الأسد يعلن للافرينتيف تمسكه بضرورة القضاء على فلول الإرهاب في سورية.. وبوتين يؤكد للأميركيين عدم المتاجرة لا بالحلفاء ولا بالمصالح ولا بالمبادئ

بحث الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي فيرشينين، والوفد المرافق تطورات الأوضاع في سورية.

وقالت الرئاسة السورية على حسابها على «تلغرام» إن «اللقاء تناول بحث آخر تطورات الأوضاع في سورية، والعمل السوري الروسي المشترك في ما يتعلق بهذه التطورات وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب في المناطق التي ما زال يوجد فيها».

وبحسب الرئاسة السورية «أكد لافرينتيف دعم بلاده المستمر للجهود التي تبذلها الدولة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضيها، كما تطرق الحديث للجهود التي تبذلها موسكو ودمشق لتفعيل العملية السياسية بالتوازي مع مواصلة الحرب على الإرهاب، وكان هناك توافق في الآراء على عزم الجانبين الاستمرار بمساعيهما على الرغم من الضغوط المتزايدة التي تمارسها بعض الدول الغربية على البلدين بغية إفشال هذه الجهود واستمرار الحرب حتى تحقيق مصالح حكومات تلك الدول على حساب الشعب السوري واستقرار المنطقة برمتها».

وذكرت الرئاسة السورية أن «لافرينتيف وضع الرئيس الأسد في صورة المباحثات التي أجراها خلال زيارته إلى العراق ولبنان لتوجيه الدعوة إليهما للمشاركة في محادثات أستانا المقبلة كعضوين مراقبين، مشيراً إلى أنه لمس تفهماً وموقفاً ثابتاً خلال محادثاته في كلا البلدين بأن القضاء على الإرهاب وعودة الحياة الطبيعية في سورية يصب في صالح جميع دول المنطقة وليس فقط سورية».

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أن روسيا لا تتاجر بالحلفاء، مجيباً عن سؤال حول الصفقة مع الولايات المتحدة بشأن سورية.

وأشار بوتين إلى أنه يجب حل قضية التسوية السياسية في سورية من خلال الجهود المشتركة لجميع اللاعبين المهتمين، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وقال فلاديمير بوتين خلال «الخط المباشر»: «يمكننا التفاوض مع شركائنا حول حل بعض المشكلات الملحة. واحدة من تلك المشكلات التي يتعين علينا حلها معاً، أولا وقبل كل شيء، مع زملائنا الذين حققنا معهم تقدماً كبيراً، أعني تركيا وإيران مع الدول الأخرى المشاركة في هذا النزاع، ومن بينهم بطبيعة الحال الولايات المتحدة، هذه قضايا متعلقة بالتسوية السياسية، وإنشاء لجنة دستورية وبداية عملها وقواعد عملها».

وأضاف الرئيس الروسي أنه يجب أن تشارك مصر والأردن وغيرهما من دول الشرق الأوسط في تسوية الأزمة السورية، لأنها تعاني من تدفق النازحين».

وأشار بوتين إلى أنه «يجب العمل معا بطريقة موحدة».

وأجاب ردا على سؤال حول ما إذا كان يوجد صفقة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سورية قائلا: «ماذا تعني صفقة؟ إنها مشاريع تجارية، أسهم. نحن لا نتاجر لا بحلفائنا ولا بمصالحنا ولا بمبادئنا. يمكن الاتفاق مع زملائنا لحل المشاكل».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إنّ «بعض من تآمر على سورية من الدول ندم، وبعضه لا يزال يكابر، وبعضه يأتمر بأمر الولايات المتحدة».

المعلم أشار في مقابلة خاصة مع «الميادين» ضمن برنامج المشهدية، الأربعاء، إلى أنّ «اتفاق سوتشي بشأن إدلب لم يسقط لكنه لم ينفذ من جانب تركيا»، مشدداً على أنّ «إدلب محافظة سوريّة، وما يقوم به الجيش العربي السوري من عمليات هو ضمن الأراضي السورية».

وأكد المعلم أنّ سورية «لا تسعى لمواجهة عسكرية مع تركيا، لكن محاربتنا للتنظيمات الإرهابية أمر مختلف»، موضحاً أنّه «لم نعتدِ على أحد وما نريده تحرير أرضنا الذي هو حق مشروع لنا».

وطالب المعلم تركيا بـ»التوقف عن تدريب وتسليح المجموعات الإرهابية، بالإضافة إلى سحب قواتها من الأراضي السورية»، معتبراً أنّه إذا لم تسحب قواتها فإنها سوف «تكون قوة احتلال لا فرق بينها وبين «إسرائيل»».

وأضاف المعلم «إذا التزمت تركيا بهذه الأمور من شأن ذلك أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات معها إن شاء الله».

في سياق متصل، رأى وزير الخارجية السوري أنّ مشاركة تركيا أو عدمها في اجتماعات أستانة «لن يغيّر من الواقع شيئاً».

المعلم أكد لـ»الميادين»، أن لا علم لسورية بدعوة السعودية أو غيرها إلى محادثات أستانة المقبلة، وأنّ ما يجري هو شأن روسي يتمّ إقراره بين الدول الضامنة ويتمّ التشاور معنا به، موضحاً أنّ «العملية السياسية مستمرة واختلافنا على بعض الأسماء والاجراءات لا يعني توقفها».

من ناحية أخرى، أشار المعلم إلى أنّ قطر وتركيا والسعودية «لا تملك قرارها بشأن عودة العلاقات مع سورية»، مبرزاً أنّ «التطبيع مع الإمارات والبحرين وقف عند حد فتح سفارتيهما من دون أن يتطوّر».

وفي مقابلته مع المشهدية، تحدث المعلم من بكين عن أنّ «سورية والصين وروسيا وإيران ومعها الهند في وضع جيوسياسي أفضل من السابق»، مؤكداً أنّ الصينيين مصممون على مواجهة العقوبات الأميركية بروح إيجابية، ويحاولون الوصول إلى توافق مع الأميركيين بما يلبّي مصلحة الطرفين في أقرب وقت.

وبخصوص النازحين السوريين، رأى المعلم أنّ من يعرقل عودتهم إلى سورية «هو الغرب الذي يربط ذلك بشروط التسوية السياسية»، مشدداً على أنّ بلاده «تقدم كل التسهيلات لعودتهم، واتهامنا بعكس ذلك قول يراد به باطل».

وزير الخارجية السوري اتهم الحكومة اللبنانية بالتقصير في التنسيق مع الحكومة السورية في موضوع النازحين وليس العكس، مؤكداً انفتاح سورية على التعاون مع الجهة اللبنانية التي تمارس سياسة صادقة في قضية النازحين «وليس على أيّ جهة تستثمر وجود النازحين لأسباب سياسية».

المعلم شدّد على التزام سورية بما تمّ الاتفاق عليه مع وزير النازحين اللبناني، مع تسهيل مهمة مدير عام الأمن العام اللبناني عباس ابراهيم.

ميدانياً، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية، مساء الأربعاء، وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين من «جبهة النصرة» وبعض التنظيمات المسلحة الأخرى في ريف حماة.

وقالت الوكالة الرسمية إن عناصر مسلحة تابعة لـ»جبهة النصرة» هاجمت بأعداد كبيرة محور تل ملح – الجلمة في ريف حماة الشمالي الغربي.

وأشارت «سانا» إلى أن «وحدات الجيش قضت على المجموعات الأولى وبينها عدد من الانتحاريين ودمّرت آلياتهم وعرباتهم المصفحة المزودة برشاشات، فيما انسحبت مجموعات أخرى تحت ضربات الجيش تاركة قتلاها وعدداً من آلياتهم المدمّرة وكميات من الأسلحة الفردية والذخائر في المكان».

كما أفادت بأن «المجموعات المسلحة التي تنتشر في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، تتلقى دعماً غير محدود بالسلاح المتطور والطيران المسير والعربات المدرعة من قبل تركيا في محاولة لتعويض الخسائر التي مُنيت بها المجموعات خلال الأسابيع الماضية أمام القوات السورية التي حررت عدداً من القرى والبلدات».

هذا، ونشرت الوكالة الرسمية مجموعة من الصور قالت إنها لـ»عدد كبير من جثث المسلحين الملقاة أرضاً، بالإضافة إلى آليات وعربات في محيط قرية الجلمة أكدت الوكالة أنها دمرت جراء ضربات الجيش السوري خلال تصديه للهجوم».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 9 مقاتلين على الأقل لقوا مصرعهم على محاور التماس في ريف حماة الشمالي الغربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى