أحمد الخلف: هدفنا هو تنمية الموهبة التي يمتلكها أي شخص كان بغض النظر عن مقوّماته… والوزارة تقدّم خطوة كبيرة لدعم الفنون

رانيا مشوِّح

بالعزم والإصرار يتحقّق اللاممكن فلا عدد السنوات يقتل الأمل ولا قلّة الإمكانيات تقيّد روح الإبداع، فهم مغرَمون، حالمون، وهم الحاملون لمخاض المستقبل في انتظار ولادة الحُسن والجمال والرقي. ومن هنا وحفاظاً على الروح الخلّاقة قامت وكعادتها وزارة الثقافة بالتعاون مع معهد الثقافة الشعبية في الصالحيّة بإطلاق معرض فنّي لطلاب قسم الرسم في صالة المعارض في المركز الثقافي العربي في أبورمانة في العاصمة دمشق.

خلف

تحدّث لـ»البناء» مدير المعهد السيد أحمد الخلف عن نشاطات المعهد قائلاً: من أساسيات المعهد تسجيل الطلاب فوق عمر الخامسة عشرة وأغلب المشاركين اليوم تخطّوا الأربعين عاماً. والمعهد يستقبل جميع الشرائح المدنية والعسكرية والعاملة في أي قطاع، فهدفنا هو تنمية الموهبة التي يمتلكها أي شخص كان بغض النظر عن مقوّماته، أي دولة في العالم تقوم بدعم الرسامين هي دولة حضارية، والوزارة اليوم تقدم خطوة كبيرة لدعم الهواة والتقدّم والارتقاء بحالة الفنّ والرسم، سياسة المعهد هي تحفيز نفسية الطالب وقمنا بتعريفه على تقنيات وأساسيات الرسم مما أدى لإنتاج رسوم ذات حرفية كبيرة في مدة قصيرة جداً وهي ثلاثة أشهر فقط.

سعيد

كما تحدّثت السيدة رغدة سعيد الأستاذة في معهد الثقافة الشعبية وفي كلية الفنون الجميلة في السياق نفسه، حيث قالت: عندما رأيت هذه المواهب استشفّيت قدرتهم على الإبداع وشجّعتهم على المشاركة وحثّ قدراتهم. بدأنا منذ الصفر لمدة بسيطة جداً، لكن الاستجابة كانت كبيرة لدى الطلاب، بدأنا بألوان الباستيل والطبشور، وأصبحت لديهم الرغبة في التقدّم للمراحل اللاحقة والمتقدمة أكثر.

وبدوره حدثنا الأستاذ رواد سعيد الرسّام في قناة «سبيستون» والأستاذ في المعهد: خلال دورة مكثّفة لمدة ثلاثة أشهر عبارة عن جلستين في الأسبوع تعرّفت إلى مواهب لم أصدّق قدرتها على هذا العطاء بتاتاً، في زمن قياسي ومن الصفر أحياناً قمنا بنقلة نوعية رائعة جداً، مؤخّراً أصبح هناك دعم ملموس وتقدّم في هذا المجال بالنسبة للفنانين المغمورين والهواة على عكس السابق، حيث كان الفنّ حكراً على الفنانين المعروفين، لذا كان التجريب خطوة مخيفة للبعض، كما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي كمنبر لعرض أعمال الفنان المبتدئ وجني الآراء المشجّعة التي تولد لديه الحافز للاستمرارية والعطاء.

كما كان لـ»البناء» عدد من اللقاءات مع الطلاب المشاركين في المعرض حيث أخبرونا عن تجربتهم، حيث قال الطالب محمد زين كوكي: شاركت بعدد من اللوحات الدمشقية والمناظر الطبيعيّة، العبق الدمشقي في حارات دمشق كان ملهماً للوحاتي من خلال ما تبعثه من ألفة وتعاضد، استخدمت الألوان الزيتية في اللوحات، وزارة الثقافة لم تقصّر في مجال الدعم حالياً، لكن لا زال الفنّ بحاجة للإطلاق بشكل أوسع.

كما قال الطالب مصطفى منصور: جسّدت في لوحاتي المرأة أولاً، لأنها قضية كبيرة، فهي المجتمع بأكمله فجميعنا منتج المرأة في النهاية. المرأة وصلت لمراحل كبرى من الانطلاق. في اللوحة الأولى جعلتها متأملة وفي الثانية كانت شهرزاد بالاسم وبالفعل، حيث إنها كانت تبعث الحكايات من خلال عينيها الظاهرتين في اللوحة فقط، ووضعت بيت شعر غير واضح ليستفز المتفرّج ويجبره على المكوث أمام اللوحة لوقت أطول، استخدمت الألوان الزيتية إضافة لورق الذهب والفضة الذين أضفيا لمسة جميلة على اللوحة.

أما ملك أرسلان مرزي الطالبة في المعهد، فقالت: قمت بالتركيز على رسم البورتريه أكثر في هذا المعرض، حيث إنه أول مشاركاتي لذا أحببت أن أجعله متميّزاً بموضوع خاص، لم أكن أمتلك الموهبة ولم أفكر يوماً بهذا، ولكن بفضل جهود مدرسينا وصلنا لنتيجة مذهلة، بعد التقاعد من عملي بحثت عن المتعة الروحية وملء الفراغ فوجدته بين الريشة واللوحة. أنا أشجع كل الناس للمشاركة والتدريب على هذا النوع من الفنّ الذي يفعّل الطاقة الإيجابية في الروح الإنسانية. فالشهرة ليست الهدف الذي أرنو إليه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى