقة لجيل الأطفال من فرقة سورية للمسرح الراقص ولن يكون هذا العرض الأخير.

شارك في العرض كل من الأطفال: ناي سلطان، جودي عبد الحي، سام سلطان، زينة الشوا، مايا الحسين، نايا جناد، نايا عباس، سيرلا مبارك.

وأعرب الأطفال المشاركون لـ»البناء» عن سعادتهم بالعرض الذي استطاعوا من خلال تقديم مواهبهم ورسالتهم للجمهور، وأكدوا أنهم اقوى من الأزمة التي تمر بها البلاد ويتحدون كل الصعاب بالفن والأمل.

وتوجّه الأطفال وأهاليهم بالشكر للمخرج نورس برّو لتفانيه في العمل معهم وتطويق أطفال الفرقة بالمحبة وغرس الثقة وحبّ الفنّ في نفوسهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى