لافروف: واشنطن تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية لإطالة الأزمة فيها

جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيد بلاده على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقرارها وفق القرار الأممي 2254، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل للأزمة فيها عبر الحوار.

وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في موسكو أمس، أن واشنطن تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية وهو ما يطيل أمد الأزمة فيها.

وكانت واشنطن أرسلت قوات إلى سورية في إطار التحالف غير الشرعي الذي تقوده بزعم محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي كما قامت بدعم الميليشيات الانفصالية العميلة لها في الجزيرة السورية بما يؤكد أن هدفها هو تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية السورية وإطالة أمد الأزمة فيها.

إلى ذلك، رفضت روسيا الاتهامات الموجهة إلى موسكو ودمشق بأنهما مسؤولتان عن التصعيد في محافظة إدلب السورية، ودعت للتأكد من صحة التقارير عن الأوضاع الميدانية هناك.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، إن «المعلومات التي يتمّ نشرها من منبر مجلس الأمن الدولي تتناقض أحياناً مع البيانات العملياتية الواردة من مناطق خفض التصعيد مباشرة». وتابع: «وهذا يدل على محاولات لتسييس الملف الإنساني السوري».

وشدد على أن جميع العمليات للقوات الروسية والجيش السوري تستهدف البؤر الإرهابية حصراً، وأن الضربات توجه فقط إلى مواقع مؤكدة للمسلحين.

وقال نيبينزيا: «وفي هذا الصدد ندعو الأمانة العامة للأمم المتحدة والوكالات المختصة للمنظمة، بما فيها منظمة الصحة العالمية لعدم الإسراع بنشر معلومات غير مؤكدة. ويجب أخذ المعطيات من مصادر موثوقة وغير مسيسة والتأكد منها».

من جهته، قال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية اللواء أليكسي باكين خلال الجلسة عبر اتصال فيديو: «نرفض رفضاً قاطعاً جميع التصريحات حول الطابع العشوائي لضربات القوات الحكومية على الأهداف في إدلب».

وأضاف: «نحن نعمل هنا على الأرض ونلاحظ دائماً الانحياز في تغطية الأحداث في منطقة إدلب من قبل عدد من الدول التي تتهم سورية وروسيا بتصعيد التوتر، وفي الوقت ذاته تتغاضى عن فظائع الجهاديين ونشاطهم الإرهابي في المحافظة».

وأشار إلى أن الجانب التركي يبذل جهوداً للحفاظ على نظام وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب.

وأكد أن جهود المركز الروسي للمصالحة تأتي في إطار الاتفاقات الروسية التركية حول إدلب والاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال المشاورات في إطار عملية أستانا.

ولفت إلى أن الاتفاقات حول وقف إطلاق النار لا تشمل محاربة التنظيمات الإرهابية أينما كانت.

وفي شأن آخر، أفاد باكين بأن هناك ما بين 40 و80 ألف نازح سوري مستعدون لمغادرة محافظة إدلب، مؤكداً أنه تم إعداد العدد الضروري من الأماكن لاستقبالهم في مراكز الإيواء المؤقت في محافظات حماة وحمص ودير الزور.

وأضاف أن الحكومة السورية مستعدّة لضمان الظروف للعودة الآمنة للمدنيين من منطقة خفض التصعيد في إدلب.

ميدانياً، تمكنت وحدات الجيش السوري من إحباط هجوم عنيف شنّه مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي على مواقع للجيش بريف حماة الشمالي.

وقال مصدر في حماة: «إن مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم «أنصار التوحيد» الموالي لتنظيم داعش الإرهابي شنّت مساء الثلاثاء هجوماً عنيفاً على مواقع متقدمة للجيش السوري في مزارع النداف في محيط بلدة العطشان بريف حماة الشمالي»، موضحاً أن «وحدات الجيش تمكّنت من إحباط الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة بالمهاجمين».

ونقل عن مصدر عسكري سوري قوله: إن قوات الرصد والاستطلاع في الجيش السوري تمكّنت عبر كمائنها المتقدمة في مزارع النداف من كشف تحركات مجموعات مسلحة كانت تتقدم باتجاه مواقع الجيش على محور بلدة العطشان، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين وانسحاب من تبقى منهم باتجاه عمق مناطق سيطرتهم بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وأضاف المصدر أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك عقب ذلك سلسلة من الغارات الجوية دمر من خلالها مواقع عدة للإرهابيين في خان شيخون وسكيك والتمانعة في ريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع رمايات مدفعية وصاروخية استهدفت تحركات المسلحين وخطوط إمدادهم في المنطقة.

وخلال الأسابيع الأخيرة شنت مجموعات إرهابية تابعة لـ»أنصار التوحيد» هجمات عدة على مواقع الجيش السوري بريف حماة الشمالي الغربي، كما تشاركت مع تنظيمات أخرى في هجماتها باتجاه مواقع الجيش، مشترطة رفع مقاتليها لأعلام تنظيم داعش الإرهابي.

ويعرف «أنصار التوحيد» على أنه الاسم الذي اتخذه مسلحو تنظيم «جند الأقصى» منذ 2016، وهذا التنظيم الأخير الذي لطالما أعلن بيعته لداعش، كان ينشط في ريف حماة الشمالي الشرقي المتاخم لبادية الرقة قبل هزيمته على يد الجيش السوري في أثناء عملية تحرير «أبو الظهور» منذ أشهر.

وحافظ تنظيم «أنصار التوحيد» على استقلاليته خلال السنوات الأخيرة، قبل انحسار نجم متزعم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، بعد تحرير معظم الأراضي السورية والعراقية، ليقوم بعدها بالاندماج مع تنظيم «حراس الدين» الذي يقوده مجلس شورى من الأردنيين، والذي يدينون بالولاء المباشر لقيادة تنظيم القاعدة العالمي في أفغانستان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى