إيران: إرهاب أميركا الاقتصادي سبب زعزعة أمن المنطقة ونحن مسؤولون عن أمن مضيق هرمز.. وترامب يدعوها للتفاوض!

رفضت إيران الاتهامات الأميركية باستهداف ناقلتي النفط في بحر عمان أول أمس، ودانت ذلك بأشد العبارات، مؤكدة أن هذه الاتهامات «مثيرة للقلق ولا أساس لها من الصحة».

كما أعلنت إيران، مسؤوليتها عن أمن مضيق هرمز.

في هذا الصّدد، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن «المزاعم الأميركية ضد بلاده بشأن الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان تأتي في إطار ما وصفه بدبلوماسيّة التخريب التي يتبنّاها فريق بي »، مشيراً إلى أنه «حذّر من هذا السيناريو تحديداً منذ أشهر».

واعتبر ظريف أن «الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه واشنطن ضد إيران وراء زعزعة أمن المنطقة».

وأشار ظريف إلى أن «التصرفات الأميركية أحادية الجانب، بما فيها الإرهاب الاقتصادي ضد إيران، هي المسؤولة الوحيدة عن تجدد التوتر وزعزعة استقرار منطقتنا».

تجدر الإشارة إلى أن ظريف يقصد بفريق بي مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء «الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».

فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن «إيران تتولّى مسؤولية ضمان أمن مضيق هرمز وأن هذا مثبتٌ بإغاثة بحارة ناقلتي النفط».

وردّ موسوي على تصريحاتِ وزيرِ الخارجيةِ الأميركيّة، مايك بومبيو، التي يحمّل فيها إيران مسؤولية الهجوم على السفينتين بأن «اتهام إيران في الحادث المريب والمؤسف للناقلتين هو العمل الأسهل والأبسط بالنسبةِ لبومبيو وحكام أميركا».

وتساءل موسوي عن «أهداف ونيات هذه الحوادث التي تتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى طهران» وأضاف أن «تصريحات بومبيو ليست فقط مثيرةً للسخرية، بل أيضاً مزعجة ومثيرة للقلق».

كما جاء في بيان لممثلية إيران في الأمم المتحدة، الذي صدر فجر أمس، أن «التصريحات المثيرة للفتنة، التي أطلقها مندوب أميركا في اجتماع مجلس الأمن الدولي أول أمس، مؤشر آخر على الحرب النفسية الرامية للتخويف من إيران».

وقالت في البيان إن «دعوة أميركا، التي خرجت هي نفسها من الاتفاق النووي بصورة غير قانونية، لإيران إلى توخي الدبلوماسية والعودة إلى طاولة المفاوضات، مجرد مزحة».

وتابع البيان أن «الحرب والإرهاب الاقتصادي الأميركي ضدّ الشعب الإيراني والتواجد العسكري الأميركي واسع النطاق في المنطقة، يشكلان السبب الأساس دوماً لزعزعة الأمن وعدم الاستقرار في منطقة الخليج».

وطالبت الممثلية الإيرانية في الأمم المتحدة المجتمع الدولي بـ»تحمل مسؤولياته للحيلولة دون تنفيذ هذه السياسات والإجراءات اللامسؤولة والخطيرة من قبل أميركا وحلفائها الإقليميين، والرامية لتصعيد التوتر في المنطقة».

وأضافت أن «إيران تؤكد من جديد على أن السبيل الوحيد لخفض التوتر في المنطقة هو التعاطي النشط والبناء من قبل جميع دول المنطقة في إطار حوار حقيقي وشامل ومبنيّ على الاحترام المتبادل والمبادئ الأساسية للقوانين الدولية، وأن الأحداث الأخيرة وأوضاع المنطقة تستوجب مثل هذا الحوار الإقليمي بالتأكيد».

وأرسلت إيران خبراء إلى إحدى ناقلات النفط، التي تعرّضت لهجوم أول أمس، لمعرفة ما إذا كان بإمكان الطاقم العودة الآن إلى السفينة.

على صعيد أميركي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إنه «مستعدّ لعقد محادثات مع إيران وقتما تكون مستعدة لذلك»، رغم تحميله طهران مسؤولية الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز قال ترامب «نريد أن نعيدهم لطاولة التفاوض… أنا مستعدّ عندما يكونون مستعدين… لست في عجلة».

كما اتهم ترامب، إيران بـ»تنفيذ هجوم أول أمس على ناقلتي النفط في خليج عمان».

وأشار ترامب إلى أنّ «صور الهجوم تظهر أن إيران هي من نفّذ التفجيرات»، مؤكداً أنّ خليج عمان «لن يغلق وإن حدث فلن يستمر ذلك طويلاً».

وأضاف الرئيس الأميركي «تحدّثت سابقاً أنّ إيران لن تمتلك أسلحة نووية»، وأجاب رداً على سؤال عن كيفية كبح طهران: «سنرى».

كما اعتبر ترامب أنّ إيران «قد تضرّرت منذ توليه منصب الرئاسة في الولايات المتحدة»، مشدداً في الوقت نفسه على أنّها «لا تزال تشكل تهديداً».

فيما لفت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى أن «التقييم الأميركي يشير الى أن إيران مسؤولة عن الهجوم على الناقلتين في خليج عمان».

وأضاف في مؤتمر صحافي بواشنطن أنه «طلب من المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة إثارة مسألة إيران أمام مجلس الأمن متهماً طهران بالعمل على تعطيل حركة النفط عبر مضيق هرمز»، وداعياً إياها لـ»العودة إلى طاولة المفاوضات».

وعلى صعيد روسي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن «موسكو تدعو إلى عدم إلقاء اللوم على أي طرف بسبب الحادث الذي وقع في خليج عمان حتى يتم الانتهاء من التحقيق».

وجاء في البيان: «نحن نعتبر أنه من الضروري الامتناع عن الاستنتاجات المتسرّعة، وأن إلقاء اللوم على أي طرف في تورطه في هذه الحوادث حتى يتم الانتهاء من تحقيق دولي شامل وحيادي أمر غير مقبول».

وقالت الخارجية: «ندين بشدّة الهجمات التي وقعت بغض النظر عمن كان وراء تنظيمها»، مضيفة «نشعر بالقلق إزاء التوتر في خليج عمان. ونرى أدلة على توتر الوضع بشكل مصطنع نحثّ جميع الأطراف على ضبط النفس».

ودعت موسكو إلى «عدم استخدام حادث ناقلات النفط المأساوية، والتي هزّت سوق النفط العالمي، في خليج عُمان لتأجيج الموقف ضد إيران».

من جهة أوروبية، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس، إن «مقطع فيديو نشرته الولايات المتحدة لا يكفي لإثبات أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان».

وذكر ماس، للصحافيين خلال زيارة لأوسلو، «مقطع الفيديو لا يكفي. نستطيع أن نفهم ما يعرض بالطبع، لكن بالنسبة لي هذا لا يكفي لوضع تقييم نهائي».

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إن «بريطانيا تعمل على أساس أن إيران مسؤولة عن الهجمات».

وأشار جيريمي في حديثه إلى أن «هذه الأفعال مقلقةٌ وغير حكيمة للغاية وتأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً كبيراً بالفعل».

وتابع جيريمي قائلاً إن «لندن تقوم بإجراء تقييمها الخاص بوعْي وعناية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى