التحقيق الدولي يحمّل محمد بن سلمان مسؤولية قتل جمال الخاشقجي المعلم: التقصير لبناني في التعاون في ملف النازحين… وبرّي: لتعديل رسم المستوردات

كتب المحرّر السياسيّ

التصعيد المتواصل في منطقة الخليج وفي الملف النووي الإيراني، محور الحركة الدبلوماسية للأيام الفاصلة عن نهاية الشهر الحالي ودخول التهديد الإيراني بالعودة للتخصيب المرتفع لليورانيوم حيز التنفيذ. وأول ردود الأفعال الدولية صدر من موسكو مخيباً للتوقعات الأميركية، حيث اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الإجراءات التي تتخذها إيران بخصوص الاتفاق النووي تحمل طابعًا اضطراريًا وهي قابلة للمراجعة، داعياً الولايات المتحدة إلى العودة فوراً للالتزام بهذه الصفقة .

ولفت ريابكوف إلى أننا انتبهنا لتصريحات بعض المسؤولين الأميركيين، الذين زعموا أن إيران تتحدّى، عبر إجراءاتها الخاصة بتعليق الالتزام بتعهدات طوعية في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاقات الشاملة حول البرنامج النووي الإيراني ومبادئ القانون الدولي وحتى تقوم بما وصف بالابتزاز النووي .

وأضاف أن من المسعد بالطبع أن واشنطن تذكرت وجود القانون الدولي، وما يجب فعله الآن هو تحديد الجهة، التي تنتهكه في الحقيقة. ومن الواضح بالنسبة لنا أن الزملاء الأميركيين هم من وجّه ضربة مدمّرة إلى أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية العالمية، عندما أعلنت الولايات المتحدة في أيار 2018 تخليها عن كل التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، وخرقت بذلك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 وعبثت بالمادة الـ25 في الميثاق الأممي، الذي يقضي بتطبيق كل الدول قرارات مجلس الأمن. ووضعت الولايات المتحدة نفسها، من خلال ذلك، خارج المجتمع الدولي وتجاهلت عمليًا القانون الدولي، الذي قرروا الآن حمايته فجأة .

الكلام الشديد اللهجة لريابكوف تزامن مع إعلانات أوروبية متلاحقة عن مساعٍ يقوم بها وزراء خارجية كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا نحو طهران لتقديم حوافز تجارية تتيح التراجع عن تهديدها بالخروج من التزاماتها بموجب التفاهم النووي، وأول الواصلين كان وزير خارجية فرنسا ليلة أمس لطهران، وسيليه وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في مواعيد موزعة على الأيام العشرة المقبلة، بينما تنعقد بعد اسبوع اللجنة المشتركة للدول الموقعة على الاتفاق النووي يوم الجمعة في 28 من الشهر الحالي في فيينا ويحضرها ممثلو روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيران إضافة للاتحاد الأوروبي، حيث يأمل الأوروبيون أن تكون مساعيهم قد أثمرت.

في واشنطن تعرّضت إدارة الرئيس دونالد ترامب للمساءلة أمام لجنة الدفاع والأمن في الكونغرس، عما إذا كانت تنوي عبر إجراءاتها المشددة ضد إيران وتأكيد عدم نيتها بالذهاب إلى الحرب، إلى استدراج إيران لدخول المواجهة بحيث يتفادى قرار الحرب الحاجة للحصول على الموافقة المسبقة من الكونغرس، وطلب النواب من وزارة الخارجية والبيت الأبيض تقديم تصور متكامل لكل الاحتمالات الواردة من التصعيد في الخليج وكيفية بلوغ خطة الإدارة أهدافها دون التورط في حرب. وإذا كانت الحرب إحدى الفرضيات المتوقعة فعلى الإدارة تقديم تصورها ومشروع قرار بالحصول على تفويض الكونغرس مسبقاً بدلاً من وضعه امام الأمر الواقع.

على الصعيد الإقليمي كان حدث الإعلان عن نهاية التحقيق الأممي في مقتل الصحافي جمال الخاشقجي، صدمة للحكومة السعودية بتوجيه الاتهام المباشر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالوقوف وراء العملية، والدعوة لملاحقته، ما استدعى رداً سعودياً على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير رفض فيه التحقيق الأممي واعتبر أن التحقيق السعودي هو الوحيد المقبول في قضية مقتل الخاشقجي.

لبنانياً، مع تواصل زيارة المبعوث الروسي الرئاسي ألكسندر لافرنتييف إلى بيروت وتوجيه الدعوة للبنان للمشاركة بصفة مراقب في مؤتمر أستانة حول سورية، جاء كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم ليزخم دعوة لافرنتييف للحكومة اللبنانية للحوار المباشر مع الحكومة السورية لتنسيق الجهود في قضية عودة النازحين. وقد أكد المعلم لقناة الميادين أن الحكومة السورية تقدم كل التسهيلات لعودة النازحين وملتزمة بما تم الاتفاق عليه مع وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، مشيراً إلى أن الحكومة السورية منفتحة للتعاون مع الجهات التي تمارس سياسة صادقة في قضية عودة النازحين، محملاً الحكومة اللبنانية مسؤولية التقصير في التعاون والتنسيق المشترك.

في مناقشات الموازنة، اقتربت لجنة المال والموازنة من إنجاز تقريرها وإقرار معظم بنود الموازنة وتعديلاتها، وكان الأهم أمس، كلام رئيس المجلس النيابي في لقاء الأربعاء النيابي عن تعديل رسم المستوردات لجعله رسماً لا يطال الطبقات الفقيرة، بإلغائه عن السلع التي تشكل موضوع استهلاك عام والإفادة منه لحماية السلع المنتجة محلياً، كما نقل عنه النواب، وجاء تأكيد رئيس لجنة المال والموازنة لإقرار اللجنة لتشكيل مجموعة عمل حكومية نيابية لهذا الغرض، بعدما كان رئيس الحكومة سعد الحريري قد حضر جانباً من اجتماع اللجنة أمس في اعتذار غير مباشر عن الكلام الإنتقادي الذي وجهه للنقاشات النيابية للموازنة وتراجع عنه بعد زيارته للمجلس النيابي بالقول إن المجلس يمارس حقه الدستوري في مناقشة الموازنة.

عون: سننسق مع سورية…

رغم انشغال الدولة بترميم التسوية الرئاسية وانكباب المجلس النيابي على مناقشة الموازنة، إلا أن زيارة الوفد الرئاسي الروسي خطفت الأضواء، نظراً لأهمية الزيارة شكلاً يتعلق بالمستوى الرفيع للمسؤولين الروس، وتوقيتاً لأنها سبقت اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والأميركي في قمة العشرين أواخر الشهر الحالي، ومضموناً لجهة إصرار موسكو على حل أزمة النازحين وتوجيه نصيحة للبنان بالتواصل مع سورية في ملف النزوح. وقد حرص الوفد على استعمال مصطلح العودة الآمنة بدل الطوعيّة التي يستخدمها المسؤولون الأميركيون والأوروبيون والخليجيون ومفوضية اللاجئين.

وقد برز كلام رئيس الجمهورية ميشال عون خلال لقائه الوفد أن المشاركة في مؤتمر استانا لا تلغي حق لبنان في البحث مع الدولة السورية في تنظيم عودة النازحين الى بلادهم . ولفتت مصادر نيابية لــ البناء الى أن إعادة النازحين في لبنان الى سورية يتطلب توافقاً داخلياً بين المكونات، كما أنه يرتبط بالقرار الدولي والمفاوضات القائمة بين روسيا وأميركا في ظل ضغوط خارجية على فريق داخلي لتأجيل البحث بملف العودة لأسباب تتعلق بمصالح القوى الغربية ، فيما يفضل الرئيس عون والتيار الوطني الحر، بحسب مصادر البناء تحقيق هذا التوافق الداخلي ولو تأجلت العودة إذا كانت ستؤدي الى انقسام داخلي، ويأمل فريق رئيس الجمهورية أن تتمكّن موسكو من إقناع المعترضين من الداخل والخارج على عودة النازحين .

ووجّه المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف خلال لقائه عون الدعوة الى لبنان للمشاركة في مسار استانا للتفاوض حول الوضع في سورية، مشدداً على مشاركة لبنان في خطواته لأجل عودة السوريين الى بلادهم وأن هذا الموضوع سيكون محور بحث في مؤتمر استانا وسيلقى لبنان دعماً روسياً في كل المجالات . إلا أن الدعوة الروسية ربما تفتح باباً جديداً للخلاف بين المكونات اللبنانية حول قرار المشاركة وسط معارضة أميركية خليجية لذلك، ومن جهة ثانية حول مَن سيمثل لبنان وطبيعة موقفه. لكن بعبدا سارعت الى حسم الأمر مسبقاً وحصرت التمثيل بوزير الخارجية جبران باسيل، بحسب ما أشارت قناة أو تي في التي عكست موقف الرئاسة وأوردت في مقدمة نشرتها المسائية أن الرئيس أكد للوفد الروسي أنه لن يألو جهداً لإعادة النازحين وأن مشاركة لبنان في أستانا ليست موجهة ضد منصة أخرى، وأنه يشارك فيه طالما هو معني بالنزوح واستقرار سورية ، ولفتت القناة إلى أن هناك ضغوطاً مباشرة وغير مباشرة غربية وإقليمية مورست لعدم دعوة لبنان إلى أستانا . وأكدت أن الجانب الروسي جدي جداً في متابعة مبادرته بشأن النازحين السوريين وبدءاً من التواصل مع سورية عبر اللجنة الثلاثية اللبنانية الروسية السورية بعيداً عن تفاصيل مستوى التمثيل فيها أمنياً كان أو سياسياً، كما البحث في عقد مؤتمر يتعلق بوضع آليات لعودة النازحين ، مشيرةً إلى أنه بعدما كانت مؤتمرات بروكسيل المتعاقبة تتعاطى مع الملف من منطلق مساعدة النازحين وكأنهم باقون في أراضي نزوحهم .

وأبلغ رئيس الجمهورية الموفد الرئاسي الروسي، ان لبنان معني بالمشاركة في استانا لأنه يسهّل متابعة الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي يساهم في عودة النازحين السوريين، لاسيما أن في لبنان اكثر من مليون و500 الف نازح سوري ترك نزوحهم تداعيات سلبية على مختلف القطاعات اللبنانية .

كما التقى الوفد رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية.

المعلم: حكومة لبنان هي المسؤولة

وفي أول تعليق رسمي سوري إزاء تعامل الحكومة اللبنانية مع سورية في ملف النزوح، حمّل وزير الخارجية السوري وليد المعلم حكومة لبنان المسؤولية، وقال في تصريح: الحكومة اللبنانية هي المقصرة بالتنسيق مع الحكومة السورية في موضوع النازحين، وليس العكس ، مشيراً الى اننا نقدم كل التسهيلات لعودة النازحين واتهامنا بعكس ذلك قول يُراد به باطل ، لافتاً الى اننا منفتحون على التعاون مع الجهة اللبنانية التي تمارس سياسة صادقة في قضية النازحين وملتزمون بما تم الاتفاق عليه مع وزير النازحين اللبناني صالح الغريب ونسهل مهمة مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم .

اشتعال جبهة التيار – الاشتراكي

وعلى خط العلاقات السياسية بين الأطراف الداخلية، وفيما هدأت جبهة تيار المستقبل التيار الوطني الحر بعد لقاء الخمس ساعات بين الحريري وباسيل، انفجر السجال بين التيار البرتقالي وكل من الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية التي سارع رئيسها سمير جعجع الى زيارة رئيس الحكومة لقطع الطريق على أي تسوية بين الحريري وباسيل في ملف التعيينات، وقد عمد إعلام القوات الى تسريب معلومات عن اللقاء لوسائل إعلامية، حيث لفتت أوساط جعجع ، لـ أم تي في الى أن اللقاء كان إيجابيًا وممتازًا ، مشيرة إلى أن الجانبين أكدا أنهما سيحميان ظهر بعضهما البعض استراتيجيًا وحكومياً . ونوّهت الأوساط بأن لقاء جعجع – الحريري تطرق الى العلاقة بين المستقبل و القوات ، ناقلة عن جعجع قوله: إننا أوفياء لمواقفنا ويدنا ممدودة لحفظ الدولة والمحافظة على التسوية الرئاسية . فيما أشارت مصادر بيت الوسط الى أن اللقاء كان ممتازًا ، مشيرة إلى أن العلاقة عادت الى سابق عهدها . موضحة أن جعجع شرح في ملف التعيينات وجهة نظره الداعية الى اعتماد آلية الكفاءة في التعيين، فيما الحريري وعد بالتفاهم مع القوى السياسية الأخرى . كما كشفت مصادر الحريري أن التعيينات مؤجلة لما بعد الموازنة باستثناء أعضاء المجلس الدستوري الخمسة . ما يدعو للتساؤل: هل يقايض الحريري جعجع بأن لا يعترض الأخير على الموازنة في المجلس النيابي مقابل أن يحفظ الحريري حصة القوات في التعيينات؟

وشهدت العلاقة بين النواب العونيين والاشتراكيين مزيداً من التوتر التويتري على خلفية تغريدة وليد جنبلاط الموجهة ضد العهد.

في المقابل أشارت مصادر سياسية مقربة من بعبدا لـ البناء الى أن الحملات المفتعلة الاسبوع الماضي والمستمرة من رؤساء أحزاب ضد التيار والعهد لا تتعلق فقط بالتعيينات، بل كان المستهدف هو التسوية الرئاسية بين عون وباسيل والرئيس سعد الحريري ، كاشفة أن بعض الأطراف الداخلية راهنت على سقوط التسوية وعملت ليل نهار على استغلال كلام باسيل لتأجيج الخلاف بين التيار الحر والمستقبل واللعب على الوتر الطائفي لإحراج الحريري فإخراجه من التسوية ومن ثم رئاسة الحكومة لتخلو ما يقوّي موقع أطراف سياسية أخرى كالقوات والاشتراكي في المعادلة الداخلية ، ولفتت الى أن هذه الأطراف كانت تتوقع تصعيداً سياسياً من الحريري فور عودته الى بيروت من السعودية وعولت على مؤتمره الصحافي لتوجيه كلام قاسٍ الى باسيل يؤدي الى فرملة التسوية، لكنها فوجئت بكلام الحريري الإيجابي والمدروس والمضبوط وتجديد تمسكه بالتسوية، واللقاء الذي تلاه مع كل من عون وباسيل، ولفتت الى أن هذه الزوبعة السياسية اقتصرت أبعادها على الداخل ولم يكن لها أفق دولي ولا إقليمي .

واستغربت مصادر تكتل لبنان القوي ردات الفعل على كلام باسيل الذي كان يوصف حالة سياسية وهو لم يقل شيئاً جديداً، مشيرة لــ البناء الى أن هدف الحديث عن صلاحيات رئاسة الحكومة هو إثارة السنة واستهداف للحريري وليس باسيل، متوجّهة الى الأطراف التي تقوّص على التسوية: ما هو البديل عنها؟ مؤكدة تمسك الرئيس عون وباسيل بهذه التسوية وهي قائمة ومستمرة أقله باستمرار وجود عون في بعبدا ، وشددت على أن حملات القوات والاشتراكي لن تنفع في خربطة التسوية، فالظروف الداخلية والاقليمية والدولية لم تعد تخدم مشاريع فوضى كهذه ، وتساءلت: اي تسوية يريدون؟ بين مَن ومَن؟ ، موضحة أن عون والحريري يمثلان الاكثرية في مكونهما السياسي والطائفي، فمن يملك هذا التمثيل ليعقد تسوية اخرى؟ . وردت المصادر على كلام جعجع حول سلاح المقاومة بالقول: ما هو المطلوب من عون وباسيل التخلي عن حقوق المسيحيين لتصبح التسوية الرئاسية جيدة بنظرهم؟ أو مشاركتهما في حصار حزب الله ونزع سلاح المقاومة؟ . كما تساءلت: ما هي مشكلة الحريري في أن ينال التيار الحر حصة المسيحيين في التعيينات طالما هو معني بحصة السنة؟ ملمحة الى ضغط قواتي واشتراكي على الحريري عبر استهداف التسوية لحفظ حصصهم في التعيينات المقبلة .

ولا ترى المصادر اي نية خارجية وسعودية تحديداً بضرب التسوية، إذ إن الظروف في المملكة والاقليم تغيرت، وأبرز دليل وجود الوفد السعودي في لبنان كبادرة إيجابية وانفتاح على لبنان . فيما علقت مصادر نيابية في اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين على الزيارة بقولها لـ البناء إن الزيارة السعودية مرحّب بها طالما تحترم الثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقراره .

وكان وفد من مجلس الشورى السعودي برئاسة صالح بن منيع الخليوي زار عون، واشاد الخليوي بـ الدور الذي يقوم به وحرصه على التضامن والتوافق العربيين ، من جانبه، اشاد رئيس الجمهورية بالعلاقات الاخوية التي تربط لبنان والسعودية. كما التقى الوفد الرئيس نبيه بري في عين التينة.

بري: لن نتنازل عن انش واحد

وجدد بري في لقاء الاربعاء التأكيد على موقف لبنان الموحد والثابت بعدم التنازل عن كوب ماء واحد او انش من الأراضي اللبنانية، والتمسك بالسيادة اللبنانية كاملاً بحراً وبراً. واعتبر أن صفقة القرن لا يمكن أن تمر من دون ريق حلو عربي ، منوّها بالموقف الفلسطيني الموحّد تجاهها. ونوّه بعمل لجنة المال، مؤكداً حق مجلس النواب في ممارسة دوره بالنقاش في هذا الإطار. واعتبر أن كلفة الصفقات أغلى بكثير من الإصلاحات. وقال إننا في مركب واحد، وعلى الجميع الالتزام بالإصلاح وبآلية التعيينات المتفق عليها. وإننا بأمسّ الحاجة الى حالة طوارئ اقتصادية وإصلاحية للنهوض بالبلد .

الحريري: زيارة ردّ اعتبار

الى ذلك واصلت لجنة المال والموازنة مناقشة مشروع الموازنة في ساحة النجمة. وزار الحريري قاعة الجلسة بصورة مفاجئة وحضر جزءاً منها كرد اعتبار للمجلس النيابي بعد انتقاده له في مؤتمره الأخير، بحسب وصف مصادر نيابية، وحث الحريري النواب على الحفاظ على نسبة العجز التي أقرّتها الحكومة. وقال: لدينا وضع اقتصادي صعب والتعاون بين مجلسي النواب والوزراء يجب ان يكون قائماً .

وأفادت مصادر اللجنة لـ البناء الى أن اللجنة تعمل بسرعة وجدية لانتهاء من دراسة البنود وانجزت أمس عدة بنود منها موازنة رئاسة الجمهورية وقسم من موازنة رئاسة الحكومة وستبحث اليوم موازنات ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية والإدارات التابعة لرئاسة مجلس الوزراء ، ورجحت أن تنهي اللجنة دراستها في الأسبوع الاول من شهر تموز وتحيلها الى الهيئة العامة لإقرارها .

ولفتت الى أن لم يحسم موضوع التقاعد المبكر للموظفين ولا يزال محل نقاش لوجود عقبات قانونية، إذ إن الادارة المختصة هي التي تحدد بحسب القانون الإحالة على التقاعد ، ورفضت المصادر اسلوب الضغط المعتمد من قبل بعض القطاعات الوظيفية من العسكريين المتقاعدين والقضاة وأساتذة الجامعات، مشيرة الى أن المجلس حريص على حقوق الجميع لا سيما وأن المجلس لم يبحث بعد بند ضريبة الدخل على المتقاعدين ورسم الطبابة على العسكريين ، أما بند 2 في المئة على المستوردات فاستبعدت المصادر أن يمر في اللجنة، وأوضحت أن وزارة المال تبحث عن بدائل تحمي الصناعات الوطنية وفي الوقت نفسه لا تطال صغار المستهلكين .

وبالتزامن، عاد العسكريون المتقاعدون الى الشارع رفضاً للمساس بحقوقهم، فاعتصموا امام مبنى الوردات وأقفلوا مداخله، ملوّحين بتصعيد اضافي اليوم. واشاروا الى أن وجودنا هنا رسالة تحذير للحكومة الفاشلة التي تروج لموازنة الذل والعار ونقول لها ان كافة الاهداف مباحة بما فيها المطار وندعوها لتعجيل سياساتها فالجيش خط أحمر .. في المقابل، رأى وزير المال علي حسن خليل انه قيل الكثير عن استهداف المؤسسات العسكرية والأمنية وكلّ عملنا هو للحفاظ على مكتسباتها وحقوقها والتحدي هو في تأمين القدرة للاستمرار في تأمين التقديمات لهذه المؤسسات .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى