المعلم ويونغ هو: لمواجهة الإجراءات الأحادية ضد البلدين.. ولافروف: لحل الأزمة السورية وفق «2254» واحترام سيادتها

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وقوف سورية إلى جانب كوريا الديمقراطية الشعبية في مواجهة محاولات الهيمنة والسياسات العدائية الأميركية.

جاء الموقف السوري خلال جلسة محادثات رسمية عقدها المعلم مع نظيره، وزير خارجية كوريا الديمقراطية الشعبية ري يونغ، في بيونغ يانغ أمس، وجرى خلال الجلسة التأكيد على علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها في المجالات كافة وخاصة في المجال الاقتصادي بما يعود بالفائدة عليهما وعلى شعبيهما الصديقين.

كما تم التأكيد على أهمية التعاون وتنسيق الجهود بين البلدين لمواجهة كل التحديات وعلى رأسها الإرهاب الاقتصادي والعقوبات والإجراءات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على البلدين بأشكال مختلفة مشددين على ضرورة العمل لتفعيل اتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي الموقعة بين البلدين والاستمرار بتبادل الزيارات على مختلف المستويات والدعم بين البلدين في المحافل والمؤتمرات الدولية.

كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين حيث كانت وجهات النظر متفقة في كل القضايا التي تم التطرق إليها.

ونوه الوزير المعلم بعلاقات الصداقة التقليدية المتميزة التي تجمع البلدين منذ ما يزيد على الـ 50 عاماً وبإنجازات الشعب الكوري الصديق تحت قيادة الرئيس كيم جونغ أون معرباً عن إعجاب سورية بصمود الشعب الكوري ووقوفها إلى جانب كوريا الديمقراطية الشعبية في مواجهة محاولات الهيمنة والسياسات العدائية الأميركية مؤكداً تأييد سورية للموقف الكوري المطالب برفع الحصار الاقتصادي المفروض على كوريا الديمقراطية.

وعرض الوزير المعلم تطوّرات الأوضاع في سورية والجهود التي تقوم بها لمحاربة الإرهاب الذي تتعرض له ولمواجهة محاولات الهيمنة والعقوبات الأحادية التي تستهدف سيادتها وسلامتها الإقليمية وقرارها الوطني المستقل معرباً عن الشكر للقيادة والشعب الكوريين لوقوفهم إلى جانب سورية في دفاعها عن قضاياها العادلة وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها والحرب الإرهابية التي تشن عليها منذ سنوات عدة بدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.

من جهته أكد وزير خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية موقف بلاده الثابت والداعم لسورية وسيادتها ووحدة أراضيها مقدماً التهنئة لسورية بالإنجازات التي حققتها بفضل تضحيات جيشها وصمود شعبها واستقلالية قرارها تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد في وجه الحرب الإرهابية والعقوبات الاقتصادية التي يتعرّض لها الشعب السوري.

وأعرب الوزير يونغ هو عن ثقة بلاده بأن سورية ستحقق النصر على القوى الإمبريالية والعدوانية الأميركية المنحازة لـ «إسرائيل» وعلى أدواتها وهي ستقف دوماً إلى جانب سورية وتدعم مواقفها بشأن الجولان السوري المحتل وفي مختلف المحافل الدولية مبدياً رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع سورية وفي المساهمة في دعمها في مجال إعادة الإعمار، لافتاً إلى أن تعاون البلدين واعتمادهما على الذات سيمكنهما من مواجهة العقوبات والحصار الذي يفرضه أعداؤهما المشتركون.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة حل الأزمة في سورية وفق القرار الأممي 2254 واحترام سيادتها ووحدة أراضيها.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري في موسكو أمس: «ملتزمون بشكل كامل بالقرار الأممي 2254 وقبل كل شيء احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية» مشيراً إلى أهمية دعم المجتمع الدولي لإعادة الإعمار في سورية.

ويؤكد القرار الأممي 2254 الذي صدر في كانون الأول 2015 أن السوريين هم مَن يحدّدون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.

وحول «ورشة البحرين» أعرب لافروف عن قلق بلاده من أن واشنطن تحاول فرض سبل بديلة للتسوية بعيداً عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة مشيراً إلى أن موسكو قلقة من محاولات أميركية لتسويق مخططات غير عادلة وضعت سرياً بهدف استبدال صفقة اقتصادية بمبدأ «حل الدولتين».

وفي السياق، جدّد وزير الخارجية المصري سامح شكري التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية والقضاء التام على الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وأوضح شكري في لقاء خاص أمس، مع قناة روسيا اليوم أن مصر تؤكد تمسكها بوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها والقضاء التام على التنظيمات الإرهابية وتدعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى سورية غير بيدرسون لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها وفق القرار الأممي 2254 بما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في سورية وإعادة إعمارها.

ويؤكد القرار 2254 الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع على سيادة سورية ووحدة أراضيها وأن السوريين هم مَن يحدّدون مستقبل بلدهم بأنفسهم من دون أي تدخل خارجي وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.

ميدانياً، ضبطت أجهزة الأمن السورية كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصال من مخلفات التنظيمات الإرهابية المسلحة التي كانت تنتشر في ريفي دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة الشمالي الشرقي.

وقال مصدر في القنيطرة إن الأسلحة المضبوطة شملت أحزمة ناسفة وقواذف مضادة للدروع وسيارة تعود للمجموعات المسلحة التي كانت تنتشر في محيط المنطقة الأممية العازلة وداخل منطقة فصل القوات بين الجيش السوري وقوات الاحتلال.

وقبل تطهيرها، في شهر أغسطس/آب 2018، كانت المناطق المحاذية للمنطقة الأممية العازلة في ريف القنيطرة الشمالي تحت سيطرة تنظيمات إرهابية مسلحة مدعومة من قبل الكيان الصهيوني، كتنظيمي «ألوية الفرقان» و»فرسان الجولان» المدرجين على جداول رواتب جيش الاحتلال، وقد تم نقل معظم هؤلاء إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال غرب سورية.

وفي السادس من الشهر الحالي، عثرت الأجهزة السورية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مخبأة تحت الأرض في أحراج جباثا الخشب بمحاذاة الشريط التقني الفاصل بين القسمين المحرّر والمحتل من الجولان السوري في ريف القنيطرة.

وكشف مصدر أمني سوري، أن بين الأسلحة المذكورة كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية وأجهزة الاتصالات المتطوّرة، إلى قذائف صاروخية وعبوات ناسفة كانت التنظيمات الإرهابية قد أخفتها بعد اتفاق المصالحة في المحافظة لافتاً ضبط كميات كبيرة من الأسلحة في ريف القنيطرة.

كما عثرت الجهات المختصة في الـ 31 من شهر مايو/أيار الماضي، على آليات مسروقة وأسلحة وذخائر بعضها أميركي وغربي الصنع وأجهزة اتصال فضائي بريف القنيطرة، وتشمل كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر المتنوّعة، والرشاشات والبنادق الآلية والمواد المتفجّرة وأجهزة الاتصالات اللاسلكية، والمفخخات والألغام الأرضية والأجهزة المعدّة للتفجير عن بُعد، إضافة إلى عشرات الآليات والسيارات والشاحنات والرافعات والجرارات الزراعية التي سرقها التنظيم خلال سيطرتها على مناطق مختلفة من ريف القنيطرة.

على صعيد آخر، اعتدت المجموعات الإرهابية التي تتحصن في بلدتي كفرزيتا واللطامنة أمس، بالقذائف الصاروخية على مدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي.

وأوضح مصدر في قيادة شرطة حماة أنه في الوقت الذي تشهد فيه مدينة السقيلبية حركة نشطة للأهالي والطلاب الذين يؤدون امتحاناتهم اعتدت التنظيمات الإرهابية بـ 8 قذائف صاروخية على المدينة ما أسفر عن وقوع أضرار في عدد من المحال التجارية ومنازل الأهالي.

وتواصل المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريف حماة الشمالي وإدلب خروقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد والاعتداء على المناطق الآمنة في مدينة حماة وريفها ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من الأهالي وإتلاف المحاصيل الزراعية وحرقها ووقوع أضرار بمنازل المدنيين وممتلكاتهم والممتلكات العامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى