«عشق الصباح»

– «الطيبون ليس لهم إلا الله.. والصبر على معاناة الحياة».

تلك اختلاجات أفكار وخيالات تتناقله في ليال طوال حتى توجع روحه، كلما أمسك بالقلم يشعر لكأن الحبر جفّ والكلمات تصحّرت! وراح يكتب أنقاض بوح عالق جواته.. خابية من ماء عناقيد الدوالي لا تروي ظمأه، اختلفت الدنيا من حوله ولم تتدلّ رؤاه هائم في رحاب العشق.. شغوف كان يرتّب تقاسيم ناي يدندن أغاني الحب والغزل والهجران بالكلمات… استيقظ مرعوباً كرجل تركته الريح على شاطئ مهجور يركض حافياً كي يلحق بسفينة غادرته!!! سأل نفسه ما هذا الحلم؟ أكثر من خمسين عاماً وهذه الكوابيس تلاحقه! يا إلهي: ما هذه الشخصيات المنفلتة من الحكايات التي يراها في أحلامه كأنها تتبع خطواته حتى في الحلم؟ ضحك من نفسه قائلاً: «الناس تحلم وهي تغطّ بنومها العميق».. بينما هو يحلم بين «رشفة القهوة والرشفة التي تليها» وهو لا زال على الشرفة مع زينب ينظران إلى البحر! مسح دموعاً غافلته… تمتم: أين أنا من إبراهيم وحكاياته القديمات، يا لذلك الزمن وتلك الأيام ذخيرة الذاكرة… كم كنت أجلس بين يديه أصغي إليه بعمق وهو يحدثني عن الذين حوّلهم الآغا عصا عمياء تطاردهم، يضرب فيها كل من يقف في طريق طمعه ومكتسباته – كانت أياماً قاسية مريرة؟ تنهّد.. شرب كأس ماء بارد، شعر كأن الماء أطفأ حريقاً في جوفه، نظر إلى زينب بشغف… يبدو أن المتغيرات قلبت الأحداث بحيث كنا نتأمل تحقيق الأفضل؟ «توسّعت دوائر الخراب» وتغيّرت النفوس كثيراً يا زينب.. فـ»الإقطاع الذي حاربه الأجداد والآباء والأبناء… يبدو أنه أورث الكثيرين من النافذين أساليبه الملتوية من: الأنانية وشخصنة الأشياء والطغيان والكبر والحماقات والارتكابات المخجلة.. إنهم يحاولون تشويه المجتمع».. قالت زينب: انتبه لنفسك.. ما تكتبه قد يغضب الكثيرين؟ نظر إلى البحر وقال: خوفي على هذه الإنجازات المهمة التي حققها أبناء الوطن بفضل التضحيات الكبيرة للذين منحوا سورية أرواحهم ودماءهم وحياتهم.. أخاف عليها يا زينب.. وأتمنى الحفاظ عليها مهما كانت المسارات صعبة ؟؟؟… لهذا سأبقى أكتب.. وهذه حكايات حنيني وعشقي الأبدي؟!

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى