مع تزايد التوتر في الخليج.. الإمارات تقلّص وجودها العسكري في اليمن

قالت مصادر دبلوماسية غربية إن «دولة الإمارات العربية العضو الرئيسي في التحالف السعودي ضدّ اليمن تقلص وجودها العسكري هناك بسبب التهديدات الأمنية الناتجة عن تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران».

وذكر اثنان من الدبلوماسيين أن الإمارات سحبت بعض القوات من ميناء عدن الجنوبي ومن الساحل الغربي لليمن حيث شكلت الإمارات وسلحت قوات محلية تقود المعركة ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على ساحل البحر الأحمر .

وذكر ثلاثة من الدبلوماسيين أن «أبوظبي تفضل أن تكون قواتها ومعداتها قيد تصرفها في حالة تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد الهجمات على ناقلات نفط في الخليج وإسقاط طهران لطائرة أميركية مسيرة».

وقال مسؤول إماراتي كبير «صحيح أن هناك بعض التحركات للقوات… لكنها ليست إعادة انتشار من اليمن»، مضيفاً أن «الإمارات ما زالت ملتزمة تماماً بالتحالف العسكري، ولن تترك فراغاً في اليمن».

ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن التحركات أو الأرقام المعنية أو يحدد ما إذا كان ذلك يحدث داخل اليمن أو خارجه.

ومن غير المعروف عدد القوات الإماراتية الموجودة في اليمن. وأشار دبلوماسي غربي إلى أن «الإمارات سحبت الكثير من القوات من اليمن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية».

ورداً على سؤال عما إذا كانت التوترات مع إيران وراء هذه الخطوة، قال المسؤول الإماراتي إن «القرار يتعلق أكثر بوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الميناء الرئيسي لليمن، والتي يسيطر عليها الحوثيون الآن، بموجب اتفاق سلام تمّ التوصل إليه في ديسمبر كانون الأول الماضي برعاية الأمم المتحدة».

وقال المسؤول «هذا تطوّر طبيعي»، مؤكداً «دعم الإمارات للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاق في الحديدة لتمهيد الطريق لإجراء محادثات لوضع نهاية للحرب».

وأصبحت الحديدة محور الحرب العام الماضي. وبموجب اتفاق ستوكهولم، الذي لم ينفذ بالكامل، سينسحب كل من الحوثيين و القوات اليمنية الموالية للتحالف من الحديدة.

وقال دبلوماسيان إن التقدم المتعلق بالحديدة سهّل على الإمارات تخفيض وجودها في اليمن لتعزيز دفاعاتها في الداخل في أعقاب هجمات على أربع ناقلات نفط قبالة سواحلها في أيار . وأعقب ذلك هجومان على ناقلتين أخريين في خليج عمان بعد بضعة أسابيع.

وحملت واشنطن والرياض إيران مسؤولية الهجمات وهو ما تنفيه طهران. وخلص تحقيق إماراتي إلى أن إحدى الدول تقف وراء هذه الهجمات التي لم تعلن أي جهة المسؤولية عنها، لكن أبوظبي لم تذكر أي دولة بالاسم .

وتجري واشنطن محادثات مع الحلفاء من أجل تشكيل تحالف عالمي لحماية خطوط شحن النفط الحيوية في مضيق هرمز وبالقرب منه، وأثير الأمر خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى السعودية والإمارات الأسبوع الماضي.

وخلال لقائه مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حثه بومبيو على تعزيز الأمن البحري. وقال سنحتاج منكم جميعاً المشاركة بقواتكم العسكرية .

وجيش الإمارات صغير مقارنة بحلفاء إقليميين أكبر مثل مصر والسعودية. ويبلغ قوام الجيش الإماراتي نحو 63 ألف جندي ويمتلك 435 دبابة و137 طائرة حربية، وفقاً لتقرير أصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية هذا العام.

ودعت الإمارات إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة ، والتي أثارت مخاوف بشأن مواجهة عسكرية مباشرة قد تشعل حرباً في المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى