تجديد التسوية والاستقرار

ـ من الزاوية الظاهرة بعد شهرين من السجالات التي شغلت كلّ مستويات القرار والتمثيل والإعلام في التيار الوطني الحر وتيار المستقبل التقى الرئيس سعد الحريري كرئيس للحكومة ورئيس لتيار المستقبل بالوزير جبران باسيل كرئيس للتيار الوطني الحر ورئيس لأكبر تكتل نيابي ووزاري وأعلنا تجديد التسوية التي توافقا عليها عشية انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتمّ تجديدها بعد الإنتخابات النيابية.

ـ بعد القلق الذي أشاعته السجالات وما رافقها من توترات طائفية ولغة تستعيد مفردات الحرب الأهلية ولو على البارد، كان من الطبيعي أن يرحب اللبنانيون بالعودة للتوافق وهم تواقون لرؤية الإستقرار السياسي يعمّ البلاد، ويأملون أن يشهدوا العائدات الموعودة لما بعد إقرار الموازنة وموسم الصيف والانفراجات الاقتصادية الموعودة التي تبقى مشروطة بالاستقرار السياسي.

ـ لم يمض يوم على مناخ الانفراج حتى ظهر أنّ الاستقرار بعيد المنال فتوافق الطرفين الرئيسيّين في التسوية الرئاسية استنفر من يعتبرونها مدخلاً للاحتكار السياسي والوظيفي ويخشون ضياع أدوارهم وحصصهم، فتحدث رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي بلغة عالية النبرة تستعيد ما سمعناه بين التيارين الأزرق والبرتقالي، فالتوزيع الطائفي للحصص لا يحقق الاستقرار بل يفتح باب التنازع على التوزيع السياسي في الطوائف وعلى حصص الطوائف الأقلّ حجماً.

ـ النظام الطائفي عاجز عن صناعة الاستقرار يرقعها من جهة فتنفتق من جهة، والخلافات فيه ليست على بناء الدولة بل على الحصص، والتوافقات فيه ليست على الحلول للأزمات بل على الحصص أيضاً، والمعترضون على المحاصصة ليسوا معارضين للمبدأ بل هم يريدون حصتهم…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى